اخبارنا

slider

وقف إزالة الغابات: منظمة الأغذية والزراعة تقترح حلولًا لتعزيز أوجه التآزر القائمة بين الزراعة والغابات

بروكسل/روما - يشكّل وقف إزالة الغابات أمرًا لا غنى عنه للقضاء على الجوع ومعالجة أزمة المناخ وضمان سبل كسب عيش المجتمعات الريفية ومجتمعات الشعوب الأصلية، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الحياة البرية والتنوع البيولوجي.

ويفيد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، أن هذا الأمر يقتضي مزيجًا من الإرادة السياسية واتساق السياسات والتمويل المناسب والمشاركة الواسعة النطاق لأصحاب المصلحة.

وقال السيد شو دونيو، في كلمة ألقاها اليوم في اجتماع رفيع المستوى في بروكسل اشتركت في تنظيمه كل من المنظمة والرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، "يجب علينا الترويج للحلول التي تصب في مصلحة الجميع من أجل زيادة الإنتاج المستدام، بموازاة وقف إزالة الغابات".

وقد نشأت إزالة الغابات، على مدى عقود من الزمن، جراء تحويل الغابات إلى أراضٍ زراعية. وتعزى هذه المنافسة على الأراضي إلى أسباب متعددة، منها النمو السكاني، ومستويات الدخل، وأنماط استهلاك الأغذية والإتجار بها، وانعدام أمن حيازة الأراضي، وعدم فعالية حوكمة استخدام الأراضي.

والجدير بالذكر أن الكثير من هذه العوامل يؤثر أيضًا على الأمن الغذائي والتغذية.

وقال السيد شو دونيو "يجب علينا معالجة المقايضات وتعظيم أوجه التآزر القائمة بين النظم الزراعية والغذائية والغابات للتصدي فعلًا للتحدي المتمثل في إنتاج أغذية آمنة وصحية وبكميات كافية لعدد متزايد من السكان، بموازاة صون مواردنا الطبيعية وتنوعنا البيولوجي".

وقال السيد شو دونيو إن تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة يتطلب زيادة الاستثمارات السياسية والمالية والفنية.

وفي الوقت الذي تكتسب فيه الحلول القائمة على السوق أهمية، يجب اقترانها بإجراءات تسعى إلى دعم أضعف الجهات الفاعلة في سلاسل الإمداد المستهدفة. ويستلزم ذلك تمكين وتحفيز أصحاب الحيازات الصغيرة والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. وقال السيد شو دونيو إن مشاركة هذه المجتمعات مهمة للغاية نظرًا إلى أنها تقوم بإدارة حوالي نصف الغابات والأراضي الزراعية حول العالم.

وتخلّلت الحدث الذي عقد في بروكسل تحت عنوان "الغابات من أجل سبل كسب العيش والمناخ والتنوع البيولوجي: مسارات الحلّ لوقف إزالة الغابات"، مداخلات أيضًا قام بها، ضمن مشاركين آخرين، وزير الزراعة الفرنسي، معالي السيد Julien Denormandie الذي تتولى بلاده حاليًا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وقال معالي السيد Denormandie "تشكّل مكافحة إزالة الغابات بكل حزم، على الصعيد العالمي، هدفًا نتشاطره جميعًا بإلحاح لا يخفى على أحد منا. ولذلك، علينا العمل الآن والعمل على وجه السرعة". وأضاف قائلًا "نود العمل يدًا بيد من أجل تحسين استدامة سلاسل القيمة وتهيئة ظروف جماعية، من خلال معايير متبادلة، بما يعود بالمنفعة على الجميع، من أجل المناخ والصحة والتنوع البيولوجي، دون أن يغيب عن بالنا هدف الأمن الغذائي".

الحفاظ على الزخم

وقد صُمِّم هذا الحدث للحفاظ على مستوى رفيع من الزخم بشأن وقف إزالة الغابات وتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي، وعرض أفضل الممارسات من مختلف الأقاليم.

ويأتي ذلك غداة الحوار الاستراتيجي الذي عقد في مايو/أيار 2021 بين المنظمة والاتحاد الأوروبي، والذي اعتبر الغابات جزءًا لا يتجزأ من الأولويات المتفق عليها البارزة في خمسة مجالات مواضيعية، وهي: (1) النظم الغذائية وصحة واحدة؛ (2) وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والموارد الطبيعية؛ (3) والأزمات الغذائية والأمن الغذائي وسبل كسب العيش القادرة على الصمود؛ (4) والاستثمارات والسياسات المستدامة في مجال سلسلة القيمة الغذائية الزراعية؛ (5) وتحويل النظم الزراعية والغذائية من خلال الرقمنة.

وتستند هذه الرؤية بشأن الأولويات والاستجابات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة إلى شراكات وبرامج طويلة الأمد، بما فيها برنامج الأمم المتحدة للتعاون في مجال خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية، وبرنامج إنفاذ القوانين والحوكمة والتجارة في قطاع الغابات المشترك بين المنظمة والاتحاد الأوروبي، وبرنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية، وبرنامج العمل على مكافحة التصحّر لدعم مبادرة الجدار الأخضر العظيم للصحراء والساحل والتعاون بين بلدان الجنوب.

مصر الطقس