بودابست، هنغاريا - بالرغم من التحديات الخطيرة التي واجهت إقليم أوروبا وآسيا الوسطى خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه يحرز تقدمًا في تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع، بما في ذلك معالجة انعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية، مع العلم بأنّ أقل من سبع سنوات تفصلنا على الموعد النهائي لتحقيقه. وبالرغم من ارتفاع متوسط كلفة النمط الغذائي الصحي في المنطقة، إلّا أنّ عدد الأشخاص العاجزين عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي قد شهد انخفاضًا في عام 2022.
وقد جرى الكشف عن هذه المعلومات وأخرى كثيرة في إصدار عام 2023 من تقرير الاستعراض الإقليمي للأمن الغذائي والتغذية في أوروبا وآسيا الوسطى الذي صدر اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، وهي الوكالة الراعية للهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة "القضاء على الجوع".
ويشير التقرير أيضًا إلى أنّ جائحة كوفيد-19 والصراعات والظواهر المناخية المتطرفة والكوارث الطبيعية، زادت جميعها من صعوبة النهوض بالأمن الغذائي والتغذية خلال السنوات الماضية. ومع ذلك، كان معدل انتشار النقص التغذوي في إقليم أوروبا وآسيا الوسطى أقل من نسبة 2.5 في المائة منذ عام 2000. وانخفض العدد التقديري للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الحاد بنسبة 4.1 في المائة (ما يعادل 4.7 ملايين شخص) بين عامي 2021 و2022، ليصل عددهم إلى 111.1 مليون شخص.
وفي عام 2022، تجاوزت أربعة من أصل سبعة أقاليم فرعية، ومنها آسيا الوسطى وغرب البلقان والقوقاز، المتوسط الإقليمي لمعدل انتشار انعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الحاد وقدره 11.9 في المائة. ومن ناحية أخرى، تشير التقديرات إلى أنّ النساء كنّ أكثر عرضة من الرجال لانعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الحاد. وهذا الاتجاه ثابت على الصعيد العالمي أيضًا.
وقال السيد Godfrey Magwenzi، المسؤول بالنيابة عن مكتب المنظمة لأوروبا وآسيا الوسطى في توطئة التقرير: "نأمل أن يوفر هذا التقرير معلومات قيّمة يمكن أن تساهم في تحسين التعاون بين القطاعات، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بغية تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة في أوروبا وآسيا الوسطى".
وشدّد السيد Magwenzi قائلاً: "إنّ منظمتنا تبدي التزامها واستعدادها التامين لمؤازرة جهود الحكومات في مساعيها على المستويين الإقليمي والوطني".
من ناحية أخرى، فإنّ الاتجاه الإقليمي بشأن نسبة زيادة الوزن والسمنة ينذر بالخطر. حيث بلغ معدل انتشار الوزن الزائد لدى الأطفال دون سن الخامسة في أوروبا وآسيا الوسطى نسبة 7.1 في المائة في عام 2022، وهو أعلى من التقديرات العالمية البالغة 5.6 في المائة. وعلى الرغم من الاتجاه التنازلي من نسبة 9.7 في المائة في عام 2010، فإنّ معدل الانتشار يشكل نسبة تزيد عن ضعف النسبة الواردة في هدف عام 2030 المتمثل في الحد من الوزن الزائد في مرحلة الطفولة. بينما تشهد معدلات السمنة لدى البالغين ارتفاعًا في جميع الأقاليم الفرعية وجميع البلدان الواقعة في هذا الإقليم. وفي الوقت نفسه، جرى إحراز بعض التقدم في معظم البلدان في ما يتعلق بأهداف التغذية الأخرى، بما في ذلك تقزم وهزال الأطفال وانخفاض الوزن عند الولادة.
وأوضحت السيدة Tamara Nanitashvili، كبيرة المسؤولين عن السياسات في المنظمة والمؤلفة الرئيسية للتقرير، أنه "بالنسبة إلى أولئك الذين يصنفون على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي المتوسط، يكون الوصول إلى الأغذية غير مؤكد. وقد يضطرون إلى التضحية بالاحتياجات الأساسية الأخرى لكي يكونوا قادرين فحسب على تناول الطعام بانتظام، وهم لا يحصلون في كثير من الأحيان على الأغذية الأكثر تغذية". وتضيف "حين يعاني شخص ما من انعدام الأمن الغذائي الحاد، يكون قد مر عليه يوم أو أكثر من دون تناول الغذاء. وبعبارة أخرى، فإنهم على الأرجح قد عانوا من الجوع".
وتشير آخر التقديرات إلى أنّ أكثر من 25 مليون شخص (أو نسبة تقارب 3.1 في المائة من إجمالي السكان) في أوروبا وآسيا الوسطى كانوا عاجزين عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي في عام 2021، أي أقل بمقدار 2.7 ملايين شخص عن العام السابق.
ويشير تقرير الاستعراض الإقليمي للأمن الغذائي والتغذية إلى خاتمة إصدار عام 2022، داعيًا إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية وإعادة التفكير في السياسات الغذائية والزراعية بغية مواجهة التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية والصحة والاستدامة البيئية وسبل عيش المزارعين، وعلى وجه الخصوص المزارعين الريفيين والجهات الفاعلة الأخرى في قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي.