الحاجة إلى نهج "صحّة واحدة" والتعاون المكثّف من أجل الوقاية من الجوائح والاستجابة لها
قال السيّد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) خلال اجتماع وزراء الصحّة لبلدان مجموعة العشرين إنّ أمام العالم فرصة لتعزيز الأساليب الجماعية والتعاونية من أجل الوقاية من الجوائح المستقبلية من خلال نهج صحّة واحدة عالمي وشامل. وشدّد السيّد شو دونيو في مستهلّ الاجتماع الذي يستمر ليومين على أنّ إحدى الاستجابات المجدية والمنسّقة لكوفيد-19 تنطوي على التعاون المكثّف عبر الحدود والقطاعات والتخصصات. وأشاد بالجهود المبذولة من جانب رئاسة مجموعة العشرين – التي تتولاها إيطاليا حاليًا – "من أجل ضمان استحداث حلول جديدة واقعيّة وعمليّة في مجالات النظم الصحيّة والنظم الزراعية والغذائية، بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهدف القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030".
وتحدّث المدير العام باسم المنظمة، وكذلك بصفته رئيس الشراكة الثلاثية لنهج صحّة واحدة، وهي اتحاد يضم أيضًا منظمة الصحّة العالمية والمنظمة العالمية لصحّة الحيوان ويدعو إلى إيجاد حلول تقرّ بأن صحّة الإنسان مرتبطة بصحّة الحيوان والبيئة – أي نهج صحّة واحدة.
وأردف قائلًا إن الشراكة الثلاثية تَعتبر العالمية والشرعيّة والشموليّة والاتساق والمساءلة المبادئ الرئيسية الخمسة لحوكمة واستثمار أقوى وأكثر استدامة في إطار التأهب لمواجهة الجوائح والاستجابة لها.
وقال السيّد شو دونيو "نحن نقف عند منعطف تاريخي لكي نخطو الخطوات اللازمة لمنع حدوث جوائح مستقبلية"، مشيرًا إلى توافق الآراء والدعم المتزايدين في مجموعة العشرين – التي يضم أعضاؤها ثلثي سكان العام و85 في المائة من الأنشطة الاقتصادية ذات القيمة المضافة (الناتج المحلي الإجمالي) – فضلاً عن الحاجة الملحّة إلى مزيد من الاستثمارات، لا سيّما على المستوى الوطني. وأضاف قائلًا إنّ الشراكة الثلاثية تقدّم مقترحات بشأن الطريقة الممكنة لتمويل أهداف نهج صحّة واحدة بشكل سريع بما يساهم في مجريات اجتماع وزاري مشترك لوزراء المالية والصحّة لبلدان مجموعة العشرين في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
نهج متسق
شدّد المدير العام على الروابط القائمة بين النظم الزراعية والغذائية والنظم الصحيّة، وأشار إلى أن الجائحة قد عطّلت النظم الزراعية والغذائية العالمية التي تعدّ أساسية لصحّة جميع البشر وحياتهم، بطرق ستكون لها آثار طويلة الأجل.
وقد استجابت المنظمة عن طريق إعداد برنامج الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها وتسريع تنفيذ مبادرة المنظمة الرئيسية للعمل يدًا بيد التي تركّز على الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، وهي بلدان تواجه جمعيها تحدّيات محدّدة على مرّ فترة السنة ونصف السنة الماضية.
وقد ساندت الشراكة الثلاثية مجموعة العشرين من أجل إطلاق نداء للعمل بشأن نهج صحّة واحدة، وذلك كجزء من العملية الحالية التي تضطلع بها من أجل إعداد "خطة عمل عالمية من أجل نهج صحّة واحدة" بتوجيه من فريق الخبراء رفيع المستوى المعني بصحّة واحدة الذي أُنشئ مؤخرًا.
وقال السيّد شو دونيو في معرض ندائه إلى الانتقال من النقاش إلى التنفيذ العملي على أرض الواقع "فلتكن أقوالنا أفعالًا".
وتعمل المنظمة باستمرار، في إطار نهج صحّة واحدة، على دعم الأعضاء للوقاية من الأمراض والتهديدات الصحية ذات الصلة واكتشافها ومكافحتها عند ظهورها. ويشمل ذلك رصد ظهور مقاومة مضادات الميكروبات، والبرامج الفعّالة لمكافحة الأمراض الحيوانية والحيوانية المصدر والقضاء عليها.
وإنّ نهج صحّة واحدة، الذي يأخذ في الحسبان الترابط القائم بين الإنسان والحيوان والبيئة، مهم في مكافحة أي تهديد للنظم الغذائية وسبل العيش. وتبرز أهمية ذلك بشكل خاص في المجتمعات الزراعية الريفية التي توفّر فيها الحيوانات وسائل النقل، والوقود، والملبس، والأغذية. وتساهم التغذية الأفضل، على سبيل المثال، بشكل واضح في صحّة الإنسان ويمكن ربطها بإدارة الأراضي والممارسات الزراعية. وقال السيّد شو دونيو إنه "يجب أيضًا تسليط الضوء على الصلة بين النظم الزراعية والغذائية وسلامة البيئة وأزمة المناخ وتدهور النظام الإيكولوجي وفقدان التنوع البيولوجي".
اجتماع مجموعة العشرين
سوف تتخلل اجتماع وزراء الصحّة في بلدان مجموعة العشرين جلسات عديدة تضم خبراء منهم السيّد Peter Doherty، الفائز بجائزة نوبل لعام 1996 في مجال الطب لعمله في شرح كيفية تعرّف نظام المناعة على الخلايا المصابة بالفيروسات، والسيّدة Ngozi Okonjo-Iweala، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية.
ومن المتوقّع أن يفضي الاجتماع، بفضل مشاركة الشراكة الثلاثية، إلى إطلاق مجموعة العشرين نداءً للعمل في مجال الصحّة من أجل دعم قدرة نهج صحّة واحدة على الصمود، الذي سيستند إلى، وسيوجّه، التعهدات بالنفاذ العادل إلى اللقاحات والجهود الرامية إلى احتواء مقاومة مضادات الميكروبات التي أعلن عنها وزراء الصحّة في بلدان مجموعة العشرين في إعلان روما، في اللقاء الذي جمعهم في شهر مايو/أيار 2021.