اخبارنا

slider

قابلية تأثر إقليم آسيا والمحيط الهادئ بجائحة كوفيد-19 تؤدي إلى تسريع وتيرة اعتماد التكنولوجيات الرقمية في النظم الزراعية والغذائية


دكا/ روما - قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، إن النظم الزراعية والغذائية في إقليم آسيا والمحيط الهادئ قد تأثرت بشكل خاص بالصدمات الناشئة عن جائحة كوفيد-19 وغيرها من التحديات، ما أدى إلى تسريع وتيرة اعتماد التكنولوجيات الرقمية.

وقد تناول السيد شو دونيو الكلمة في حدث خاص بعنوان "الابتكار والعلوم والرقمنة: تحويل النظم الزراعية والغذائية في إقليم آسيا والمحيط الهادئ"، نُظّم خلال الدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر المنظمة الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ. وقال إن النظم التي تحكم الطريقة التي نقوم بواسطتها بإنتاج أغذيتنا وتوزيعها واستهلاكها "تأثرت أيّما تأثر بالصدمات الناشئة عن الجائحة وغيرها من التحديات"، وإن إقليم آسيا والمحيط الهادئ "معرض بشكل خاص لهذه الصدمات".

وأوضح السيد شو دونيو قائلًا "لقد دفعتنا الجائحة إلى إعادة النظر في أولوياتنا ونهجنا، وأماطت اللثام عن مدى أهمية إقامة مجتمعات أكثر استدامة وقدرة على الصمود"، مضيفًا أن التكنولوجيات الرقمية تؤثر بشكل كبير على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا وتؤدي إلى تحويل أسواق الأغذية الزراعية. واسترسل قائلًا "لقد تم تسريع وتيرة هذا التحوّل بفعل جائحة كوفيد-19".

ويتعذر على 40 في المائة من سكان إقليم آسيا والمحيط الهادئ تحمّل كلفة نمط غذائي صحي؛ وفي بعض المناطق، شهدت الجهود المبذولة من أجل تحقيق هدفي القضاء على الفقر (الهدف 1) وعلى الجوع (الهدف 2) من أهداف التنمية المستدامة الأمم المتحدة، انتكاسة.

ومن جهة أخرى، تزايد التحرك نحو الابتكار والرقمنة على امتداد سلسلة قيمة الأغذية الزراعية برمتها. ففي مجال البيع بالتجزئة وشراء المواد الغذائية، تتم أربع عمليات من أصل كل خمس عمليات شراء الأغذية والبقالة على الإنترنت في الإقليم.

وفي الوقت ذاته، يقوم عدد متزايد من أصحاب المشاريع في الدول الجزرية الصغيرة النامية في المحيط الهادئ بتطوير أفكار، مثل تطبيقات الهواتف الذكية، تساعد المنتجين والمستهلكين على اتخاذ خيارات مستنيرة في مجال التغذية. ويساعد تسخير البيانات على تحسين سلسلة إمداد الأسواق بالسلع الزراعية ورسم خرائط المناطق المعرضة للظواهر الجوية القصوى.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث شهد أيضًا مشاركة وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى من سري لانكا وفانواتو وبنغلاديش ومنغوليا، سلطوا على مجموعة من مجالات التركيز الرئيسية للابتكار من تحسين إدخال البيانات وجمعها، إلى ربط المنتجين بالأسواق، واستخدام التكنولوجيا لجعل الزراعة مهنة أكثر جاذبية للشباب وأهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وشدّدت رئيسة العلماء في المنظمة، السيدة أسمهان الوافي، على عدم وجود "نهج واحد يناسب الجميع". وأضافت قائلة "ثمة حاجة إلى نهج شامل لتحويل النظم الزراعية والغذائية، نهج يسخر إمكانات التكنولوجيات والابتكار".

