روما/غلاسكو - أُعلن اليوم عن مبادرة جديدة طموحة تهدف إلى الحد من إزالة الغابات الناجمة عن إنتاج السلع وإصلاح المناظر الطبيعية الحرجية، تشترك في قيادتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مع معهد الموارد العالمية بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقد جرى الإعلان اليوم عن هذا الالتزام المالي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية البالغ 13.7 ملايين دولار أمريكي لصالح المبادرة الجديدة باسم "الشراكة بشأن بيانات الغابات" خلال حدث جانبي مخصص في إطار الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغيّر المناخ لعام 2021 في غلاسكو. وستحسّن هذه المبادرة إمكانية الاطلاع على البيانات الجغرافية المكانية المتاحة للعموم من أجل تعزيز حماية المناظر الطبيعية الحرجية وإدارتها. وسوف يساهم عملها إسهامًا كبيرًا في اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة.
وستضطلع المنظمة بدور رئيسي في التعامل مع البلدان الأعضاء من أجل تشجيع استخدام البيانات الجغرافية المكانية بغية لجم إزالة الغابات الناجمة عن سلاسل الإمدادات الزراعية وإصلاح الغابات على نطاق واسع. كما ستؤدي المنظمة دورًا رئيسيًا في تعزيز قدرات أقل البلدان نموًا للتصدي لإزالة الغابات وإصلاح المناظر الطبيعية من خلال حلول فنية مبتكرة.
الأوضاع الحالية
تلتزم الحكومات والشركات في مختلف القطاعات بالمساعدة على منع إزالة الغابات والتعجيل في إصلاحها لدرء أسوأ تأثيرات تغير المناخ والحماية من فقدان التنوع البيولوجي، والحفاظ على العديد من المنافع التي تعود بها الغابات على الناس والطبيعة. وتتضمن تلك الالتزامات إعلان غلاسكو لقادة الدول بشأن الغابات واستخدام الأراضي الذي صدر في بداية الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف، والذي شهد التزام قادة 138 بلدًا بالعمل الجماعي لوقف فقدان الغابات وتدهور الأراضي وعكس مسارهما بحلول عام 2030، مع توفير التنمية المستدامة والتشجيع على تحوّل شامل للريف.
وما فتئت التطورات في مجال الاستشعار عن بعد والبنية التحتية السحابية والتعلم الآلي تتنامى يومًا بعد يوم. وإن هذه التطورات التكنولوجية، مقترنة بالتزامات الحكومات والقطاع الخاص، قادرة على إحداث تغيير جذري في طريقة رصد المناظر الطبيعية وإدارتها.
ومن أجل الاستفادة من هذه التكنولوجيات الكفيلة بتغيير قواعد اللعبة، سوف تتولى المنظمة ومعهد الموارد العالمية قيادة الشراكة بشأن بيانات الغابات، بدعم مالي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، جنبًا إلى جنب مع شركة غوغل (Google)، وبرنامج SEVIR التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA) والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وشركة يونيليفر (Unilever). وسوف تعمل هذه المبادرة على إنشاء نظام إيكولوجي متماسك للبيانات الجغرافية المكانية حتى تتمكن جميع الجهات الفاعلة - أي الجهات المحلية، والحكومات، والمنتجين، والتجار، والممولين - من الوصول إلى بيانات متسقة ومفتوحة المصدر ومتاحة للعموم وموثوق بها بشأن السلع التي تطرح خطرًا على الغابات وإصلاحها.
ومن شأن هذه البيانات الجغرافية المكانية أن تمكّن عملية موثوقة ونظامية للرصد والتحقق، وهذا عامل حيوي في فهم إزالة الغابات ومنعها وإصلاح الأراضي المتدهورة.
وعلّق السيد Julian Fox، خبير رصد الغابات لدى المنظمة قائلًا: "تتطلع منظمة الأغذية والزراعة إلى العمل مع الشركاء والبلدان الأعضاء لتعزيز دور البيانات الجغرافية المكانية الشفافة والمتاحة للعموم بغية التصدي للتحديات الحرجة المتمثلة في منع إزالة الغابات الناجمة عن إنتاج السلع، وتحفيز إصلاح الغابات والمناظر الطبيعية على نطاق واسع".
عمل منظمة الأغذية والزراعة في مجال الحراجة
أصبحت منظمة الأغذية والزراعة شريكة رائدة في مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة لعكس مسار إزالة الغابات وبرنامج الأمم المتحدة للتعاون في مجال خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية؛ وهي الآن تشارك في قيادة عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية لمنع تدهور النظم الإيكولوجية ووقفه وعكس مساره في جميع أنحاء العالم. وإن المنصة الجغرافية المكانية لمبادرة العمل يدًا بيد المفتوحة للعموم والتابعة للمنظمة، تقدّم للبلدان الأعضاء ولصانعي القرارات وللجماهير عامةً بيانات ومعلومات ذات صلة مفتوحة وشفافة تتعلق بمجال الحراجة وغيره من المجالات. ويشمل ذلك تقييم الموارد الحرجية في العالم الذي يقيّم بانتظام الموارد الحرجية العالمية، ويحلّل التقدم المحرز في إعادة التحريج وإزالة الغابات.