نيروبي - تتسبب موجة جفاف طويلة الأمد ومتعددة المواسم بأشكال حادة من انعدام الأمن الغذائي في القرن الأفريقي، حيث أمسى الآن ما بين 12 إلى 14 مليون شخص في حال الخطر، مع تواصل ذبول المحاصيل وضعف الحيوانات، على ما حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وشركاؤها اليوم.
وتتصاعد الصراعات حول الموارد مع تزايد المنافسة على المياه والمراعي، كما أن معدلات سوء التغذية ترتفع في المناطق المتضررة في كل من أثيوبيا والصومال وكينيا، ما يسلّط الضوء على ضرورة الحفاظ على سبل العيش الريفية التي تدعم السلام والأمن الغذائي في مختلف أنحاء القرن الأفريقي.
وفي سياق إحاطة إعلامية للمانحين الدوليين في نيروبي، أفادت منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها أن مستقبل الأمن الغذائي في الإقليم سيعتمد اعتمادا كبيرا على أداء موسم الأمطار المقبل، وسط عدم اليقين الذي يحيط بالتوقعات.
وفي حال وقوع السيناريو الأسوأ، الذي تنعدم بموجبه الأمطار كليًا ولا تتلقى المجتمعات المعتمدة على الزراعة الدعم الكافي، من المحتمل أن يرتفع عدد من يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة - حيث تواجه بعض من أشد الأسر تأثرًا ظروفًا "كارثية" على صعيد الجوع.
ويبيّن تحليل جديد نشرته وحدة الأمن الغذائي وتحليل التغذية بشأن الصومال، باستضافة المنظمة، يوم الخميس أن في الصومال وحده يُتوقع لعدد الأشخاص الذين يعانون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي (المرحلتان الثالثة والرابعة من النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي) أن يرتفع من 3.5 إلى 4.1 مليون نسمة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2022 في حال عدم تلقي المعونة الإنسانية في الوقت المطلوب.
وقد استكمل كلّ من نائب المدير العام للمنظمة، السيدة Beth Bechdol والمنسق الإقليمي الفرعي لأفريقيا الشرقية للمنظمة، السيد David Phiri ومدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل في المنظمة، السيد Rein Paulsen زيارةً لكينيا للتوّ بهدف نشر التوعية بشأن الجفاف والاطلاع على عمل الاستجابة الحيوية للمنظمة بما في ذلك في مقاطعتي إيزيولو ومرسابيت في شمال البلاد.
وقالت السيدة Bechdol عقب زيارتها للمجتمعات الكينية التي تعاني من نفوق رؤوس الماعز والأبقار لديها جراء قلة المياه والمراعي: "تزداد دورات الجفاف من حيث الحدة والوتيرة. وقد أصبح العمل الإنساني العاجل ضرورةً لدعم المزارعين والرعاة الآن". مضيفةً أنه: "تتوفر للمجتمع الدولي نافذة ضيقة لمنع وقوع كارثة إنسانية كبرى هنا".
فيما قال السيد Phiri: "لقد سبق أن دُقّ ناقوس الخطر - والآن يتطلب الوضع تصعيد الإجراءات". مضيفًا أنّ "منظمة الأغذية والزراعة قد اتخذت إجراءات استباقية خلال النصف الثاني من عام 2021 في إثيوبيا والصومال وكينيا للتخفيف من آثار الجفاف عن كاهل أكثر من مليون من سكان الريف، وقد تم حتى الآن التخفيف من وطأة الأزمة. ولكن الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهود الأخرى بموازاة تدهور الوضع ومع اقتراب الأزمة".
خطة لمساعدة الأسر الريفية على التأقلم
في إطار خطة منظمة الأغذية والزراعة الجديدة للاستجابة للجفاف في القرن الأفريقي، هناك حاجة ملحة إلى مبلغ 130 مليون دولار أمريكي من أجل توفير مساعدات في فترة زمنية محددة لصالح المجتمعات الشديدة الانكشاف في المناطق المتأثرة بالجفاف في البلدان الثلاثة. وتدعم الخطة إنتاج ما يصل إلى 90 مليون لتر من الحليب وحتى 000 40 طن من المحاصيل الغذائية الأساسية في الجزء الأول من عام 2022، ما يضع أكثر من مليون شخص ممن يعانون درجات عالية من انعدام الأمن الغذائي، في حالة مأمونة.
وبالنسبة إلى الأسر الرعوية، تهدف منظمة الأغذية والزراعة إلى تسليم علف الحيوانات والمكملات الغذائية، وتوفير عيادات متنقلة للصحة البيطرية، ونقل خزانات مياه قابلة للطي سعتها 000 10 لتر إلى المناطق النائية، وتحسين الآبار الموجودة لتشغيلها بواسطة الطاقة الشمسية.
وبالنسبة إلى الأسر الزراعية، تسعى المنظمة إلى توزيع أصناف من الذرة الرفيعة والعادية ولوبياء العين السوداء وغيرها من الحبوب والخضروات المقاومة للجفاف والمبكرة النضج.
وتقوم المنظمة أيضًا بتحويل مبالغ نقدية وبتنفيذ برامج النقد لقاء العمل بغية ضمان حصول أكثر الفئات انكشافًا على الغذاء.