اخبارنا

slider

أفغانستان: ثمة حاجة ملحة إلى مساعدات زراعية عاجلة لتجنّب وقوع كارثة

كابول/روما - في وقت يواجه فيه سكان أفغانستان موجهة جفاف واسعة الانتشار وانهيار سبل العيش الريفية واحتدام الاضطرابات الاقتصادية، توفر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مساعدة حيوية لإنقاذ الأرواح للمزارعين والرعاة بموازاة الدعوة إلى تقديم مزيد من الدعم الفوري للإنتاج الزراعي.  

ويواجه اليوم في أفغانستان ما لا يقلّ عن 18.8 ملايين شخص انعدامًا حادًا في أمنهم الغذائي - ما يعني أنهم عاجزون عن تأمين الغذاء لأنفسهم يوميًا - ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد ليصل إلى 22.8 ملايين شخص مع حلول نهاية عام 2021. وتساند منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) المزارعين والرعاة من خلال توفير البذور والأسمدة والنقد والدعم لسبل العيش للمحافظة على استمرارية الإنتاج الزراعي وتجنّب حدوث انهيار واسع النطاق في سبل العيش في مناطق عدّة من البلاد. 

وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو "يجدر بنا مساعدة أفغانستان لتجنّب الوقوع في فخّ الجوع. فملايين الأفغان يعيشون على شفير الكارثة التي ستصيبهم إذا ما نفقت حيواناتهم أو عجزوا عن زراعة محاصيلهم، وسيتسبب ذلك في كارثة". 

"ونحن بحاجة الآن إلى استثمارات عاجلة في الإنتاج الزراعي والحيواني وهو ما سيساعد المانحين على ادخار المال من خلال إعادة البلاد إلى المسار الصحيح لتحقيق الأمن الغذائي".

وتمكّن حزمة المساعدة على زراعة القمح بكلفة قدرها 157 دولارًا أمريكيًا الأسر الزراعية على تلبية احتياجاتها من الحبوب لسنة كاملة مقارنة بمبلغ 080 1 دولارًا أمريكيًا تتطلّبه تغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية لأسرة عادية، وهي كلفة لقلة قليلة القدرة على تحملها في الوقت الراهن. 

وتعدّ الزراعة العمود الفقري لسبل العيش في أفغانستان وتكتسي أهمية حيوية بالنسبة إلى اقتصادها. ويعيش نحو 70 في المائة من الأفغان في المناطق الريفية فيما تستحوذ الزراعة على ما لا يقل عن 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في حين تعتمد نسبة تقدّر بحدود 80 في المائة من مجمل سبل العيش بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الزراعة. 

وتحتاج المنظمة على وجه السرعة إلى مبلغ 115 مليون دولار أمريكي للوصول إلى خمسة ملايين رجل وامرأة وطفل خلال فصل الشتاء هذا وفصل الربيع المقبل. وسوف يستخدم دولار واحد من كل خمسة دولارات من هذا المبلغ لتقديم دعم مباشر للنساء في أفغانستان. وثمة حاجة إلى مبلغ إضافي قدره 85 مليون دولار أمريكي في عام 2022 لتمويل الاستجابة الإنسانية للمنظمة من أجل تجنّب انهيار سبل العيش وحدوث موجة نزوح واسعة النطاق. 

توزيع البذور لإنقاذ المزارعين

تقوم المنظمة حاليًا بتوزيع حزم زراعة القمح لموسم القمح الشتوي في أفغانستان في 31 من أصل 34 مقاطعة في البلاد. وتشمل هذه الحزم بذورًا للقمح عالية الجودة ومرخصًا لها ومحلية الإنتاج وتدريبًا فنيًا لضمان أفضل النتائج الممكنة للمزارعين. 

وتتوجه الحملة إلى 1.3 ملايين شخص للمحافظة على سبل عيشهم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة في حين تعزز المنظمة دعمها الإنساني للمزارعين في المناطق الريفية الكبرى في البلاد حيث يعيش معظم الأفغان. 

ويقول السيد Esmatullah Mirzada، وهو مزارع من قرية صفر خان في محافظة زنداجان في مقاطعة هرات، بعدما  تلقى مؤخرًا البذور والتدريب من المنظمة "لولا حصولنا على بذور القمح المرخص لها هذه، لما تمكنا من زراعة القمح هذا العام". 

