اخبارنا

slider

جنوب السودان: تكثف المنظمة جهودها لزيادة قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود بوجه التهديدات والأزمات

جوبا/روما - في معرض زيارة رؤساء وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما (منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية) إلى جنوب السودان تعكف منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) على تكثيف الجهود لزيادة قدرة النظم الزراعية والغذائية في البلاد على الصمود بوجه الصدمات والأزمات والحد من اتكالها على استيراد الأغذية والمعونة الخارجية في ظل التزايد المتواصل للجوع ولسوء التغذية على الصعيد الوطني.

يعزى الوضع العسير لانعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان إلى الآثار التراكمية للصدمات المناخية ولا سيما الفيضانات وموجات الجفاف ورداءة البنية التحتية الزراعية والصراعات والانكماش الاقتصادي، التي تؤثر سلبًا في الإنتاج والإنتاجية وتعكّر سبل العيش وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية. 

ويتفاقم ذلك بسبب التدهور المستمر لقيمة العملة وتضخم أسعار الأغذية والسلع الأساسية الأخرى، ولا سيما بسبب تفاقم أسعار الأغذية نتيجة جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا والأزمة الأخيرة في السودان التي أثرت في الأسواق وتسببت بدفق من اللاجئين والعائدين.

وبحسب أحدث تحليل متكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية، يؤثر انعدام الأمن الغذائي الحاد في أكثر من نصف السكان، حيث من المرجح أن يواجه 7.76 مليون شخص (ما يعادل تقريبًا 63 في المائة من سكان البلد) انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي بمستوى الأزمة (المرحلة 3 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية) أو بدرجة أسوأ، بما يشمل 000 43 شخص تقريبًا من المرجح أن يواجهوا انعدام الأمن الغذائي الحاد بمستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف).

وبغية عكس هذا المسار، تركز المنظمة جهودها حاليًا على بناء نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود وشاملة ومكتفية ذاتيًا. ومن خلال برنامج الطوارئ ودعم سبل العيش، تمكنت المنظمة من بلوغ عدد من الأسر بلغ في المتوسط 000 400 أسرة سنويًا عبر تزويدهم بالبذور والأدوات التي ساعدت المزارعين على إنتاج ما يعادل 5.3 أشهر من الحاجة إلى الحبوب لكل أسرة، فيما توفر عدة صيد الأسماك كمية من الأسماك تبلغ 7 كيلوغرامات في اليوم الواحد. وبالإضافة إلى ذلك، تحمي المنظمة حوالي 4.1 مليون رأس من الماشية سنويًا من خلال التلقيح والمعالجات الأخرى. 

ويقول السيد Meshack Malo، الممثل القطري للمنظمة في جنوب السودان: "ما زلنا ملتزمين بضمان ألّا يخلد أحد إلى النوم جائعًا وأن يتحسن الأمن الغذائي بنسبة ملحوظة في البلاد. ولهذه الغاية، ينبغي مساعدة جنوب السودان لكي يستغل بالكامل قدراته الكامنة الواسعة في الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك لينأى عن الاتكال ويصبح مكتفيًا ذاتيًا من الناحية الغذائية."

والتقى كل من المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية السيد Alvaro Lario والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، السيدة Cindy McCain خلال زيارتهم الرسمية إلى جنوب السودان هذا الأسبوع، بمسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وزاروا المجتمعات الضعيفة داعين إلى زيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي للبلاد من أجل تفادي أزمة غذائية كارثية.

الأولويات الرئيسية للمنظمة

قامت المنظمة بصياغة إطار للبرمجة القطرية للفترة 2023-2025 يحدّد مجالات الأولوية الرئيسية والبرامج الحالية والنجاحات المحققة حتى اليوم للمنظمة في جنوب السودان. وتتضمن تلك الأولويات تعزيز السياسات القائمة على الأدلة والأطر الاستراتيجية والمؤسسية للزراعة ومصايد الأسماك والغابات والأمن الغذائي والتغذوي والدعم المؤسسي وتعزيز قدرات منظمات المزارعين. 

