منتدى الأغذية العالمي - الشباب يأخذون بزمام تشكيل مستقبل الأغذية خلال حدث بارز
روما – خاطب قداسة البابا فرنسيس قادة الشباب في اليوم الافتتاحي لمنتدى الأغذية العالمي، وهو حركة عالمية تسعى إلى تسخير ما يتمتع به الشباب من طاقة وروح إبداع لتشكيل معالم مستقبل أفضل لأغذيتنا.
وينضوي تحت لواء منتدى الأغذية العالمي شباب من مجموعة واسعة من الخلفيات والخبرات بهدف تحفيز اتخاذ الإجراءات اللازمة للمساعدة على إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة ("القضاء التام على الجوع").
وتخلّل حفل الافتتاح الذي تم بثه على الهواء مباشرة في روما كلمة افتتاحية ألقاها رئيس كوستاريكا، وأعقبها بيان خاص لقداسة البابا فرانسيس. وكانت جلالة الملكة Letizia، ملكة إسبانيا، وهي سفيرة للنوايا الحسنة الخاصة للتغذية لمنظمة الأغذية والزراعة، من بين الشخصيات البارزة التي تناولت الكلمة أمام جمهور من المزارعين الشباب وقادة الشباب وأصحاب المشاريع والمؤثرين والمشاهير. كما شهد الحدث الافتتاحي مشاركة زعيم روحي من السكان الأصليين من كولومبيا، والشاعرة الشابة الأمريكية Meera Dasgupta، وفنانين وموسيقيين شباب مثل AY Young، الذي استخدم شعبيته لرفع مستوى الوعي بمسألة الاستدامة وجمع الأموال لتوفير الكهرباء للناس.
وأعرب رئيس كوستاريكا، فخامة السيد Carlos Alvarado Quesada، الذي يعد بعمره الذي لا يتجاوز 41 عامًا، أحد أصغر رؤساء الدول سنًا، قائلًا "إن أكثر من نصف سكان العالم هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا. ولذا، فإن الحاضر والمستقبل ملك لهم. ونحن، لكي نورّث كوكبًا قادرًا على البقاء، بحاجة إلى التزامكم. فأنتم تدركون أين يجب إحداث التغييرات التي لم يعد من الممكن تأجيلها. المستقبل لكم. امسكوا به بين أيديكم".
وحث قداسة البابا في رسالة ألقاها نيابة عنه وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال Pietro Parolin، المشاركين على أن يحافظوا على شجاعتهم وحزمهم في ما يبذلونه من جهود لتحويل أمنياتهم إلى "إجراءات ملموسة ومجدية". بينما صرّحت جلالة الملكة Letizia بالقول إن طاقة الشباب تكتسي أهمية حاسمة بالنسبة إلى تحويل نظمنا الغذائية، وشدّدت على مدى أهمية ضمان وضعها "في صلب عمليات اتخاذ القرار".
وأعربت مفوضة الاتحاد الأفريقي للتربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، السيدة Sarah Anyang Agbor، عن تقديرها لطموح المنتدى في أن يكون بمثابة "منصة رائدة لتسخير شغف الشباب وابتكارهم وتحديد الحلول الكفيلة بإيجاد مستقبل أغذية أفضل للجميع".
ويشكّل هذا التجمع الافتراضي أول عملية متابعة لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية التي انعقدت في نيويورك منذ أكثر من حوالي أسبوع. وأناطت القمة، التي اختتمت أعمالها بشعار "من نيويورك إلى روما"، بمنظمة الأغذية والزراعة، مهمة القيام، جنبًا إلى جنب مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى التي توجد مقارها في روما، بضمان نجاح الجهود الطموحة والعاجلة الهادفة إلى جعل النظم الزراعية والغذائية في العالم أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود.
ويمكن الاطلاع على برنامج الحدث هنا. وللانضمام إلى الحدث ومتابعته، يرجى التسجيل هنا.
ويسدل الستار على الحدث الرئيسي، الذي يستمر خمسة أيام، يوم الثلاثاء بجمعية عمل للشباب مكلّفة ببلورة مشورة عملية وإسدائها للحكومات وأصحاب المصلحة الرئيسيين.
وأعرب المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، قائلًا "نحن هنا لإيجاد حلول وسبل كفيلة بإعادة البناء على نحو أفضل للمستقبل. فنحن لا نستطيع المضي قدمًا في أنماط التفكير والسلوكيات التي عفا عليها الزمن. بل يجب علينا الابتكار والتفكير بصورة جديدة".
مستقبل أغذية أفضل
جاء تصميم منتدى الأغذية العالمي على يد لجنة شؤون الشباب التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة. ومن خلال العمل مع شبكات الشباب في وكالات الأمم المتحدة الأخرى المعنية بالتغذية والتي توجد مقارها في روما، يتواءم المنتدى مع المبادئ الأساسية لقمة النظم الغذائية. ويكمن الهدف من وراء ذلك في الإصغاء إلى أصوات الشباب وتوفير مقوّمات التمكين للأجيال الشابة للمساعدة على تشكيل معالم مستقبل لإنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع.
ويستند المنتدى إلى إدراك أنه في حين أن الأجيال الشابة هي من يهمّها الأمر أكثر من غيرها، فإنها توفر أيضا نوعًا من الروح الخلاقة والابتكار والقدرة على الصمود اللازمة لتذليل التحدّيات. والفرصة سانحة الآن أفضل من أي وقت مضى للاستفادة من هذه الإمكانات. فاليوم ثمة 1.8 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا - وهو أعلى عدد في التاريخ.
وأعرب السيد شو دونيو قائلًا "لم يحدث من قبل قط أن توفرت فرصة فريدة من نوعها للاستفادة من شغف الشباب وطاقتهم لبناء مستقبل أغذية أفضل. وإن منتدى الأغذية العالمي يعمل على تسخير هذه الطاقة".
فمنتدى الأغذية العالمي لا يستخدم فقط سبلًا مبتكرة لاكتشاف أفكار الشباب الواعدة والنهوض بها، بل يزوّد أيضًا المواهب الشابة بما يلزم من أدوات وموارد.
فعلى سبيل المثال، أتاح تحدي البحوث التحولية مرشدين للباحثين الشباب لمساعدتهم على ترجمة أفكارهم إلى أوراق بحثية رفيعة المستوى، واقتراحات منح واقتراحات في مجال السياسات. وما فتئت جوائز ابتكار المشاريع الناشئة تربط أصحاب المشاريع بقادة في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والسياسات. وقُدمت محاضرات مثل عقلية النجاح، والنظم الغذائية والتثقيف التغذوي، وتقنية الكتل المتسلسلة 101.
واختتمت مراسم الافتتاح التي أُقيمت يوم الجمعة بإعلان كل من منظمة الأغذية والزراعة وحكومة سويسرا عن الفائزين بالجائزة الدولية للابتكار في النظم الغذائية المستدامة في نسختها الثانية. وقد ورد ما يزيد عن 400 ترشيح من 83 بلدًا.