اخبارنا

slider

مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة يختتم دورته بزيادة في ميزانية المنظمة ومطالبته باتخاذ إجراءات حاسمة بشأن إدارة الموارد المائية

روما - عقب إعادة انتخاب السيد شو دونيو من الصين لولاية ثانية كمدير عامٍ لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، اختتمت الدورة الثالثة والأربعون لمؤتمر المنظمة أعمالها بنجاح يوم الجمعة، حيث اتُخذت قرارات بشأن زيادة الميزانية العادية للمنظمة لفترة السنتين القادمة (2024-2025) وتعزيز إجراءات المنظمة ومبادراتها في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية.

وقال السيد شو دونيو، في الحفل الختامي لاجتماع الجهاز الرئاسي الذي يعقد كل سنتين، إنّ قرارات المؤتمر ترسل "إشارة سياسية واضحة للعالم". وأردف قائلًا "سنواصل العمل بجدٍ لتحقيق نتائج أكثر وأفضل ممّا تتوقعونه. وسأؤدي دوري كمدير للمنظمة بحياد ومهنية وأمانة".

وفي ظلّ التعقيد الذي يخيم على الوضع العالمي بسبب مزيج من الأزمات الاقتصادية والسياسية والمناخية، تمكّن أعضاء المنظمة، البالغ عددهم 194، عضوًا من تجاوز بعض من اهتماماتهم الفردية لفسح المجال أمام تحقيق توافق في الآراء، بفضل القيادة البارعة لرئيسة المؤتمر معالي السيدة Marie-Claude Bibeau، وزيرة الزراعة والأغذية الزراعية في كندا.

وتمثل أوضحُ مثالٍ على السعي نحو تحقيق ذلك الهدف المشترك في الموافقة على زيادة بنسبة 5.6 في المائة في الاشتراكات المقرّرة للمنظمة من أجل تغطية الزيادة في التكاليف، ويعتبر ذلك أوّل زيادة في الميزانية منذ 12 عامًا ظلّت خلالها الميزانية ثابتة من حيث القيمة الإسمية.

وقال السيد شو دونيو "لقد أظهرتم أنّ الأمر لا يتعلق بالمال فحسب، بل الأهم من ذلك أنكم أظهرتم تضامنكم وإنسانيتكم وتفانيكم تجاه الناس الذين تعمل هذه المنظمة على خدمتهم".

وأقرّ المندوبون المشاركون في المؤتمر أيضًا الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2024-2025 وبرنامج العمل والميزانية للفترة
2024 – 2025 والمستويات التشغيلية للإطار الاستراتيجي للمنظمة وسرديته الاستراتيجية الداعمة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وقال المدير العام إنّ تحقيق تلك المهمة سيكون عبر "تحويل النظم الزراعية والغذائية لتصبح أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود".

المياه

كان الموضوع الرئيسي الأكثر أهمية في الدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر المنظمة هو الإدارة المتكاملة للمياه. وجرى بحث طرق التصدي للتحديات في عالم يعيش فيه أكثر من 3 مليارات شخص في مناطق زراعية تعاني من مستويات عالية من نقص المياه أو ندرتها، وحيث من المتوقع أن يعاني ما يزيد عن نصف سكان الأرض من مشاكل متعلقة بالمياه مرة واحدة على الأقل في الشهر على مدار السنة بحلول عام 2050.

وكانت الطرق الابتكارية الهادفة إلى صون المياه وتثمينها هي موضوع الحدث الافتتاحي للمؤتمر، حيث ألقى السيد Tharman Shanmugaratnam، كبير الوزراء والوزير المعني بتنسيق السياسات الاجتماعية في سنغافورة، محاضرة ماكدوغال.

وقد عُقدت ثلاث موائد مستديرة رفيعة المستوى كُرِّست لمواضيع ذات صلة - بما فيها مخاطر الفيضانات والبنية التحتية - وشارك المدير العام في كل واحدة منها بصفة شخصية.

وأقرّ التقرير النهائي الصادر عن المؤتمر بأنّ التحديات المتعلقة بمسائل المياه هي تحديات جسيمة يواجهها بالفعل العديد من البلدان، وبأنّ الزراعة هي أكبر مستهلك للمياه في العالم من جهة، وجزءٌ لا يتجزأ من الحلول الفعالة من جهة أخرى. وهذا ما دعا الأعضاء إلى التأكيد على ضرورة أن يتم دمج إدارة المياه على جميع المستويات وأن تكون شاملة لجميع أصحاب المصلحة ومتسقة عبر مختلف الأبعاد من الحراجة والتربة إلى الطاقة ونهج "صحة واحدة"، كما شددوا على الحاجة إلى تحسين حوكمة المياه بغية ضمان استخدامها وتوزيعها بصورة تتسم بالكفاءة والاستدامة والإنصاف.

وأكّدوا على الحاجة إلى دعم دولي لاتخاذ "مبادرات جريئة وابتكارية" تتعلق بإدارة المياه السطحية والجوفية في النظم الزراعية والغذائية بهدف دعم جميع البلدان. وطلبوا على وجه التحديد أن تضع المنظمة المزيد من المبادرات البرامجية المتعلقة بإدارة مخاطر الكوارث والفيضانات واستغلال مياه الفيضانات، وحشد الموارد اللازمة لتنفيذ الإجراءات البرامجية في هذه المجالات والاستفادة من المؤسسات المالية الدولية والشركاء في الموارد والمساهمات الطوعية من جانب أعضاء المنظمة.

وأشار المدير العام للمنظمة، في إحدى الموائد المستديرة المتعلقة بمسائل المياه، إلى أنه قد لا تتوفر حلول بسيطة للمشاكل المعقدة، إلّا أنّ هناك "خيارات ذكية" ينبغي القيام بها. وأكّد على ضرورة التفكير بصورة شمولية والعمل على نحو يتماشى مع العمليات الطبيعية وليس ضدها، كما شدّد أيضًا على أهمية البنية التحتية الموثوقة لإمدادات المياه، فهي التي تمكّن صغار المزارعين من تنويع ممارساتهم وأنواع محاصيلهم وزيادة قدرتهم على الصمود.

ولاية جديدة، طاقة جديدة

قال السيد شو دونيو إنه بدأ ولايته الجديدة بروح جديدة وطاقة جديدة وأسلوب عمل متجدد، مدفوعًا بهدف خدمة مزارعي العالم على جميع المستويات، لا سيما في الحقول. وعقد 56 لقاءً ثنائيًا مع وزراء وممثلين رفيعي المستوى طوال الأسبوع الذي انعقد فيه المؤتمر.

وأشار السيد شو دونيو، المناصر الدؤوب للأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب، إلى رؤيته بالنسبة إلى المنظمة في ما يتعلق بما سمّاه "الحاجات الأربع"، قائلًا "نحن بحاجة إلى التعافي من الجائحة والصراعات، وبحاجة إلى إصلاح نظامنا ليتناسب مع الغاية التي ننشدها، وبحاجة إلى إعادة بناء شبكة المنظمة وقدراتها، وبحاجة إلى النهوض بالمنظمة من أجل بناء مستقبل أفضل".

مصر الطقس