وفي إطار المشاريع الممولة من البنك الدولي ومصرف التنمية الأفريقي، تعمل المنظمة على دعم وتعزيز المؤسسات الحكومية من المستوى الوطني إلى المستوى دون الوطني من خلال إنتاج مواد للتدريب وإتاحة تنقل الموظفين المعنيين بالبحوث والإرشاد، وبناء المختبرات المعنية بالبذور وعلم الحشرات ونظم الاتصال والمراقبة.  

وفي سياق الخطة المعنية بإضفاء الطابع المحلي، احتلت المنظمة صدارة جهود تدريب المنظمات الوطنية غير الحكومية على صعيد إدارة المشاريع والإدارة المالية ورفع التقارير.

ومن المجالات الهامة الأخرى زيادة الإنتاج والإنتاجية الزراعيين المستدامين في البلاد. ومن خلال المشاريع الإنمائية المتعددة والدعم المقدم إلى منظمات المزارعين، أتاحت المنظمة التدريب على الممارسات الزراعية الجيدة بما في ذلك الزراعة الذكية مناخيًا وممارسات الإدارة المتكاملة للآفات. وقد تمكّن بعض المزارعين مثلاً في ولاية غرب الاستوائية من بيع فائض الإنتاج إلى برنامج المشتريات المحلي لبرنامج الأغذية العالمي.

ودعمت المنظمة أكثر من 000 2 مجموعة بذور في مجال إنتاج البذور حيث تم إنتاج حوالي 000 2 طن من البذور تمكنت من بلوغ الشركات المحلية للبذور كما قامت المنظمة بتنظيم معارض للبذور. وبالمثل، أفضى التدريب في إدارة مصايد الأسماك بعد الحصاد وتقديم تقنيات كفوءة لتجهيز الأسماك، إلى مساعدة الصيادين والمجهزين، ولا سيما النساء منهم، على بلوغ الأسواق المحلية والإقليمية.

ومن خلال مبادرة العمل يدًا بيد تدعم المنظمة الخطة الاستثمارية للحكومة في ثلاث سلاسل للقيمة - أي الأسماك والسمسم والذرة الرفيعة.

فضلاً عن ذلك، تقوم المنظمة بتجريب العصرنة والتحول الرقمي للنظم الزراعية والغذائية من خلال منصة أساسية للتسجيل الإلكتروني لربطها بمنصة التجارة الإلكترونية وتقييم البذور ومنصة الإرشاد الإلكتروني والإخطارات بشأن الأحوال الجوية، ورصد الإنتاج والخدمات المالية الرقمية.

وإن إطار البرمجة القطرية البالغة قيمته الإجمالية 270 مليون دولار أمريكي ناقص التمويل بنسبة 50 في المائة حيث تبلغ فجوة التمويل حاليًا 138 مليون دولار أمريكي.

الإعلان عن تمويل جديد من المنظمة لصالح جنوب السودان

أعلنت المنظمة لتوّها عن تمويل إضافي بقيمة 000 500 دولار أمريكي مخصص للمساعدات الاستراتيجية لحالات الطوارئ في الزراعة في الوقت المناسب لسكان جنوب السودان المتأثرين بالأزمة في السودان ومنصة مبادرة العمل يدًا بيد.

ومن شأن معونة سبل العيش في حالات الطوارئ البالغة قيمتها 000 300 دولار أمريكي أن توزع على 000 10 عائد ومجموعات سكانية مشردة حديثًا وعلى المجتمعات المضيفة المتأثرة بالأزمة في السودان. وسوف تتيح المنظمة بذور المحاصيل وتوزعها على 000 6 أسرة وحزمًا لزراعة الخضروات على 000 5 أسرة ومعدّات لصيد الأسماك على 000 5 أسرة أخرى.

وسوف يساهم تمويل مبادرة العمل يدًا بيد البالغة قيمته 000 200 دولار أمريكي في تحقيق أولويات الحكومة المتمثلة في الزراعة الاقتصادية المستدامة والتنويع عبر دعم البرامج التي تقودها البلدان. وبواسطة هذا التمويل، سوف تدعم المنظمة 10 باحثين حكوميين فضلاً عن 000 1 مزارع و500 صياد سمك من أجل بناء المعارف والمهارات في مجال إنتاج الذرة الرفيعة والسمسم، بما في ذلك ممارسات إدارة التربة والمياه، ومصايد الأسماك والمناولة والصون بعد الحصاد.  

مصر الطقس