اخبارنا

slider

منظمة الأغذية والزراعة تكشف عن أسلوب محسّن لقياس الفقر في الريف

روما - يعيش أغلب فقراء العالم في مناطق ريفية، غير أنه من الصعب الإتيان بمعلومات موثوقة ومتناسقة عن أعدادهم وعن أحوالهم.

وللمساعدة على التصدي لهذا النقص في مكافحة الجوع على الصعيد العالمي، نشرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) تقريرًا بالتعاون مع مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية، يقدم مؤشرًا مبتكرًا متعدد الأبعاد للفقر في الريف يعرف باسم R-MPI.

ويوسّع هذا المؤشر نطاق الأساليب الحالية لقياس الفقر في المناطق الريفية عبر التمعن عن كثب في قدرات سكان الريف: أي أمنهم الغذائي، ونوعية تغذيتهم؛ وتعليمهم، ومستويات معيشتهم. فضلاً عن ذلك، أضافت المنظمة ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية جانبين رئيسيين يؤثران على حياة سكان الريف بصفة خاصة وهما: الوصول (أو عدمه) إلى الأصول الزراعية الكافية والتعرض للمخاطر البيئية وغيرها من المخاطر، والحماية الاجتماعية.

وقال السيد Maximo Torero Cullen رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة عند إطلاق التقرير: "على الرغم من أن مجموعةً من المقاييس الخاصة بالفقر موجودة أصلا وتُستخدم بشكل شائع، فإن المعلومات المنسقة عن الفقر في الريف، والقادرة على قياسه بوجه سليم ومتجانس، ليست متاحة بسهولة. ويشتمل R-MPI على مؤشرات مبتكرة بشأن مدى كفاية ملكية الأصول الزراعية، والحماية الاجتماعية الريفية، والتعرض للمخاطر. وفي التطبيق المقترح في التقرير، يستعين مؤشر R-MPI بالابتكارات في ما خص أبعاد المخاطر، حيث يجمع بين المسوح الأسرية وبين البيانات الجغرافية المكانية".

ويستند مؤشر R-MPI إلى فكرة مفادها أن بُعدًا واحدًا، مثل دخل الأسرة المعيشية، لا يبيّن بدقة مدى الفقر في المناطق الريفية. وقد بات من المسلم به على نطاق واسع الآن أن شظف العيش يفوق مجرد حساب فارغ في البنك.

وينعكس هذا المفهوم في المؤشر العالمي المتعدد الأبعاد للفقر (MPI)، الذي كان قد أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية عام 2010 وغطى 109 بلدان و5.9 مليارات نسمة عام 2021.

كما يتضمن مؤشر R-MPI، الذي يوسع نطاق مؤشر MPI العالمي، تركيبةً مبتكرة من البيانات الجغرافية المكانية وبيانات المسوح التي تقيس مدى تعرض سكان الريف للجفاف أو للفيضانات أو لموجات الحرارة.

وقالت السيدة Sabina Alkire، مديرة مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية: "يمثّل إطلاق مؤشر R-MPI المبتكر هذا خطوة أولى مهمة لتحديد بيئة البيانات ومناقشة كيفية الاستمرار في تعزيز فهم الفقر في الريف بهدف القضاء عليه بأشكاله وأبعاده كافةً".

نتائج مفيدة

تتضح فائدة هذه الأداة الجديدة في التقرير المشترك بين المنظمة ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية الذي قام بتجريب المؤشر باستخدام دراسات استقصائية للأسر المعيشية أجريت مؤخرًا في إثيوبيا وملاوي والنيجر ونيجيريا.

ويبيّن التقرير كيف أن مؤشر R-MPI يسجل معلومات إضافية ومختلفة مقارنةً بالمقاييس الأخرى - سواء أكانت مقاييس نقدية أم متعددة الأبعاد لا تشمل الخصائص الريفية. وقد ثبت أن الأبعاد المدرجة تتسم بالكفاءة من وجهة النظر الإحصائية. وقد كان التداخل بين الحرمان النقدي والحرمان غير النقدي بارزًا غير أنّ مؤشر R-MPI يسجل المزيد. ففي ملاوي مثلاً تمكن المؤشر من تحديد نسبة بلغت 14 في المائة من سكان الريف على أنهم فقراء فيما لم يعتبرهم المقياس النقدي فقراء.

كما تم اختبار مؤشر R-MPI في الميدان، وتحديدًا في 64 منطقة ريفية في ملاوي. وطُلب إلى أعضاء المجتمع المحلي استعراض الأبعاد المدرجة في هذا المؤشر استنادًا إلى خبرتهم الحياتية، وتعريف شظف العيش والفقر في الريف بلسانهم.  وفيما تبيّن أن أغلب الأبعاد لها أهمية حاسمة، فقد ظهرت أبعاد أخرى أيضًا كالحالة الذهنية أو المظهر الخارجي. وفيما لا يمكن استخلاص كل هذه الأبعاد بسهولة في الدراسات الاستقصائية الواسعة النطاق، فقد تم اكتساب دروس مهمة بشأن محدودية المقاييس النقدية وأهمية تكييف المقياس مع السياقات الريفية.

ولا يتعلق كل هذا فقط بإنتاج المزيد من البيانات. فمن الممكن أن يؤدي التحديد الأدق لمن هم أشد الفقراء فقرًا، وأين يعيشون، وماهية القيود المحددة التي تمنعهم من التحرر من الفقر في المناطق الريفية، دورًا حاسما في صياغة سياسات أكثر دقة للتعامل مع الفقر والجوع في المناطق الريفية.

وتدعم المنظمة البلدان في تصميم وسنّ سياسات تعالج حالة المزارعين الفقراء والصغار، وتعزز سبل معيشتهم وتحسن قدرتهم على الصمود وعلى الإفلات من براثن الفقر المدقع. ويمكن لمؤشر R-MPI أن يساعد في ذلك، باعتباره أداة توجيهية لصانعي السياسات، وأداة رصد للمشاريع والبرامج التي تسعى إلى معالجة الفقر في الريف. 

مصر الطقس