روما - أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبرنامج الأغذية العالمي مشروعًا لتحسين النمط الغذائي لدى الأطفال في سنّ الدراسة بدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للأغذية والزراعة.
وفي كثير من البلدان، تمثّل الوجبات المدرسية جزءًا كبيرًا من الأنماط الغذائية اليومية للأطفال، ومن الضروري أن تساهم هذه الوجبات بشكل مباشر في احتياجاتهم التغذوية. وستنبثق عن هذه المبادرة بعنوان "الخطوط التوجيهية والمعايير الخاصة بالتغذية والأغذية في المدارس لحماية حق الأطفال والمراهقين في الغذاء" منهجية جديدة لمساعدة أصحاب المصلحة والمؤسسات على المستوى الحكومي في وضع وتنفيذ معايير تغذوية لتوفير وجبات مدرسية صحية أفضل وأعلى جودة للأطفال من جميع الأعمار.
وسيعدّ هذا المشروع أيضًا توجيهات للمدارس من أجل تنفيذ استراتيجيات عمليّة للتثقيف حول الأغذية، بما يشمل سبل استخدام قوائم الوجبات المدرسية كمواد تعليمية في الصفوف، أو سبل استخدام المراهقين لهذه المعايير للتوصّل إلى وجبات مغذية. وسيجري أيضًا تشجيع التدخلات الرامية إلى مواصلة تحسين البيئة الغذائية المدرسية، مثل تقييد تسويق المشروبات ذات المحتوي العالي من السكر داخل المدارس.
وسيركّز جزء رئيسي من المشروع على دعم الجهات الفاعلة الوطنية لإدماج معايير التغذية الجديدة في التشريعات، عن طريق إجراء دراسات تشريعية وتنمية القدرات. وأخيرًا، سيجري تشجيع روح الملكية لدى المجتمعات المحلية في جميع مراحل العملية عن طريق تعزيز الآليات على مستوى المدارس مثلًا حيث يمكن للطلاب وذويهم الإبلاغ عن عدم الامتثال للمعايير التغذوية.
وتوضح السيدة Nancy Aburto، نائب مدير شعبة الأغذية والتغذية في المنظمة قائلة: "تسعى منظمة الأغذية والزراعة، من خلال هذه المجموعة الشاملة والدعم الفني لتحسين الوجبات المدرسية، والبيئات الغذائية المدرسية الأوسع نطاقًا وعمليات الشراء من النظم الغذائية المحلية، إلى دعم الحكومات والمؤسسات من أجل توفير أغذية صحية بقدر أكبر للأطفال والمراهقين في المدارس، ما يشكل خطوة إلى الأمام نحو ضمان حقهم في الغذاء".
وتقول السيدة Carmen Burbano، مديرة شعبة البرامج المدرسية في برنامج الأغذية العالمي: "ثمة توافق عالمي في الآراء اليوم حول الحاجة إلى وجبات مدرسية ومنافعها لمختلف القطاعات. فالوجبات المدرسية لا تقتصر على الطبق الغذائي، بل بإمكانها التأثير على التعليم والتغذية والصحة والزراعة والنظم الغذائية". ولكي تحقق هذه البرامج إمكاناتها الكاملة، علينا أن نعمل على جيل مقبل من برامج الوجبات المدرسية، وهي برامج تساهم في نظم غذائية مستدامة وتضمن حصول الأطفال على وجبات صحية ومغذية.
وسوف يقوم بلدان اثنان هما كمبوديا وغانا بتجريب هذه المنهجية ومجموعة التوجيهات لغرض جمع تعقيبات مباشرة عن مدى فائدتها. وسيجري بعد ذلك تعديل كل من المنهجية ومجوعة التوجيهات ووضعهما في صيغتهما النهائية عن طريق حلقات عمل إقليمية وعالمية.
ويتماشى هذا المشروع مع الالتزام بتقديم الدعم من جانب خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة تجاه التحالف العالمي للوجبات المدرسية، وهدفه المتمثل في ضمان حصول كل طفل على وجبة يومية صحية في المدرسة بحلول عام 2030.
وهو يساهم كذلك في تحقيق عدّة أهداف من بين أهداف التنمية المستدامة، ولا سيّما الأهداف 2 (القضاء على الجوع) و3 (الصحة الجيدة والرفاه) و4 (التعليم الجيد).