روما- أقيم اليوم حفل عالمي احتفاءً بيوم الأغذية العالمي لعام 2023 في ظل تزايد الجوع والصراعات في العالم. وشدّد المشاركون بصفة خاصة على الدور الحاسم الذي تؤديه المياه في دعم أمننا الغذائي والطرق التي يمكننا من خلالها إدارة هذا المورد الثمين والمحدود بشكل أفضل وعدم اعتباره من المسلّمات.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في كلمته الافتتاحية إنّ موضوع يوم الأغذية العالمي لهذا العام وهو: المياه هي الحياة، المياه هي الغذاء - لا تتركوا أي أحد خلف الركب "يقيم رابطًا حيويًا بين المياه والغذاء - فمن دون المياه لا وجود للغذاء، ولا وجود للأمن غذائي من دون أمن مائي".
ولكن، وبحسب ما أشار إليه السيد شو دونيو، أدّى تسارع النموّ السكاني والتوسّع الحضري والصناعي والتنمية الاقتصادية وأزمة المناخ إلى إثقال كاهل مواردنا المائية في العالم بينما يواصل تزايد الفيضانات وموجات الجفاف التأثير في النظم الزراعية والغذائية، مهددًا سبل عيش ملايين المزارعين.
إنتاج كميات أكبر بموارد أقل
قال المدير العام للمنظمة: "لكنّ الخبر السار هو أنه بإمكاننا إنتاج كميات أكبر بقدر أقلّ من الموارد. إذ يمكننا الحد من استخدام المياه عن طريق ترشيد استخدامها وإعادة تدويرها. ويمكننا تقليص البصمة المائية للزراعة من خلال اتّباع نهج شامل ومتكامل لإدارة المياه".
وأشار فخامة السيد Sergio Mattarella، رئيس جمهورية إيطاليا في كلمته إلى أنّ "ندرة المياه تشكّل جوهر مشكلة الفقر والصراعات"، وأنه لا بدّ بالتالي من إدارة هذا المورد "بعزم وذكاء، الأمر الذي بإمكانه أن يؤدي إلى السلام والرفاه".
وقال فخامة السيد Michael D. Higgins، رئيس أيرلندا: "إننا نقف اليوم عند منعطف خطير بالنسبة إلى هذا المورد الثمين". واستطرد قائلًا: "من المهمّ ألا نشجّع الشباب على تكرار أخطائنا أو التمادي فيها، وسيتعين عليكم أن تفعلوا الأمور بشكل مختلف!"
وقال قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس في رسالة تمّت قراءتها نيابة عنه: "يُحتفل بيوم الأغذية العالمي في وقت يعاني فيه الكثير من إخوتنا وأخواتنا من البؤس والشقاء بلا هوادة"، وسلّط الضوء على "القيمة التي لا بديل عنها" للمياه باعتبارها موردًا لجميع الكائنات الحية على هذا الكوكب.
وأكّد السيد Antonio Guterres، الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته الفيديوية على دور المياه باعتبارها ضرورة للأغذية المغذية والصحية، مضيفًا: "إنّ الإدارة المستدامة للمياه لأغراض الزراعة وإنتاج الأغذية أساسية للقضاء على الجوع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على المياه لأجيال المستقبل".
وقالت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة: "هناك الكثير من الأمور الأساسية التي يجدر بنا تغييرها حول كيفية إدارة المياه، ومن المهم جدًا أن نفعل ذلك لأن المياه لم تلقَ العناية التي تستحقها".
وقال السيد Álvaro Lario، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية: "إنّ الترابط بين المياه والغذاء والطاقة وتغير المناخ أساسي لتحسين قدرة نظمنا الغذائية على الصمود".
وقالت السيدة Cindy McCain، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "في ظل تدهور الأراضي الزراعية نتيجة موجات الجفاف وتفاقم عدم الاستقرار بسبب ندرة المياه، يدفع تغير المناخ المزيد من السكان إلى دوامة الجوع واليأس. فلا بدّ لنا من العمل معًا، عن طريق الابتكار والتعاون، لكي نبعث في المجتمعات المحلية الضعيفة في جميع أنحاء العالم الأمل والقدرة على الصمود".
