روما - عرض السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، الأولويات للعامين المقبلين في خطاب مستفيض أمام الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية في المنظمة، مؤكدًا ضرورة "التعلّم معًا والعمل معًا والمساهمة معًا من أجل البشرية والسعادة".
وشدّد على الارتقاء بعمل المكاتب القطرية التابعة للمنظمة لتعظيم الأثر. وقال: "نحن نعمل في مجال الزراعة، وعلينا أن نكون أيضًا في الميدان".
وقد ألقى السيد شو دونيو كلمته هذه خلال الاجتماع المشترك بين الدورة السابعة والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج والدورة الثامنة والتسعين بعد المائة للجنة المالية، ويرفع هذان الجهازان الرئيسيان توصيات إلى مجلس المنظمة بشأن المسائل المتصلة ببرنامج عمل المنظمة.
وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ برنامج العمل والميزانية للفترة 2024-2025، المعروض على الاجتماع المشترك لاستعراضه، يشكّل تكملةً لرؤيته المتمثلة في بناء منظمة ديناميكية ومعاصرة من أجل عالم أفضل، مع التركيز الموجّه نحو اتخاذ الإجراءات بما يتماشى مع كفاءاتها الأساسية ونموذج الأعمال المحسّن، سعيًا إلى الاستفادة من إمكانات المنظمة، وتعزيز التحول القائم على الابتكار وتعزيز قدرات المنظمة وإمكاناتها لخدمة أعضائها.
وتؤدي المكاتب القطرية للمنظمة، فضلًا عن المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية، دورًا أساسيًا في تسريع وتيرة تحقيق النتائج من خلال مجالات التأثير ذات القيمة المضافة في إطار كل من "الأفضليات الأربع" أي إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب - والتي أكّد السيد شو دونيو أنها ليست شعارًا فحسب بل "أسلوب حياة وعمل".
وبهدف تسريع وتيرة تحقيق النتائج الملموسة والخاضعة للمساءلة على أرض الواقع، وتوسيع نطاقها، أعلن المدير العام أنّ المنظمة ستدعو جميع ممثلي المنظمة إلى اجتماع عمل عالمي في روما خلال شهر ديسمبر/كانون الأول. ويهدف هذا الاجتماع، وهو الأول من نوعه منذ حوالي 80 عامًا من تاريخ المنظمة، إلى تعزيز الإدارة الداخلية وضمان وجود شبكة متسقة وقدرات منهجية ونُهج موجهّة نحو تحقيق النتائج لتنفيذ برامج المنظمة ومبادراتها واستراتيجياتها المواضيعية.
وسينصبّ التركيز أيضًا خلال فترة السنتين 2024-2025 على تعزيز الشراكات، بما في ذلك من خلال إنشاء مراكز المعارف الإقليمية بالشراكة مع مراكز التميّز ذات الصلة.
السلام شرط أساسيّ للأمن الغذائي
أعرب السيد شو دونيو عن حزنه لخسارة الأرواح نتيجة الصراعات القائمة والأزمات الممتدة حول العالم. وشدّد قائلًا إنّ "السلام شرط أساسيّ للأمن الغذائي" وإنّ "الحق في الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان".
وقال المدير العام إنّ المنظمة تعمل على نحو فاعل مع المحافل العالمية، بما في ذلك منظومة الأمم المتحدة، ومجموعة السبع، ومجموعة العشرين، ومؤتمرات الأطراف، ومجموعة الاقتصادات الناشئة للبرازيل والإتحاد الروسي والهند والصين وجنوب أفريقيا، وغيرها الكثير، بهدف ضمان أوجه التآزر وتحقيق نتائج ملموسة للمزارعين والمستهلكين.
وأضاف أنّه من بين المؤشرات على تثمين النهج الذي تتّبعه المنظمة، الموارد المتزايدة التي تم حشدها عن طريق الصندوق الأخضر للمناخ ومرفق البيئة العالمية، فضلاً عن تعزيز حوار الخبراء قبيل انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دبي المزمع عقدها في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال السيد شو دونيو: "يجب ألا نعتبر أنفسنا مراقبين، بل مغيّرين لقواعد اللعبة".
وأضاف "توفّر الزراعة الحل الأشمل للقضاء على الفقر والجوع والحد من انعدام المساواة من أجل عالم أفضل".
وختم السيد شو دونيو كلمته قائلًا إنّ تركيزه على مدى السنوات الأربع المقبلة سينصبّ على أربعة مجالات (Four Rs) لتوجيه التغييرات الداخلية في المنظمة وهي: "التعافي من الجائحة والمرافق المتعثرة؛ وإصلاح نظمنا وإدارتنا لتكون ملائمة للغرض المنشود منها والولاية المناطة بها؛ وإعادة بناء شبكة المنظمة وقدراتها الشاملة؛ وإحداث نهضة في المنظمة من أجل مستقبل أفضل".
يمكن الاطلاع هنا على النصّ الكامل لبيان المدير العام.