فالبرايسو - افتُتحت القمة البرلمانية العالمية الثانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية يوم الخميس من هذا الأسبوع في شيلي موجهةً دعوة قويةً إلى عقد اتفاق بين البرلمانات حول العالم للتحرك نحو جعل الأمن الغذائي حقيقةً واقعة للجميع.
وعقدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) هذه القمّة بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي والكونغرس الوطني لشيلي، وحكومة شيلي، بدعم من المفوضية الأوروبية والوكالة المكسيكية لأجل التعاون الدولي والتنمية والجبهة البرلمانية لمكافحة الجوع في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وقد استقطب الاجتماع الذي استمر يومين، والذي عقد في المقر الرئيسي للكونغرس الوطني في مدينة فالبرايسو، أكثر من 150 برلمانيًا ليتبادلوا خبراتهم في تنفيذ التشريعات المتصلة بمسائل متعلقة بالأمن الغذائي والتغذوي، ومناقشة الاحتياجات والأولويات لمواجهة التحديات المرتبطة بالجوع وبسوء التغذية، وتقييم فرص التعاون.
وسوف تعزز القمة الالتزامات الطوعية الرسمية عن طريق شبكات البرلمانيين بالاستناد إلى ميثاق برلماني عالمي، سيتم إطلاقه عند نهاية الاجتماع يوم الجمعة، يشمل الرصد والمتابعة الدوريين للنتائج والإنجازات التشريعية.
وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو للبرلمانيين خلال مراسم الافتتاح عبر كلمة ألقاها عنه ممثل المنظمة الإقليمي في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، السيد Mario Lubetkin: "لديكم دور مهم تؤدونه في تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لجعلها أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة".
وشارك في حفل الافتتاح رئيس الدولة المضيفة، شيلي، فخامة السيد Gabriel Boric، الذي أعرب عن التزام بلاده القوي بالقضاء على الجوع وسوء التغذية.
وشدّد على أنه "ليس من جهد هامشي أو ثانوي في ما يتعلق بمكافحة الجوع والسعي إلى تحقيق الأمن الغذائي والزراعة المستدامة، على النحو المنصوص عليه في الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة لخطة عام 2030"، معترفًا بأهمية تعزيز التعاون بين البرلمانيين.
وكان من بين المشاركين الرئيسيين الآخرين كل من سعادة السيناتور السيد Juan Antonio Coloma، رئيس مجلس الشيوخ في جمهورية شيلي؛ وسعادة السيد Vlado Mirosevic، رئيس مجلس النواب في شيلي؛ وسعادة النائب السيدةCarolina Marzán، رئيسة الجبهة البرلمانية لمكافحة الجوع في شيلي؛ وسعادة السيناتور السيدة Carmen Gloria Aravena، العضو في الجبهة البرلمانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية.
دعوة إلى العمل
ذكّر المدير العام للمنظمة البرلمانيين بأنهم التزموا قبل خمس سنوات، خلال القمة الأولى في مدريد، برصد وتقييم التقدم المحرز في عملهم التشريعي لمكافحة الجوع وسوء التغذية.
وأوضح قائلاً: "تجتمعون اليوم لإعادة تأكيد هذه الالتزامات وتقييم أشكال جديدة من التعاون وتحديد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التي لا يزال الجوع في العالم يطرحها، الآن أكثر من أي وقت مضى"، شارحًا أن البرلمانيين، بصفتهم ممثلين لملايين المواطنين، لديهم مسؤولية كبيرة في اقتراح وتصميم وتعزيز القوانين والسياسات التي تعزز الحق في الغذاء لجميع الناس، فضلاً عن نظم الإنتاج المستدامة والشاملة.
وأوضح السيد شو دونيو كيف أن الوضع الناجم عن النزاعات والتهديدات المناخية والوباء والركود الاقتصادي في السنوات الأخيرة، قد عرّض تنمية الدول للخطر وسبّب زيادة هائلة في أرقام الجوع.
وأضاف قائلاً إنّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية قد أثر أيضًا على عدد الأشخاص العاجزين عن الحصول على نمط غذائي صحي - حيث وصل الآن إلى 3.1 مليار شخص؛ ولا يزال سوء تغذية الأطفال يشكل مصدر قلق، بما في ذلك السمنة وزيادة الوزن؛ ولا تزال النساء يتحملن وطأة انعدام الأمن الغذائي، وبأعداد أكبر منذ تفشي جائحة كوفيد-19.
وتابع المدير العام قائلاً: "على هذه الخلفية، وفي منتصف الطريق إلى الموعد النهائي لتحقيق خطة عام 2030، تتطلب الدعوة إلى مضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف الدولية - ولا سيما الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء التام على الجوع - مشاركةً ثابتة وفعّالة من كلّ منّا" مضيفًا أن التحديات الحالية التي تواجه البشرية "يحدونا لاتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة".
واعتبر السيد شو دونيو أن البرلمانيين من الجهات الفاعلة في مجال التغيير، الآن ومستقبلاً، وأنهم من خلال وظائفهم يستطيعون توجيه المجتمعات وتوعيتها وحشدها للعمل معًا، عبر تشجيع مشاركة المواطنين والإصغاء إلى شواغل الناس ومقترحاتهم.
وقال: "من خلال مشاركتكم في هذه القمة، تبرهنون مرة أخرى التزامكم واستعدادكم لوضع الأمن الغذائي والتغذية كأولوية على جدول أعمال السياسات والتشريعات الوطني، بدفاعكم عن السياقات والاحتياجات المحددة لبلدانكم" مؤكدًا استعداد المنظمة لمواصلة تقديم المساعدة المهنية والفنية دعمًا للتقدم في تنفيذ الأهداف العالمية لأجل القضاء على الجوع وتحقيقًا للأفضليات الأربع- أي إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل.
وقال المدير العام للمنظمة: "إنّ التوصل إلى اتفاقات من أجل المضي قدمًا نحو عالم أكثر عدلا وسلاما وازدهارًا للأجيال الحالية والمقبلة، هو رهن أيدينا".
تعليق الصورة: الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، السيد Mario Lubetkin، يلقي كلمة نيابة عن المدير العام السيد شو دونيو خلال مراسم افتتاح القمة البرلمانية العالمية الثانية لمكافحة الجوع وسوء التغذية في فالبرايسو، شيلي.