روما – احتفلت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) باليوم العالمي للنحل لعام 2023 من خلال حفل عالمي أكّد المشاركون فيه على أهمية تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة التي تحترم الدور الحيوي للملقحات في الطبيعة.
وإنّ التلقيح من العوامل الضرورية للحفاظ على التنوع البيولوجي للنباتات ولصمود نظمنا الإيكولوجية. ويعتمد حوالي 75 في المائة من المحاصيل في العالم - التي تنتج الثمار والبذور الأخرى للاستهلاك البشري - على الأقل بصورة جزئية، على الملقحات ومن ضمنها النحل. وتحت شعار "ملتزمون بحماية النحل في الإنتاج الزراعي المراعي للملقحات"، يلفت اليوم العالمي للنحل 2023 الانتباه إلى التهديدات المحدقة بهذه الحشرات وإلى ضرورة معالجتها.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو في كلمته الافتتاحية التي ألقاها خلال الحدث المعقود عشية اليوم الرسمي الذي يتم الاحتفال به في 20 مايو/أيار من كل سنة، على النحو الذي عينته الأمم المتحدة " إن حماية النحل والملقحات الأخرى أمر ضروري لضمان الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وإصلاح النظم الإيكولوجية والصحة النباتية بشكل عام". وأضاف السيد شو دونيو أن الممارسات المراعية للملقحات "تشمل تناوب المحاصيل وتنويعها، والحد من استخدام المبيدات، وإصلاح موائل الملقحات وحمايتها" ملاحظًا أنه "حتى اعتماد أدوات الزراعة المحكمة والابتكارات يمكنها أن تحمي النحل. وإن استخدام التكنولوجيا والبيانات لتحسين الأسمدة وممارسات الري قد يقلل من الكميات المفرطة للمغذيات والمواد الكيميائية في المياه التي تضر بالملقحات وبموائلها."
وقالت فخامة السيدة Nataša Pirc Musar، رئيسة جمهورية سلوفينيا، البلد الذي بادر قبل سواه إلى إقامة يوم عالمي للنحل عام 2016 في سياق المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لأوروبا: "ساهم اليوم العالمي للنحل بشكل كبير في زيادة الوعي بأهمية النحل والملقحات الأخرى، وفي تعزيز التعاون الدولي لحمايتها. وقامت سلوفينيا وحدها بالتعاون في إنشاء أكثر من 300 مشروع للملقحات مع شركاء في جميع القارات. وقد شقّت الملقحات طريقها إلى العديد من المناهج الدراسية والمناقشات السياسية وجداول الأعمال البحثية وخطط الأعمال والممارسات الزراعية".
وقد حضر حدث اليوم أيضًا الممثل الدائم لجمهورية الصين الشعبية لدى منظمة الأغذية والزراعة، سعادة السيد GUANG Defu.
وفي إحدى حلقات النقاش، سلّط خبراء النحل والملقحات من أنحاء العالم الضوء على كيفية تسبب الزراعة غير المستدامة وإساءة استخدام المبيدات بالحد من وصول النحل والملقحات الأخرى إلى الغذاء وإلى مواقع التعشيش، ما يعرضها للمواد الكيميائية الضارة التي تُضعف أجهزة المناعة لديها، والتي يصل بها الحد أحيانًا إلى الفتك بها. وأشاروا أيضا إلى أن إنتاج الزراعة الأحادية المكثفة غالبًا ما يؤدي إلى القضاء على المناطق الطبيعية الغنية بالنباتات المزهرة التي تُستبدل بمحصول واحد كبير، ما يلحق ضررًا كبيرًا بالتنوع البيولوجي وبالنظم الإيكولوجية.
التزام المنظمة بحماية النحل والملقحات
في 18 مايو/أيار، قامت منظمة الأغذية والزراعة باستضافة المنتدى الدولي الثاني المعني بالأمن البيولوجي في مجال تربية النحل واشتركت في تنظيمه مع كل من المنظمة العالمية لصحة الحيوان واتحاد Apimondia ومعهدIstituto Zooprofilattico Sperimentale del Lazio e della Toscana حيث قامت بإطلاع المشاركين على آخر المستجدات في مجال الأمن البيولوجي للنحل والمبادرات التي تطبقها المنظمات الدولية المعنية في مناطق مختلفة من العالم لضمان صحة النحل.
وتلتزم المنظمة بتشجيع السياسات التي تدعم المكافحة البيولوجية للآفات النباتية وتحد من استخدام المبيدات، من خلال العمل العالمي بشأن خدمات التلقيح من أجل الزراعة المستدامة، بهدف بناء تنوع أكبر للموائل في البيئات الزراعية والحضرية. ومن خلال التكنولوجيات الجديدة مثل TECA - وهي منصة على الإنترنت تجمع التكنولوجيات والممارسات الزراعية الناجحة - تعمل المنظمة على تعزيز تبادل المعارف والتحول الريفي المستدام فتساهم بذلك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتلبي منصة TECA، التي أطلقتها وحدة البحوث والإرشاد التابعة للمنظمة في عام 2002 الحاجة إلى مستودع إلكتروني منهجي وسهل الاستخدام للتكنولوجيات والممارسات والابتكارات في مجال الزراعة الأسرية.