روما - أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وحكومة النرويج اليوم عن مرحلة جديدة مدّتها خمس سنوات من برنامج نانسن لنهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك، وجاء هذا الإعلان خلال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تعقد في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
والبرنامج الذي يعود تاريخه إلى عام 1975 هو برنامج مشترك بين المنظمة والوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي (Norad) ومعهد البحوث البحرية في النرويج ومنظمات مصايد الأسماك الإقليمية و23 بلدًا شريكًا في أفريقيا وخليج البنغال.
وستموّل النرويج ميزانية الفترة الجديدة التي تبلغ مليار (1) كرونة نرويجية (حوالي 94 مليون دولار أمريكي).
وسيعمل برنامج نانسن لنهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك بين عامي 2024 و2028 على تكثيف الجهود الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي والتغذية في البلدان الشريكة، وتشديد التركيز على تعزيز إدارة مصايد الأسماك من أجل مواجهة تأثيرات تغيّر المناخ.
وقالت معالي السيدة Anne Beathe Tvinnereim، وزيرة التنمية الدولية في النرويج "إنّ عددًا كبيرًا من سكان العالم يعيش على مقربة من المحيطات ويعتمد عليها لتأمين معيشته. ولكي يتمكّن الأشخاص من الاستمرار على هذا الوضع، نحن بحاجة إلى إدارة البيئة البحرية واستدامة الحياة فيها. ويؤدي برنامج نانسن دورًا محوريًّا من خلال جمع المعارف في مجال المحيطات ومشاركتها. ويتسم هذا الجهد بأهمية حاسمة في مكافحة تغير المناخ وضمان الأمن الغذائي للأجيال المقبلة أيضًا".
وصرّحت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة قائلة "إنّ هذا البرنامج الفريد يُولّد معلومات وبحوثًا وعلومًا أساسية تحتاج إليها البلدان لاتخاذ قرارات مستنيرة تدعم الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك. وترحّب المنظمة بالإعلان عن هذه المرحلة الجديدة لبناء مستقبل لمحيطاتنا يتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود، وبالعمل معًا لتعزيز ممارسات الصيد المسؤولة ومكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم ومعالجة آثار تغير المناخ على النظم الإيكولوجية البحرية".
تحسين إدارة مصايد الأسماك لمواجهة تغيّر المناخ
يلتزم البرنامج بتحسين إدارة مصايد الأسماك بما يتماشى مع رؤية المنظمة "للتحوّل الأزرق" وتعزيز قدرات المؤسسات المعنية بمصايد الأسماك وتوليد المعارف العلمية عن الموارد والنظم الإيكولوجية البحرية. وسيعالج البرنامج جوانب مهمة في الأمن الغذائي والتغذوي، منها التهديدات التي تواجه الاستغلال المستدام للمحيطات، من قبيل تقلّب المناخ وتغيّره.
ويؤثر تغيّر المناخ على الحياة البحرية، فيؤدي إلى تغيّرات في توافر المغذيات وجودة المياه وتوزيع الموارد السمكية. وتظهر هذه الآثار على امتداد الشبكة الغذائية، فتغيرّ بنية النظم الإيكولوجية البحرية ووظيفتها.
ويدعم البرنامج البلدان الشريكة له من أجل توليد المعارف العلمية عن الموارد والنظم الإيكولوجية البحرية من خلال جمع بيانات ومعلومات فريدة تتعلَّق بمصايد الأسماك ومسائل أخرى تتصدّر برنامج العمل العالمي من قبيل التنوع البيولوجي وتغيّر المناخ والتلوّث.
فهم تأثيرات تغيّر المناخ على مصايد الأسماك
يركّز أحد المجالات البحثية الجارية على فهم تأثيرات تغيّر المناخ على الموارد السمكية وسلامة النظم الإيكولوجية. ويواظب البرنامج، من خلال سفينة الأبحاث البحرية "Dr. Fridtjof Nansen"، على جمع بيانات دورية عن توزيع الموارد البحرية الحية ووفرتها وتنوعها البيولوجي والمؤشرات القياسية البيئية المرتبطة بها على امتداد فترة بقائها. ومن شأن هذه البيانات أن تمدّ إدارة مصايد الأسماك بأدوات اللازمة للتخفيف من حدة المخاطر وتعظيم الفرص المرتبطة بتغيّر المناخ وتقلّبه، وتحسّن بالتالي الأمن الغذائي.
وقال السيد Nils Gunnar Kvamstø، المدير التنفيذي لمعهد البحوث البحرية في النرويج، "نحن، في برنامج نانسن لنهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك، نجري دراسات متكاملة في مجال إدارة مصايد الأسماك وتغيّر المناخ. وستتيح لنا المرحلة الجديدة مواصلة هذا العمل المهم وتعزيزه. وتُعتبر المعارف الأساسية في إدارة مصايد الأسماك القائمة على النظام الإيكولوجي مهمة في جميع مناطق السواحل والمحيطات- عند تكييفها على المستويين المحلي والإقليمي".
وعلاوة على ذلك، سيوفّر البرنامج للبلدان الشريكة سبل الكشف عن التغييرات في نظم مصايد الأسماك وتصميم تدخلات لمعالجة استدامة مصايد الأسماك، وتعزيز تنمية القدرات لدعم التحوّل في النظم الغذائية البحرية.
وفي نهاية المطاف، ستساهم جميع أنشطة البرنامج في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف المبادرات الجاري تنفيذها مثل عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات، بالإضافة إلى رؤية التحوّل الأزرق، وهي رؤية المنظمة الخاصة بالنظم الغذائية المائية.
وقد تعاون البرنامج منذ عام 1975 مع 58 بلدًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية حيث ساعدها في مجالي بحوث مصايد الأسماك وإدارتها.