اخبارنا

slider

أول تقييم للأوضاع في هايتي بعد الزلزال يبيّن ارتفاعًا حادًا في مستويات الجوع لدى سكان المناطق المتضررة

مع صدور بيانات جديدة من هايتي تفيد بأن الزلزال الذي ضرب البلاد في الشهر الماضي قد ألحق أضرارًا بالزراعة وأدى إلى ارتفاع معدلات الجوع، سارعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم إلى الدعوة إلى تقديم مزيد من الاستثمارات لمساعدة أهالي الريف في هايتي على استئناف زراعة حدائقهم المنزلية والزراعة صغيرة النطاق ذات الأهمية الحرجة لتجنّب تفاقم الأزمة الغذائية.

وأتى هذا النداء كرد على تحليل تابع للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية صدر مؤخرًا وبيّن أن نحو 000 980  شخص في المحافظات الأربع لهذه الدولة الجزرية التي تحملت وطأة الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجات على مقياس ريختر - أي غرادانس ونيبس ومناطق الجنوب والجنوب الشرقي - يعيشون الآن انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. وباعتبار هايتي البلد الأشد فقرًا في النصف الغربي من الكرة الأرضية فهي لطالما عانت الهشاشة على أكثر من صعيد. ولكن بين أحدث العوامل الأشد ضرراً الزلزال الأخير الذي أدى إلى تدمير الأسواق والطرقات الريفية ومرافق التخزين والتجهيز ومصانع مشتقات الألبان ونظم الري، ناهيك عن الضرر الإضافي الذي ألحقته العاصفة الاستوائية غريس التي ضربت البلاد بعد أيام على الزلزال. 

وقال السيد Jose Luis Fernandez، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في هايتي: "بالإضافة إلى سلسلة من الكوارث والأزمات، أطاحت هذه الكارثة المزدوجة الأخيرة بقدرة الناس على الإنتاج وتأمين الغذاء لأفراد أسرهم ولمجتمعاتهم. ومع اقتراب موسم الزراعة الشتوي في شهر أكتوبر/تشرين الأول، لا نستطيع الوقوف مكتوفي اليدين بانتظار الاستثمارات لإعادة إطلاق عجلة الإنتاج الزراعي. فلا بد لهذا الأمر أن يحدث على الفور؛ غير أن العثرة هي في تدني مستويات التمويل لهذا العمل بالغ الأهمية." 

وحتى قبل زلزال الرابع عشر من أغسطس/آب، كان الفقر، والاضطرابات في المدن وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، إلى جانب الكوارث الطبيعية المتكررة والتأثيرات المترتبة على جائحة كوفيد-19، من الأسباب التي جعلت من أزمة هايتي إحدى أضخم الأزمات الغذائية على مستوى العالم، حيث يواجه 4.4 ملايين شخص في البلاد أزمة أو مستويات متفاقمة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب مقياس النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي (ويعرف ذلك أيضًا بارتفاع انعدام الأمن الغذائي الحاد).
 
استهداف الأشخاص الأشد عوزًا

يعتمد 60 في المائة من سكان الريف في هايتي على الزراعة لكسب معيشتهم. وبالنسبة إلى أكثر الأسر افتقارًا للموارد وأشدها عرضة للمخاطر، يشكل إنتاج الأغذية في الحدائق المنزلية أهمية بالغة من أجل اكتفائها الغذائي.

وتدعو منظمة الأغذية والزراعة إلى توفير مبلغ 20 مليون دولار أمريكي كدعم جديد لحماية سبل المعيشة واستعادتها لصالح 000 32 أسرة ريفية معرضة لمخاطر شديدة (000 160 شخص) تضررت جراء الزلزال والعاصفة الاستوائية غريس التي ضربت البلاد بعد أيام فقط من توقف الاهتزازات الأرضية. كما أن هذه الأموال مطلوبة لإعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية للمجتمع المحلي. ويتضمن الدعم المزمع تقديمه:

• المحاصيل والتحويلات النقدية: سوف تتلقى 000 15 أسرة معرضة للمخاطر (000 75 شخص) بذورًا للنبات والبقول وأدوات زراعية، فضلًا عن الدعم الفني. كما سيتلقى هؤلاء تحويلات نقدية تعادل 200 دولار أمريكي (100 دولار أمريكي في الشهر) لتغطية احتياجاتهم العاجلة في انتظار نمو محاصيلهم.
 
• المواشي الصغيرة ومصايد الأسماك: سوف تتلقى 000 10 أسرة متضررة ومعرضة للمخاطر (000 50 شخص) دواجن ورؤوس ماعز فضلًا عن أعلاف للطوارئ ومساعدة على إقامة مخازن للأعلاف. كما تم توفير فرق للدعم البيطري وأدوات وخدمات بيطرية متجولة لصالح 000 25 من الحيوانات الداجنة التي تضررت جراء الزلزال. وسوف تساعد معدات صيد الأسماك والدعم الفني في إحياء صيد الأسماك البحرية والاستزراع السمكي.
 
• إعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية: ستستفيد 000 7 أسرة متضررة (000 35 شخص) من إعادة تأهيل البنى التحتية الزراعية ومرافق التجهيز التي تضررت بفعل الانهيارات الأرضية والزلزال. فمن شأن ذلك أن يساعد في حماية موجوداتها وإعادة بناء قدرتها على إنتاج الأغذية، فيما يضمن الوصول إلى المنتجات المحلية. ومن بين البنى التحتية التي يتعين إصلاحها قنوات الري، ومرافق تجهيز الفواكه، والكسافا، والذرة والفول السوداني، والحليب والأسماك.

ملاحظة للمحررين: إن النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي هو عبارة عن مبادرة عالمية متعددة الشركاء ويضم 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات إقليمية، ومنظمات دولية غير حكومية، ويعمل على تيسير صنع القرارات وتحسينها من خلال توفير تحليل لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على أساس توافق الآراء.
مصر الطقس