روما - رحّبت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم بمساهمة قدرها 20 مليون يورو قدمتها ألمانيا في سبيل إنقاذ أرواح وسبل معيشة المزارعين والرعاة الأكثر تضررًا من الجفاف في القرن الأفريقي. وهي مساهمة ذات أهمية حيوية تأتي في وقت حرج استجابةً لحالة الطوارئ الناجمة عن الجفاف.
فإن موجة جفاف مطوّلة ومتعددة الفصول تتسبب حاليًا بانعدام الأمن الغذائي الحاد في مختلف أنحاء الإقليم، حيث أصبح ما بين 12 و14 مليون شخص الآن على شفير المجاعة مع استمرار ذبول المحاصيل وضعف الحيوانات. ويستمرّ الوضع في التفاقم بسبب تصاعد الصراعات حول الموارد مع تزايد المنافسة على المياه والمراعي وجائحة كوفيد-19 واستمرار تبعات موجة غزو واسعة النطاق للجراد.
وقد حذّرت المنظمة وشركاؤها مؤخرًا من أنه في حال وقوع السيناريو الأسوأ الذي تنعدم الأمطار بموجبه كليًا ولا تتلقى المجتمعات المعتمدة على الزراعة المعونة على وجه السرعة، من المحتمل أن يرتفع عدد من يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي إلى ما بين 15 و20 مليون نسمة - حيث ستواجه بعض من أشد الأسر تضررًا ظروفًا "كارثية" من حيث الجوع.
ويمثّل الدعم الألماني مساهمةً كبيرة في خطة المنظمة للاستجابة للجفاف في القرن الأفريقي التي تستدعي أكثر من 138 مليون دولار أمريكي لمساعدة المجتمعات الريفية في التأقلم مع الأزمة التي تلوح في الأفق - مع وجوب توفير مبلغ 130 مليون دولار أمريكي من هذا المبلغ الإجمالي في الحال من أجل تمويل الأنشطة من الآن وحتى يونيو/حزيران.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو: "نود أن نشكر حكومة ألمانيا على مساهمتها السخية التي ستساعد في توفير معونة تتسم بالكفاءة والفعالية للمجتمعات المحلية الضعيفة المعتمدة على الزراعة في المناطق الأكثر تأثرًا".
مضيفًا: "إنّ تعزيز الزراعة ودعم سبل المعيشة في المناطق الريفية هو السبيل الأكثر فعاليةً لتلافي أزمة واسعة النطاق للأمن الغذائي. ولا تزال الفجوة الحالية في التمويل تعرقل إلى حد كبير جهودنا لتوفير دعم فوري وكافٍ لإنقاذ الأرواح وسبل المعيشة لمن هم في أمس الحاجة إليه. ولم يفت الأوان بعد لتلافي وقوع كارثة إنسانية في عام 2022، غير أنه لا بدّ من إتاحة الموارد على الفور".
الاستجابة للجفاف ضمن فترة زمنية محددة
بواسطة التمويل الجديد، ستدعم المنظمة أكثر من 000 115 أسرة ريفية منكشفة في البلدان الثلاثة الأكثر تضررًا من الجفاف، أي إثيوبيا والصومال وكينيا. والهدف من ذلك هو توفير إمكانية الحصول على الأغذية وغيرها من السلع والخدمات الأساسية بما فيها المياه للحيوانات والري والخدمات البيطرية والتعليم، مع حماية سبل المعيشة المنتجة واستصلاحها، وإعادة بناء الاعتماد على الذات لدى المجتمعات المتضررة من الجفاف.
وعلى وجه أكثر تحديدًا، ستدعم المنظمة في إثيوبيا 0000 65 أسرة عبر توفير لقاحات للماشية، وبناء 30 عيادة بيطرية، وإعادة تأهيل نقاط المياه، وتخفيض أعداد الحيوانات عن طريق الذبح.
وفي كينيا، سوف تتلقى 000 35 أسرة الرعاية البيطرية لدعم حيواناتها وكتل الأعلاف المغذية للغاية من أجل تغذية الماشية، وهو ما من شأنه أن يمكّن الحيوانات من الاستمرار في درّ الحليب كمصدر للغذاء والدخل للمجتمعات. وبالإضافة إلى ذلك، ستقوم المنظمة بتحويل مبالغ نقدية لضمان وصول أضعف الفئات إلى الأغذية والخدمات الأساسية.
وفي الصومال، ستساعد المنظمة أكثر من 500 16 أسرة بواسطة التحويلات النقدية وبرامج النقد لقاء العمل. وستُستخدم هذه الأموال لتوزيع رزم الأعلاف، والبذور المقاومة للجفاف التي ستُستكمل بدعمٍ للري.
خطة منظمة الأغذية والزراعة لتلافي أزمة الجوع
في إطار الخطة الجديدة للمنظمة للاستجابة للجفاف في القرن الأفريقي، هناك حاجة ملحة إلى مبلغ 130 مليون دولار أمريكي لتوفير مساعدات في فترة زمنية محددة حرجة للأشخاص الشديدي الانكشاف في المجتمعات التي تعيش داخل المناطق المتأثرة بالجفاف في إثيوبيا والصومال وكينيا. وتدعم الخطة إنتاج ما يصل إلى 90 مليون لتر من الحليب وحتى 000 40 طن من المحاصيل الغذائية الأساسية في الجزء الأول من عام 2022.