اخبارنا

slider

المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يطلق دعوة عالمية عاجلة للعمل من أجل تحقيق الأمن الغذائي في المؤتمر المعني بالتنمية المستدامة

نيويورك- أطلق المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، في كلمة رئيسية ألقاها خلال المؤتمر الدولي السنوي الحادي عشر المعني بالتنمية المستدامة، دعوة عالمية قوية للعمل وحثّ على اتخاذ خطوات فورية لمعالجة المخاوف المتنامية بشأن الأمن الغذائي والقضايا البيئية الملحة.

وركّز السيد شو دونيو، في الكلمة التي ألقاها، على مسألة الأمن الغذائي العالمي الحاسمة. واستهل كلمته بالاعتراف بالدور التاريخي الذي تؤديه المنظمة في معالجة العلاقة القائمة بين الفقر وسوء التغذية، مع التشديد في الوقت ذاته على تفاني المنظمة في مجال التغذية. وبالانتقال إلى الوقت الحاضر، دق المدير العام ناقوس الخطر بشأن التحديات العالمية المتفاقمة والمتداخلة في الكثير من الأحيان.

كما سلّط الضوء على الاتجاه المثير للقلق المتمثل في تزايد معدلات الجوع في العالم خلال السنوات السبع الأخيرة والتي تفاقمت نتيجة جائحة كوفيد-19 والنزاعات الجارية. وتشير التوقعات الواردة في آخر تقرير عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم قادت المنظمة عملية إعداده، إلى أن حوالي 600 مليون شخص قد يستمرون في المعاناة من الجوع في عام 2030. ويبقى تقزم الأطفال أيضًا مصدر قلق ملح، فيما تستمر معدلات السمنة في التزايد لتتجاوز معدلات الجوع في بعض الأقاليم.

الأضرار البيئية للنظم الزراعية والغذائية

تطرّق السيد شو دونيو أيضًا إلى الآثار البيئية الضارة للنظم الزراعية والغذائية حيث تساهم في المهدر من الأغذية، وتلوث الهواء، وانبعاثات غازات الدفيئة، وفقدان التنوع البيولوجي، وتزايد أوجه عدم المساواة الاجتماعية. وإن التكاليف الاقتصادية والبيئية المتصلة بهذه القضايا مرتفعة جدًا وتبلغ تريليونات الدولارات.

وفي عام 2020، انبعث عن النظم الزراعية والغذائية 16 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من مصادر مختلفة. وفي الوقت نفسه، يعاني أكثر من 30 في المائة من مجموع الأراضي في العالم من التدهور ويتعرّض أكثر من 20 في المائة من طبقات المياه الجوفية العالمية للاستغلال المفرط، فيما التنوع البيولوجي الزراعي معرّض للخطر. وتترتب عن النظم الزراعية والغذائية والنظم الأخرى، بما فيها النظم البيئية والصحية، آثار دائرية ومترابطة. 

وفي هذا السياق، أصدر المدير العام للمنظمة دعوة ملحة للعمل، مع التشديد على الحاجة الماسة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية لتحييد أثر الكربون. ويتطلّب هذا التحوّل تحسين حوكمة الموارد الطبيعية، وزيادة الإنتاجية (إنتاج المزيد بقدر أقل من المدخلات)، وتحسين الأنماط والسلوكيات المتعلقة بالاستهلاك وممارسات الإنتاج المستدام واستخدام الطاقة النظيفة.

أهمية منظمة الأغذية والزراعة والأفضليات الأربع

أكد المدير العام مجددًا على أهمية الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031 الذي يتمحور حول "الأفضليات الأربع" - وهي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل.

وأوضح أن مفهوم "الأفضليات الأربع" يشكِّل مبدأ تنظيميًا في هذا الإطار الاستراتيجي، حيث يعكس الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترابطة للنظم الزراعية والغذائية. وتشجّع هذه المبادئ اتباع نهج استراتيجي وموجّه نحو النظم في جميع تدخلات المنظمة. وعرض السيد شو دونيو أيضًا "العوامل المسرّعة" المشتركة الأربعة - وهي التكنولوجيا والابتكار والبيانات والعناصر التكميلية، مثل الحوكمة ورأس المال البشري والمؤسسات - التي يجب دمجها في التدخلات البرامجية من أجل تسريع وتيرة التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشدد المدير العام أيضًا على الحاجة الماسة إلى وضع استراتيجية شاملة للنظم الزراعية والغذائية من أجل التصدي للتهديدات المتصاعدة التي يواجهها العالم. كما سلّط الضوء على مدى أهمية اتخاذ إجراءات فوريّة لحماية سبل كسب العيش، وضمان استدامة كوكبنا، وتحقيق نتائج طويلة الأجل.

وتناول السيد شو دونيو التحدي المتمثل في الحاجة إلى تأمين الغذاء لحوالي 10 مليارات شخص بحلول عام 2050، وشدد على أهمية تسريع أثر التدخلات البرامجية للمنظمة، مع التقليل في الوقت نفسه من المقايضات.

وقد حددت المنظمة 20 مجالًا من مجالات الأولوية البرامجية التي تتماشى مع "الأفضليات الأربع". وتشمل الأولويات الرئيسية كلًا من الابتكار الأخضر، ونهج "صحة واحدة"، والوصول المنصف لصغار المنتجين، والزراعة الرقمية، والأنماط الغذائية الصحية للجميع، وإصلاح النظم الإيكولوجية، والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية، وتعزيز شفافية الأسواق والتجارة.

وتشمل أولويات المنظمة المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة الريفية، والنظم الغذائية الحضرية المستدامة، والنظم الزراعية والغذائية القادرة على الصمود. وتكرّس مبادرات خاصة لتعزيز الاستثمارات ومبادرة العمل يدًا بيد للنهوض بالعمل الجماعي وتيسير التغيير التحويلي في النظم الزراعية والغذائية.

الجلسة العامة الرفيعة المستوى في المؤتمر المعني بالتنمية المستدامة

شهدت الجلسة العامة الرفيعة المستوى للمؤتمر الدولي المعني بالتنمية المستدامة، التي عقدت في جامعة كولومبيا وألقى خلالها المدير العام للمنظمة الكلمة الرئيسية، مشاركة أكثر من 800 شخص بشكل حضوري، من بينهم طلاب وممثلون عن الكليات والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص ومسؤولون حكوميون من منطقة نيويورك.

وإضافة إلى ذلك، شارك أكثر من 1000 شخص عبر الإنترنت. وتناول متحدثون بارزون الكلمة خلال الجلسة العامة، منهم رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، Félix-Antoine Tshisekedi Tshilombo؛ ونائب الأمين العام للأمم المتحدة، السيدة Amina Mohammed؛ والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، السيد Gerd Müller.

ويعد المؤتمر الدولي المعني بالتنمية المستدامة مؤتمرًا دوليًا رائدًا يجمع خبراء وأكاديميين ومسؤولين حكوميين وممثلي المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة وقادة القطاع الخاص، من أجل التعاون لإيجاد حلول عملية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويقوم الحدث بتسهيل المناقشات بشأن مواضيع مختلفة تتعلّق بالتنمية المستدامة، بما في ذلك الإنصاف بين الجنسين وتغيّر المناخ والتنمية الاقتصادية.

مصر الطقس