وقد حضر الحفل أيضًا جلالة ملك ليسوتو ليتسي الثالث وصاحب السموّ الأمير الحسن بن طلال من المملكة الأردنية الهاشمية ومعالي السيد Kassim Majaliwa، رئيس وزراء جمهورية تنزانيا المتحدة.
وتضمّنت احتفالات يوم الأغذية العالمي أيضًا حفل تسليم جائزة المنظمة للإنجازات للمرة الثانية على الإطلاق، وهي جائزة تنوّه بالإنجازات المهنية والتفاني والابتكار في مجال الزراعة والأمن الغذائي. وتم منح جائزة هذا العام بشكل مشترك لمنظمة Sara Bangla Krishak Society، وهي منظمة وطنية للمزارعين من بنغلاديش ومنظمة Farmer Lifeline Technologies من كينيا الرائدة في مجال تكنولوجيات الكشف عن الآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل. وبالإضافة إلى ذلك، هنّأ المدير العام مكتب المنظمة القطري في نيبال على إنشاء مركز الطوارئ الخاص بالأمراض الحيوانية العابرة للحدود.
إلهام شباب المستقبل
في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في 19 أكتوبر/تشرين الثاني، سيجمع يوم الأغذية العالمي للشباب طهاة ومؤثرين ومبتكرين وضيوفًا مميزين مع العقول الشابة من أجل إشراك هؤلاء في نقاشات بين ثقافات متعددة، وتقديم عروض في مجال الطبخ من أجل إلهام العمل المتعلق بالمياه من أجل الأغذية. وسيتخلل هذا الحدث الممتع الحافل بالقصص والموسيقى والفنون والرقص، عرضٌ مباشر لشريط الفيديو الموسيقي للشباب لعام 2023 تقدّمه فرقة Piccola Orchestra di Tor Pignattara and friends.
وسيعقد الحدث الرئيسي لمنتدى الأغذية العالمي في المقر الرئيسي للمنظمة في روما خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول. ويتألف هذا الحدث من منتدى الشباب العالمي التابع لمنتدى الأغذية العالمي، ومنتدى منظمة الأغذية والزراعة للعلوم والابتكار ومنتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد.
أبطال منظمة الأغذية والزراعة يسرّعون وتيرة العمل المتعلق بالمياه
سلّطت منظمة الأغذية والزراعة الضوء مؤخرًا على أهمية المياه، من خلال سلسلة من المبادرات والفعاليات التي وصفتها المنظمة برحلة المياه. ومن بين هذه الفعاليات، حوار روما بشأن المياه الذي عُقد في وقت سابق من هذا الشهر بهدف إيجاد أوجه تآزر وحلول للدور الحاسم الذي تضطلع به المياه بالنسبة إلى التربة والأراضي وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والزراعة. وتمّ أيضًا عرض المساهمات العملية للاستفادة بشكل أفضل من موارد المياه العذبة لدينا نظرًا إلى أنّ الزراعة تمثل أكثر من 70 في المائة من عمليات سحب المياه العذبة في العالم.
وإنّ الدعم العملي الذي تقدّمه المنظمة للبلدان واسع النطاق ويشمل الحلول الفنية المتعلقة بتجميع مياه الأمطار وتخزينها، وتخزين المياه الجوفية وتجديدها، والموارد المائية غير التقليدية لأغراض الزراعة، ونظم الريّ وممرات الأسماك. وتعمل المنظمة مع البلدان على رسم خريطة للاحتياجات والإمكانات في مجال الري. وهي تدعم البلدان من خلال توفير البيانات والمعلومات بواسطة منصّات على مثال بوابة إنتاجية المياه عبر الانتفاع الحر ببيانات الاستشعار عن بُعد والمعلومات المستمدّة منها (WaPOR) التي تم توسيع نطاقها مؤخرًا. والمنظمة حاليًا أيضًا بصدد إجراء تقييم عالمي لتأثير الفيضانات على الزراعة ومساعدة البلدان على وضع خرائط طريق وطنية خاصة بالمياه، ما من شأنه أن يساعد على ضمان إدارة المياه بصورة مستدامة.
جدير بالذكر أنه يحتفل بيوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام إحياءً للذكرى السنوية لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة في مثل هذا اليوم من عام 1945.
يمكنكم الاطلاع هنا على مزيد من المعلومات حول عمل منظمة الأغذية والزراعة في مجال الأراضي والمياه.