روما - قال معالي السيد Tharman Shanmugaratnam، كبير الوزراء والوزير المعني بتنسيق السياسات الاجتماعية في سنغافورة في الكلمة التي وجّهها إلى الوزراء ورؤساء الوفود خلال اليوم الأول من الدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة (1-7 يوليو/تموز) إنه من شأن مواجهة التحديات المشتركة لانعدام الأمن الغذائي وفقدان التنوع البيولوجي وتأثيرات تغير المناخ أن تكون مصدرًا هامًا للنموّ الاقتصادي على المستويين الوطني والعالمي.
وقد ألقى معالي السيد Tharman Shanmugaratnam، كبير الوزراء محاضرة ماكدوغال التذكارية لهذا العام التي تتخلّل كلّ دورة من دورات المؤتمر تخليدًا للإرث الذي خلّفه السيد Frank Lidgett McDougall، وهو خبير زراعي أسترالي اضطلع بدور رئيسي في إنشاء المنظمة.
وأبرز كبير الوزراء في العرض الذي قدّمه ضرورة معالجة مسألة الأغذية لا من حيث الجوع أو هدف التنمية المستدامة 2 (القضاء على الجوع) فحسب، بل أيضًا باعتبارها "جزءًا لا يتجزأ من التحدي الأوسع نطاقًا لانعدام الأمن البيئي". فهي ليست مجرّد عبء يتعين على العالم تشاركه، بل فرصة هائلة للنمو يتعين التعامل معها بتفاؤل وبالأفعال.
تحديد مسار المستقبل
قال معالي السيد Shanmugaratnam إنّ معدّلات الجوع في العالم تبلغ اليوم حوالي ثلث ما كانت عليه في عام 1970، ما يشير إلى تقدم وإنجازات ملحوظة.
ولكنّه أضاف أنّ التوقعات الحالية لانعدام الأمن الغذائي وتقزّم الأطفال في عام 2030 غير مقبولة وربما تكون متفائلة حتى نظرًا إلى المخاطر الحقيقية لتسارع "نقاط الخطر" في منظومة الكرة الأرضية. وقال إنّ تحديد كمية هذه المخاطر قد يكون صعبًا ولكن من الواضح أنّ "اتجاه التغيير ماضٍ في الاتجاه الخاطئ".
وثمة حاجة في كل عام إلى استثمارات واسعة النطاق تبلغ حوالي ثلاثة في المائة من إجمالي الناتج المحلي على المستوى العالمي وذلك طوال فترة السنوات الثلاثين القادمة، وستؤدي تعبئة هذا القدر من الموارد بنجاح إلى زيادة كبيرة جدًا في النموّ.
وأضاف أن هناك ما يكفي من الأموال في الأسواق العالمية لرؤوس الأموال للقيام بمثل هذه الاستثمارات، ولكنّ الاستفادة منها تتطلب "جعل النظام يعمل كنظام"، الأمر الذي يقتضي إصلاح السياسات وبذل الجهود على المستوى الوطني لتعزيز الثقة الاجتماعية على حدٍّ سواءٍ.
وأوضح أيضًا في حججه أنّ وجهات النظر الاقتصادية التقليدية بشأن المقايضات بين الاستدامة والنموّ كانت خاطئة في افتراض وجود أسواق مثالية. ومن خلال نشر التكنولوجيات المناسبة واستحداث الأسواق وتحرير التمويل المبدع، تكون أمام البلدان فرصة من أجل السعي إلى نموّ اقتصادي أعلى جودة وإلى تحقيق هذا النمو.
وغالبًا ما تكون التكنولوجيات المفيدة موجودة بالفعل ويمكن استخدامها وتكون فترة الاستفادة منها بعد ذلك سريعة، بينما من شأن الجهود المشتركة لتوسيع نطاق الابتكار أن تساهم في تحفيز أسواق أكثر اكتمالاً وإتاحة الأدوات بشكل أكبر وبأسعار معقولة، ما من شأنه أن يتيح تجنّب المقايضات الأصعب.
دورة المياه العالمية
تناول معالي السيد Shanmugaratnam الذي يشغل حاليًا منصب الرئيس المشارك للهيئة العالمية المعنية باقتصاد المياه التي تدعمها الأمم المتحدة، في محاضرته، مسألة إدارة المياه التي تشكّل أيضًا الموضوع الرئيسي لمؤتمر المنظمة لعام 2023.
وشدّد على الدور المركزي لتحسين إدارة المياه في تحقيق الأهداف العالمية للجوع والمناخ والبيئة، مشيرًا إلى أنّ الزراعة هي المستخدم الرئيسي للمياه العذبة وإلى أنّ النظم الزراعية والغذائية تمثّل حيزًا حاسم الأهمية للتدخلات في هذا الصدد.
وأبرز معالي السيد Shanmugaratnam وجود دورة عالمية للمياه تحمل فيها أنهار الغلاف الجوي التي تعتمد إلى حد كبير على تربة الغابات، حوالي نصف الأمطار التي تتساقط في العالم، مؤكّدًا على أهمية التعاون والتآزر وتعدد الأطراف.
وتناولت إحدى أطروحاته الرئيسية ضرورة تسعير المياه على أساس مستدام أكثر. واعترض على المزاعم التي تفيد بأنّ تسعير المياه سيكون غير عادل بالنسبة إلى الفقراء، بحجّة أنهم سيكونون المستفيدين الرئيسيين من استخدام المياه بكفاءة أكبر.
وأشار إلى الابتكار الناجح في الصين وفييت نام في تقليص استخدام المياه في زراعة الأرزّ عن طريق استخدام أجهزة الاستشعار وممارسات الريّ المبتكرة.
ويمكن مشاهدة محاضرة معالي السيد Shanmugaratnam هنا. ويمكن الاطلاع هنا على معلومات أوفى عن محاضرات ماكدوغال التذكارية السابقة التي قدم عدد كبير منها قادة بارزون على المستوى العالمي وحائزون على جائزة نوبل.
مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة (1-7 يوليو/تموز)