روما - حضّ المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) السيد شو دونيو اليوم أصحاب المصلحة على تصعيد الاستجابة العالمية لدودة الحشد الخريفية، إذ تواصل هذه الآفة الغازية انتشارها السريع في بلدان وأقاليم جديدة، وتلحق أضرارًا جسيمة بإنتاج الأغذية، وتؤثر سلبًا في الملايين من المزارعين حول العالم. وقد تحدّث السيد شو دونيو لدى الاجتماع الخامس للجنة التوجيهية المعنية بالعمل العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية.
في عام 2016، لم يقم سوى ستة بلدان أفريقية بالإبلاغ عن وجود دودة الحشد الخريفية فيه خارج نطاقها الأصلي. أما اليوم، فيقوم أكثر من 70 بلدًا في أفريقيا والشرق الأدنى وآسيا والمحيط الهادئ بالإبلاغ عن حالات الإصابة بهذه الآفة. وفي أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، تبيّن أن الآفة قد وصلت إلى جزر سليمان في المحيط الهادئ - وهذا تذكير صارخ بأن دودة الحشد الخريفية لا تعترف بأي حدود إذ يتسارع تفشيها عبر أنحاء الكوكب.
وقال المدير العام، في معرض حديثه عن الأضرار الزراعية، إن التقديرات تشير إلى تسبب دودة الحشد الخريفية بخسائر بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي تقريبًا في الغلات السنوية من الذرة في أفريقيا وحدها. كما أن الآفة تقتات بـ80 نوعًا آخر من المحاصيل.
وعلى الرغم من هذا الاتجاه المقلق، كشف المدير العام عن التقدم الكبير المحرز في مكافحة الآفة الذي تحقق في إطار العمل العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية، الذي هو عبارة عن آلية تنسيق كان قد أسسها عام 2019، تغطي أفريقيا والشرق الأدنى ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وشدد المدير العام في ملاحظاته على قابلية توقع تحركات دودة الحشد الخريفية وإمكانية إدارتها مع تجنب أضرارها على نطاق واسع من خلال التعاون المتسق والقوي والفعال على الصعد كافةً.
وأشار إلى أن العمل العالمي يساعد على الربط بين الشركاء الفنيين لتقديم حلول المراقبة القائمة على العلوم، بصورة مباشرة إلى المزارعين في الميدان حيث تشتد الحاجة إليها. وبالمثل، فإنّ الخطوط التوجيهية الفنية الصادرة عن المنظمة للوقاية من الآفة والتأهب لها، والاتفاقية الدولية لوقاية النباتات تساعدان البلدان على ضمان التدابير اللازمة للتخفيف من وطأتها، بحسب ما أضاف السيد شو دونيو.
وأشار المدير العام أيضًا إلى العديد من التحديات التي لا تزال بحاجة إلى معالجتها في مجال مراقبة دودة الحشد الخريفية وإدارتها المستدامة. وإن القيود المرتبطة بجائحة كوفيد-19، والانكماش الاقتصادي، والقدرات المحدودة لتجريب حلول المراقبة وتصعيدها في بعض البلدان، والافتقار إلى الموارد المالية اللازمة لتوسيع نطاق العمل كي يشمل بلدانًا تجريبية، تساهم جميعها في عرقلة تنفيذ العمل العالمي.
وشدد المدير العام على الحاجة إلى مزيد من التمويل، ومزيد من الابتكار الفني، ومزيد من تنمية القدرات للمزارعين، لأجل مساعدة البلدان على الحد من تفشي الآفة والتخفيف من أضرارها وحماية الأمن الغذائي.
كما سلّط السيد شو دونيو الضوء على أهمية تطوير نظم لرصد هجرة الآفة وللإنذار المبكر باعتبار ذلك الخطوة التالية الهامة في مكافحة الآفة. وقد قام نظام الرصد والإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية الذي هو تطبيق جوال مموّل من المنظمة من أجل الاستطلاع الميداني بجمع 000 60 تقرير حتى الآن من 64 بلدًا، فساعد أخصائيي المنظمة على فهم حركة الآفة وإرشاد البلدان في إرساء إجراءات مناسبة للوقاية منها.
خطوات هامة والطريق إلى الأمام
اليوم، قامت اللجنة التوجيهية للعمل العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية، التي تجمع صانعي السياسات الرفيعي المستوى والقادة الاستراتيجيين من أجل تقديم توجيهات برمجية والإشراف على تنفيذ العمل العالمي، باستعراض الإنجازات الرئيسية التي تحققت على مدى العامين الماضيين منذ تأسيسها، كما حللت التحديات الرئيسية، وقدمت مساهمات استراتيجية للتنفيذ في عام 2022 وما بعده.
وبين عامي 2020 و2021، أبلغت بعض البلدان التجريبية عن خسارة في الغلات تراوحت بين 3 و5 في المائة، وهي نسبة تتسق مع الأهداف التي حددها العمل العالمي. فحين تكتشف دودة الحشد الخريفية للمرة الأولى، كثيرًا ما تتكبد البلدان خسائر سنوية في الغلات بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة في المتوسط. ويتمثل أحد الإنجازات الأخرى في تحسين ممارسات إدارة الآفة في عدد من البلدان.
وبالإضافة إلى ذلك، تم وضع مجموعتين رئيسيتين من الخطوط التوجيهية بشأن الإدارة المتكاملة للآفة، وبشأن الوقاية منها والتأهب لها من خلال آلية التنسيق التابعة لمنظمة الاغذية والزراعة، وتم نشرهما بلغات متعددة. ونفّذت سلسلة من الدورات التدريبية على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية استقطبت أكثر من 000 9 مشارك.
وتنطوي المبادرات الرئيسية للعام المقبل على تجريب التكنولوجيات العملية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، وتوفير الإرشاد بشأنها في حقول المزارعين، وإجراء دراسة لأثر العمل العالمي، ووضع بروتوكولات لتقييم التكنولوجيات، والتركيز على تعبئة الموارد على المستويين الإقليمي والوطني.