روما - استُهلّ اليوم الثاني من عملية تقييم حصيلة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2 بجلسة عامة خاصة بقيادة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) ركّزت على التجارب الناجحة والتحديات التي شهدتها البلدان والمنظمات وغيرها من أصحاب المصلحة في تحويل النظم الزراعية والغذائية على النحو المقرّر خلال القمة الأولى في عام 2021.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة عند افتتاح الجلسة، "علينا إيجاد الفرص والحلول، واتخاذ إجراءات للمضي قدمًا. أمّا السؤال الذي يطرح نفسه فهو كيف نترجم تحويل النظم الزراعية والغذائية إلى إجراءات ملموسة؟ لهذا، علينا التباحث في ما بيننا لتبادل الأفكار".
ووجَّه السيد شو دونيو رسالة عنوانها الوحدة، داعيًا البلدان إلى العمل معًا من خلال تبادل التجارب وتحويل التحديات إلى فرص للتغيير.
وحثّ قائلًا "..إن إزالة الحواجز الماثلة أمام التنفيذ يعني أنّنا بحاجة إلى العمل بشكل مختلف - علينا تغيير نموذج أعمالنا، وعلينا تغيير طريقة عملنا معًا"، مذكّرًا أنه لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلّا من خلال تحويل النظم الزراعية والغذائية.
وشدّد المدير العام على أنّ المنظمة تواصل الدعوة إلى الاعتراف بالأغذية والزراعة باعتبارهما جزءًا من نظام مترابط، بينما تشمل الجهود المبذولة لتحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية عددًا من المجالات، بما فيها الزراعة وأزمة المناخ والتنوع البيولوجي والتجارة والتغذية.
ثم حّذر قائلًا "لكن جداول الأعمال المختلفة هذه غالبًا ما لا تكون متوائمة. وغالبًا ما تؤدي العراقيل في عمليات الحوكمة والسياسات إلى عرقلة العمل الجماعي والمتسق، ما يؤدي إلى فجوة بين التوقعات السياساتية وتأثيرها على أرض الواقع"، مضيفًا أنّه رغم توافر الكثير من الحلول، فهي غالبًا ما تنقسم إلى جهود متعددة ومتداخلة وغير مترابطة، دون وجود أوجه تآزر في ما بينها.
ولمعالجة هذه المشكلة، قال إنّه من الضروري زيادة جهود التعاون والعمل بطريقة مختلفة من خلال الربط بين الجهود القصيرة الأجل والطويلة الأجل، والسعي على نحو فاعل إلى إيجاد أوجه تآزر ضمن هذه الحلول.
فعلى سبيل المثال، لا تساعد المدن الأكثر اخضرارًا في تحسين الإنتاجية فحسب، بل إنّها تؤدي أيضًا إلى تغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل. وأوضح أن معالجة مشكلة الفاقد والمهدر من الأغذية تؤدّي إلى زيادة أوجه كفاءة الاقتصاد، وتحسين إمكانية الانتفاع بأنماط غذائية صحية، واستخدام المياه والتربة بكفاءة، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحثّ المشاركين على السعي على نحو فاعل إلى إيجاد أوجه التآزر هذه والعمل بصورة جماعية في ميادين العلوم والابتكار والبيانات والتمويل والحوكمة وغيرها من القطاعات ذات الصلة.
تشارك التجارب والحلول والعراقيل
ألقى معالي السيد Pushpa Kamal Dahal، رئيس وزراء نيبال، كلمة رئيسية خلال هذا الحدث، أفاد فيها بأنّ بلاده نظمت منذ عام 2021 حوارات على المستويين الوطني والإقليمي للبحث في أوجه الضعف القائمة في النظام الغذائي وتصميم مسار لتحويل النظم هذه.
وأضاف أن بلاده تركّز حاليًا على تحسين الإنتاجية الزراعية من خلال دعم الزراعة المحلية والاستثمار في نظم تخزين أفضل وتقليص المهدر من الأغذية. وتسعى أيضًا إلى إعادة تنشيط النظم الغذائية المحلية للسكان الأصليين وإحياء الحبوب الغذائية العريقة مثل الدخن، ضمن جملة من التدابير والحلول الأخرى. ويتمثّل التحدي الأكبر، حسب قوله، في فجوة التمويل.
وتخلّلت هذا الحدث مناقشة لفريق من الخبراء، شارك فيها معالي السيد Mohammad Abdur Razzaque، وزير الزراعة في بنغلاديش؛ ومعالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ومعالي السيدة Jennifer Moffitt، وكيلة وزارة الزراعة لشؤون التسويق والبرامج التنظيمية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ والسيدة Estherine Fotabong، مديرة النظم الزراعية والغذائية والاستدامة البيئية في وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية.
وسلّطوا الضوء على جملة من الأمور، من بينها التقدم التكنولوجي، ودعم المزارعين، وإقامة الشراكات والتكيف مع تغير المناخ لتعزيز تحويل النظم الزراعية والغذائية. وأقرّوا أيضًا بعض الحلول التي بدأت في الظهور، مثل زراعة الشباب لأغذيتهم الخاصة، والإعانات الخاصة للمزارعين من أجل زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل وزيادة التبادلات بين الأقران.
وتساعد منظمة الأغذية والزراعة أعضاءها على دفع هذه الحلول إلى الأمام، وتنفذ التزامها بالعمل كمنظمة واحدة، من أجل استخدام الموارد على النحو الأمثل وتعظيم الإنتاج وتحقيق آثار ملموسة على نطاق واسع.