اخبارنا

slider

إعادة تنظيم النفقات العامة وزيادة الاستثمارات في تحويل النظم الزراعية والغذائية خطوة أساسية لمستقبل مستدام

نيويورك- قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) خلال الحدث الجانبي الذي عُقد على هامش منتدى الأمم المتحدة السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة (10-19 يوليو/تموز): "يتعيّن على الحكومات إعادة النظر في كيفية تخصيص ميزانياتها العامة القائمة لجعلها أكثر فعالية من حيث الكلفة وأكثر كفاءة في خفض كلفة الأغذية المغذية وزيادة توفّر الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على الوصول إليها وتحمّل كلفتها".

وافتتح السيد شو دونيو الحدث الرفيع المستوى بعنوان "التمويل من أجل قيام نظم زراعية وغذائية مستدامة وشاملة، والوقاية من الأزمات الغذائية والتخفيف من آثارها" الذي عقدته المنظمة، بدعم من حكومتي البرازيل وباكستان، في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك يوم الإثنين.

وشهد الحدث أيضًا مشاركة السيدة رباب فاطمة، وكيلة الأمين العام، الممثلة السامية للأمم المتحدة المعنية بأقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية؛ والسيد Navid Hanif، ﺍﻷﻣـﲔ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﺍﳌـﺴﺎﻋﺪ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ والسيدة Lesley Ndlovu، المديرة التنفيذية للمرفق الأفريقي لمواجهة المخاطر عبر رسالة فيديوية؛ والسيد Munir Akram، الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة؛ والسيد Norberto Moretti، نائب الممثل الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة؛ والسيدة Anne Dostert، نائب الممثل الدائم للكسمبرغ لدى الأمم المتحدة.

وناقش المشاركون كيف يمكن للتمويل المستهدف أن يساعد البلدان في مواجهة سلسلة من الصدمات الجارية والمتداخلة في أغلب الأحيان، بما في ذلك آثار جائحة كوفيد-19، والظروف المناخية القصوى، والنزاعات والحرب في أوكرانيا، التي تسبّبت باختلالات غير مسبوقة في سلسلة الإمداد، تلاها تراجع في القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الأغذية والوقود والأسمدة.

وبالفعل، أفضى ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع فاتورة الواردات الغذائية على الصعيد العالمي وصولًا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بما يتجاوز مبلغ 1.94 ترليون دولار أمريكي، الأمر الذي يمارس المزيد من الضغوطات على ميزان المدفوعات ويفاقم عبء الدين، وبخاصة بالنسبة إلى البلدان المستوردة الصافية للأغذية.

وتطرّق المشاركون إلى ضرورة توفير الدعم المعزّز للبلدان الأكثر ضعفًا، والتي تخضع مواردها وميزانياتها لقيود كبيرة، بما يضمن أن تتوفّر لديها الأدوات المالية وشبكات الأمان وبخاصة في أوقات الصدمات (العوامل المتصلة بالمناخ والاقتصاد والنزاعات وغيرها من العوامل غير المتوقعة) التي تفضي إلى ارتفاع الأسعار.

واتفقوا أيضًا على ضرورة تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية بصورة عاجلة من خلال سياسات فعالة واستثمارات مستهدفة ومؤسسات معزّزة. فهذه الإجراءات حاسمة خاصة وأنها تتسم بأهمية حاسمة لتهيئة الظروف من أجل تحوّل شامل ومستدام للاقتصادات والمجتمعات ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

كذلك، تمثل النظم الزراعية والغذائية ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إذ تصل حصتها إلى نسبة 50 في المائة أو أكثر في بعض البلدان المنخفضة الدخل حيث يعيش 80 في المائة من فقراء العالم في المناطق الريفية، ويعتمدون في سبل عيشهم على النظم الزراعية والغذائية، بشكل مباشر أو غير مباشر. ففي آسيا وأفريقيا مثلًا، تمثل النظم الزراعية والغذائية نسبة 40 إلى 60 في المائة من إجمالي العمالة على التوالي.

تحويل النظم الزراعية والغذائية: المتطلبات الرئيسية

شدّد المدير العام للمنظمة في مداخلته على أن مستقبلًا اقتصاديًا مستدامًا غير ممكن من دون زيادة كفاءة النظم الزراعية والغذائية وشمولها وقدرتها على الصمود واستدامتها. وحدّد السيد شو دونيو المتطلبات الرئيسية لهذه الغاية، والتي تتضمن تلبية الطلب المتزايد على الأغذية، مع تقليص الضغط في الوقت ذاته على الموارد الطبيعية؛ والحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ وزيادة القدرة على الصمود في وجه آثار الأزمة المناخية؛ وضمان العمل اللائق.