غير أنّ الموسم الأعجف قبل الحصاد سيكون قاسيًا وسيتطلب بذل المزيد لإطعام الأسر الريفية وضمان بقائها على قيد الحياة، ويعني ذلك حماية مواشيها لإبقاء حيواناتها الحيوية بالنسبة إليها على قيد الحياة وبصحة جيدة وقادرة على الإنتاج. 

ويقول السيد Richard Trenchard، ممثل المنظمة في أفغانستان "يجب أن يعاود المزارعون الأفغان زراعة منتجاتهم الغذائية من أجل أسرهم ومن أجل أفغانستان وهم بحاجة إلى وصول النقد إلى جيوبهم. فالزراعة لا تنتظر ولا شعب أفغاسنتان قادر على الانتظار". 

عواقب عدم التدخل: النزوح من المناطق الريفية

لقد عاد السيد Trenchard لتوه من زيارة ميدانية إلى المناطق التي عاث فيها الجفاف فسادًا في محافظة زنداجان في مقاطعة هرات. والتقى أيضًا أشخاصًا نازحين داخليًا يعيشون على مشارف مدينة هرات. كانوا مزارعين في مقاطعة غور المجاورة واضطروا إلى مغادرة أراضيهم الزراعية بسبب اليأس. 

ويقول السيد Trenchard "إنّ الوضع كارثي. فكل مزارع تحدثنا معه قد خسر كل ما لديه تقريبًا من محاصيل لهذا العام، واضطر الكثيرون منهم إلى بيع مواشيهم فيما تراكم عليهم كمّ هائل من الديون وقد نفذ لديهم المالي بكل بساطة". 

"إنّ أيًا من المزارعين لا يرغب في ترك أرضه. لكن حينما ينفذ الغذاء وحين تنضب بذور موسم الحصاد الماضي ولا تجد أيًا منها في الحقول وحين تفقد ماشيتك، يكون هذا خيارك الوحيد." 

ويقول السيد Helalading Najmadin، وهو مزارع من قرية كلاي ريغ في محافظة زنداجان: "لقد أدى بنا الجفاف وكوفيد-19 والنزاع المسلح إلى هذا الوضع المأساوي. لم يعد لدى السكان في قريتنا خبز لتناوله".

وأردف قائلاً "لقد جرى تدمير ممتلكاتنا ومواشينا وبفعل عدم توفر البذور المحسنة والأسمدة والمياه، تعذر علينا حصاد أي كمية من القمح". 

وتشير التوقعات إلى تفاقم حالة الجفاف المستشرية في أفغانستان. ومن المتوقع أن يواجه المزارعون والرعاة موجة جفاف للسنة الثانية على التوالي في عام 2022، فيما ستتسبب ظاهرة لا نينيا على الأرجح في أحوال مناخية أكثر جفافًا من المعتاد في أفغاسنتان خلال الأشهر المقبلة. وهذا وضع سيؤدي إلى خطر مجاعة فعلي في عام 2022 ما لم يقدّم دعم فوري على نطاق واسع لحماية هؤلاء الأشخاص وسبل عيشهم في أسرع وقت ممكن.   

وفي حين أنّ الدعم الإنساني لم يكن يومًا أفضل حالاً، غير أنّ وتيرة الارتفاع الحاد في الأسعار والاحتياجات لا تزال أعلى من الموارد المتاحة. 

وبفضل مساعدة المنظمة، يمكن لتوفير العلف للحيوانات ونزع الديدان وسوى ذلك من خدمات أن يحافظ على الغذاء والإنتاج لنحو 8.4 ملايين من المواشي وعلى إنتاج الألبان للأسر المعيشية وأن يدعم الدخل الناجم عن ذلك بمقدار 35 دولارًا أمريكيًا في الأسبوع. 

وإنّ النقد مقابل العمل الموجه إلى الفئات الأضعف، بما في ذلك معدومي الأراضي، يوفر نقدًا منقذًا للحياة في المناطق الريفية خلال الفترة العجفاء، بموازاة تحسين فرص الحصول على المياه في فترات الجفاف من خلال إعادة تأهيل مستجمعات المياه والري ومرافق الشرب الخاصة بالماشية و"الكاريز" (أو شبكات القنوات تحت سطح الأرض).   

مصر الطقس