الابتكار الرقمي يمهد الطريق للإمكانات

قال السيد شو دونيو إن الابتكار الرقمي في الزراعة ينطوي على إمكانية خلق فرص العمل وسد الفجوة القائمة بين المناطق الحضرية والريفية وتمكين الشباب والنساء من الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا والأسواق، ما يساعد على القيام بما يلي:

  • تيسير الوصول إلى الأسواق؛
  • وتلبية الطلب المتزايد على الأغذية المأمونة والمغذية عن طريق إمكانية التتبع الرقمي؛
  • وإدارة الموارد الطبيعية على نحو أفضل؛
  • والمساهمة في تحقيق نمو عالي الجودة في الإنتاجية بفضل الأدوات الرقمية للإرشاد؛
  • وضمان الإدماج.

وإن انتشار التكنولوجيات النقالة وخدمات الاستشعار عن بعد والخوادم المترابطة يؤدي فعلًا، في قطاع الأغذية الزراعية، إلى تحسين وصول أصحاب الحيازات الصغيرة إلى المعلومات والمدخلات والأسواق، وزيادة الإنتاج، وترشيد سلاسل الإمداد، وخفض التكاليف التشغيلية.

تحويل الرؤية إلى دعم ملموس

اعتمدت المنظمة عددًا من البرامج والمبادرات بهدف تحويل هذه الرؤية إلى دعم وخدمات ملموسة لأعضائها:

ويشمل ذلك محفظة خدمات التكنولوجيا الرقمية لمنظمة الأغذية والزراعة التي تقود المفهوم الشامل لمنظمة رقمية داخل منظومة الأمم المتحدة؛ ومبادرة 000 1 قرية رقمية التي تسعى إلى تحويل القرى إلى مراكز رقمية للمساعدة في تسريع وتيرة التحوّل الريفي وتقليص الفجوة الرقمية، بما في ذلك القضايا الجنسانية وتقليص الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية؛ والمنصة الجغرافية المكانية التابعة لمبادرة "العمل يدًا بيد" وهي منفعة عامة رقمية لوضع خرائط بيانات تفاعلية، وتحليل الاتجاهات، وتحديد الفجوات والفرص في الوقت الفعلي من أجل استهداف الاستثمارات على نحو أفضل؛ والمنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية التابعة للمنظمة التي تهدف إلى جمع أصحاب المصلحة كافة من أجل حوار بناء بشأن استخدام التكنولوجيات الرقمية لأغراض الزراعة.

وبالإضافة إلى ذلك، قال السيد شو دونيو إن المنظمة تساهم أيضًا في خريطة طريق الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التعاون الرقمي من خلال دعم المنافع العامة الرقمية.

وسيتم دعم الرقمنة من خلال استراتيجية المنظمة المواضيعية الأولى الخاصة بالعلوم والابتكار، التي ستشمل أيضًا المجالات الاجتماعية والمؤسسية والسياسية والمالية. وهذه الاستراتيجية مصمّمة من أجل تعزيز قدرة المنظمة على توفير توجيهات بخصوص التكنولوجيات الجديدة والناشئة، ولا سيما للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تعترض سبيلها تحديات كثيرة في الوصول إلى العلوم والابتكار. كما تسعى إلى تيسير جمع مختلف الجهات الفاعلة معًا للتعاون على الارتقاء بمستوى الابتكارات التي تبشر بالخير.

ومن بين القضايا التي من المتوقع أن تتناولها الاستراتيجية المواضيعية الجديدة، هناك: تعزيز الرابط بين المختبرات والميدان والوصول إلى التكنولوجيا؛ وتعزيز حلقة الوصل بين العلوم والسياسات لضمان وضع استراتيجيات قوامها الأدلة؛ والقضايا التنظيمية والمتعلقة بالحوكمة؛ والبحوث المشتركة بين التخصصات وضمنها؛ وتعزيز الحوار والتواصل بشأن القضايا العلمية المثيرة للجدل، بما يشمل عدم توازن القوى السائد وانعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية الذي يؤثر على العلوم والابتكار.

وتتفرد المنظمة بوضع يمكّنها من دعم أعضائها في تعزيز أطر السياسات الوطنية للنهوض بالعلوم والابتكار وتحديد أولويات البحوث وإحالتها إلى مؤسسات البحوث الرئيسية.

وتلخص المنظمة المهمة الملقاة على عاتقها في مجال تحويل النظم الزراعية والغذائية، في أنها تتمثل في العمل على تحقيق إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

مصر الطقس