وتستخدم النظم الزراعية والغذائية في الوقت الراهن 60 في المائة من النظم الإيكولوجية في العالم، في حين تولّد الزراعة ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ، وتساهم في فقدان التنوّع البيولوجي.

ولهذه الغاية، أشار السيد شو دونيو إلى أن إجراء مثل هذه التحولات الملحوظة سيمثل مهمة حافلة بالتحديات، على خلفية نظم مالية ضعيفة وحيّز مالي محدود. وشدّد على ضرورة حشد الموارد وزيادة الاستثمارات لإجراء التغييرات المطلوبة باعتبارها استراتيجية فعالة للتحفيف من وطأة الفقر ومكافحة الجوع وتحفيز الإنتاجية ومعالجة أوجه انعدام المساواة بين الجنسين والتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره وتسريع عجلة التحوّل الهيكلي.

ووفقًا للمدير العام للمنظمة، تتوفر أدلّة كافية للإشارة إلى أن إصلاح طريقة تخصيص الموارد خطوة أساسية بقدر زيادتها. لذا، فإن عملية إعادة تنظيم الدعم المقدم للزراعة تؤدي دورًا محوريًا في استدامة السلع والخدمات العامة وتحسين التغذية.

إعادة التوازن بين تمويل المساعدة الإنسانية وتمويل الطوارئ

تحدّث المدير العام أيضًا في كلمته عن أهمية إعادة التوازن بين تمويل المساعدة الإنسانية وتمويل الطوارئ في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ، وعن ضرورة تنفيذ إطار العلاقة القائمة بينهما.

وأضاف أنه سيكون من الضروري توفير التمويل الإنمائي للبلدان ذات الميزانيات العامة المنخفضة، وسيكون هذا أساسيًا لتسهيل الانتقال إلى دعمٍ أكبر للخدمات العامة من أجل سدّ الثغرات على صعيد الإنتاجية لإنتاج أغذية مغذية على نحو فعال.

وبهدف دعم البلدان لتحمّل التكاليف المتزايدة لاستيراد الأغذية وتحسين الوصول إليها على المستوى القطري، اقترحت المنظمة إنشاء المرفق العالمي لتمويل الواردات الغذائية الذي شمل 62 بلدًا يبلغ إجمالي عدد سكانها 1.78 مليار نسمة، واعتمده مؤخرًا صندوق النقد الدولي كجزء من نافذة مواجهة الصدمات الغذائية.

وأعاد السيد شو دونيو التأكيد على التزام المنظمة بدعم أعضائها لاستكشاف نهج واستراتيجيات مبتكرة تدمج الوقاية من الأزمات الغذائية والتخفيف من آثارها، ولتحويل النظم الزراعية والغذائية.

إعادة تنظيم الدعم المقدم للزراعة

تحدّث السيد Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة خلال الحدث. وأشار إلى أن المستوى الحالي لتمويل النظم الزراعية والغذائية غير كاف، وغير كفؤ في حالاتٍ عدة، وذكر كمثال الأوضاع الراهنة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تفتقر ثلاث من أصل أربع مؤسسات زراعية صغيرة ومتوسطة الحجم إلى فرص كافية للحصول على تمويل.

وقال السيد Torero إنه من خلال الاستهداف الملائم والتغييرات الهيكلية الصحيحة، سيكلّف تحويل النظم الزراعية والغذائية مبلغ 4 مليارات دولار أمريكي من الآن حتى عام 2030 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، أو 680 مليار دولار أمريكي في السنة، يشمل مزيجًا من الاستثمارات (426 مليار دولار أمريكي) وكلفة شبكة الأمان الاجتماعي (255 مليار دولار أمريكي).

ومع الإشارة إلى أن الدعم والإعانات الزراعية مرتبطة بالاستخدام غير المستدام للموارد والاختلالات في التجارة وإلى أنّ ذلك يعطي الأفضلية للمنظور القصير الأجل، ألقى السيد Torero الضوء على ضرورة إعادة تنظيم الدعم الحالي المقدّم إلى الزراعة باتجاه تحقيق الشمول والاستدامة، بما في ذلك الاستخدام المستدام للمياه.

ويمكن مشاهدة الحدث الكامل على هذا الرابط.

التعليق على الصورة: المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو، يصفّق بعد مشاهدة عرض على الشاشة خلال الحدث الذي عقدته المنظمة بعنوان "التمويل من أجل قيام نظم زراعية وغذائية مستدامة وشاملة والوقاية من الأزمات الغذائية والتخفيف من آثارها" على هامش المنتدى الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة.

مصر الطقس