سمرقند، أوزبكستان - حثّت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على تخصيص قدر أكبر من الاستثمارات العامة والخاصة للمهمة الجسيمة المتمثلة في تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية من أجل توفير الأغذية للأعداد المتزايدة من السكان، والوقاية في الوقت نفسه من الآثار البيئية الضارة.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، في ملاحظاته الافتتاحية خلال المنتدى الأول للاستثمار الزراعي والغذائي في أوزبكستان: "يتعيّن علينا أن نُسرّع وتيرة النمو الزراعي، وأن نولي في الوقت نفسه عناية خاصة بقضايا الاستدامة البيئية وتدهور الموارد الطبيعية وتأثيرات أزمة المناخ في المنطقة وخارجها". والمنتدى هو جزء من المؤتمر الدولي بشأن الأمن الغذائي الذي تنظمه حكومة أوزبكستان بدعم فني من منظمة الأغذية والزراعة.
تهيئة بيئة مواتية
قال السيد شو دونيو: "يتعين علينا أن نهيئ بيئة مواتية لفتح الباب أمام الاستثمارات العامة والخاصة" لتمويل التغييرات اللازمة على طريقة إنتاجنا وتوريدنا للغذاء والألياف والأعلاف بحلول عام 2030، وهو الموعد النهائي المحدد لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وأشارت تقديرات المنظمة إلى أنّ هذا سيكلّف 4 تريليون دولار أمريكي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ومن الضروري أيضًا الاستثمار في النظم الوطنية للرقابة على الإنتاج الزراعي والغذائي التي من شأنها المساعدة على تعزيز سلامة الأغذية، التي هي عامل أساسي بالنسبة إلى الأمن الغذائي والتغذية. وشدّد السيد شو دونيو أيضًا على الحاجة إلى استثمارات عامة جيّدة التصميم على مستوى المزارع، مثل الطرقات الريفية وشبكات الري وإمدادات الكهرباء ومستودعات التخزين، من بين أمور أخرى، لزيادة مجمل الاستثمارات في قطاع الزراعة.
ولطالما اعتبرت المنظمة أن الاستثمارات العامة في قطاع الزراعة لا تعكس في أغلب الأحيان أهمية القطاع في الاقتصاد، وأنَّ المزارعين كثيرًا ما يُجبرون على تمويل الاستثمارات - التي تكون عادةً صغيرة - من مدخراتهم الخاصة أو من مصادر الائتمان غير الرسمية.
وتتمثل إحدى طرق مساعدة صغار المزارعين على ترشيد التكاليف وتمكينهم من المنافسة، في المعارف والبيانات الموثوقة والحسنة التوقيت التي توفرها الأدوات الرقمية، مثل الخدمات الاستشارية الرقمية للمجتمعات المحلية الريفية، المصممة حسب السياقات والاحتياجات المحلية، مع تيسير الحصول على البيانات والمعلومات والإحصاءات.
مبادرة العمل يدًا بيد
شجّع السيد شو دونيو أوزبكستان على استخدام أدوات ونهج مبادرة العمل يدًا بيد، من أجل تحديد الاستثمارات في النظم الزراعية والغذائية وتحسينها وعلى المشاركة في منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد، الذي سيعقد في روما في الفترة الممتدة من 17 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول، في إطار منتدى الأغذية العالمي لعام 2023.
وهذه المبادرة التي أُطلقت في عام 2019، تدعم حاليًا 63 بلدًا حول العالم. وتشمل المشاريع التي تُنفّذ في إطار المبادرة: تطوير سلاسل القيمة للسلع الأساسية ذات الأولوية، وبناء الصناعات الزراعية ونظم الإدارة الكفؤة للمياه، واعتماد الخدمات الرقمية والزراعة المحكمة، والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية، والتصدي للتحديات المناخية ومخاطر الطقس. وتستخدم النمذجة والتحليلات الجغرافية المكانية المتقدمة، إضافة إلى نهج لبناء الشراكات.
وتشارك في تنظيم منتدى الاستثمار الزراعي والغذائي الحالي كلًا من وزارة الزراعة وغرفة التجارة والصناعة في أوزبكستان. وكان الغرض من المنتدى تعزيز الفهم لكيفية تشجيع الاستثمارات على مستوى المزارع من خلال خطط تمويل مبتكرة، وتكوين فهم أفضل عن حجم الاستثمارات في قطاع الزراعة في أوزبكستان وهيكليتها؛ وتحديد الخيارات المجدية للجميع، من مزارعين وحكومات، لتعزيز الاستثمارات من أجل تنمية الزراعة ورفع توصيات بشأن السياسات التي تركز على احتياجات المزارعين والأعمال التجارية الزراعية.
وكان من بين الحاضرين وزراء من أوروبا وآسيا وآسيا الوسطى، فضلًا عن ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية.