اخبارنا

slider

برنامج الأمم المتحدة للبيئة ينضمّ إلى التحالف الرامي إلى تنفيذ نهج صحة واحدة

روما/ جنيف/ نيروبي/ باريس - تم إحراز تقدم ملحوظ خلال العام الماضي في العمل الرامي إلى التصدي للتحديات الماثلة أمام صحة الإنسان والحيوان وسلامة النظام الإيكولوجي، باتباع نهج أكثر تكاملًا، وفقًا لما أفاد به رؤساء ثلاث منظمات دولية تتعاون في هذه القطاعات في ضوء توسّع المجموعة لتشمل هيئة رابعة وهي برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

فأصبحت الشراكة الثلاثية، التي تضمّ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والمنظمة الدولية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية، خلال هذا الأسبوع في اجتماعها التنفيذي السنوي، تُعرف اليوم بشكل رسمي بالشراكة الرباعية بفضل توقيعها على مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

ويهدف نهج "صحة واحدة" إلى تحقيق توازن مستدام والوصول إلى درجة مثلى من الصحة لدى الإنسان والحيوان والنُظم الإيكولوجية والبيئة الأوسع نطاقًا. ويحشد هذا النهج طاقات قطاعات وتخصصات وأوساط متعددة لكي تعمل معًا من أجل تعزيز الرفاه والتصدي للمخاطر التي تهدد الصحة والنظم الإيكولوجية. وهو يسعى كذلك إلى معالجة الحاجة الجماعية إلى المياه النظيفة والطاقة والهواء، والأغذية الآمنة والمغذية، واتخاذ إجراءات للتصدي لتغير المناخ، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة: "لقد أصبحنا أقوى مع انضمام برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى الشراكة الثلاثية" ثم أضاف قائلًا "يعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالفعل في مجالات ذات صلة بعمل المنظمات الثلاث". وتشير مذكرة التفاهم إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة بوصفه الهيئة التي "تحدد جدول الأعمال في مجال البيئة وتشجّع على تنفيذ البُعد البيئي للتنمية المستدامة بصورة متسقة داخل منظومة الأمم المتحدة كجهة رسمية تدافع عن قضايا البيئة العالمية".

وسيركّز عمل هذا التحالف الموسّع حديثًا على خطة العمل المشتركة الخاصة بنهج صحة واحدة التي تتضمن ستة مسارات عمل رئيسية، وهي: تعزيز قدرات البلدان على تمتين نظمها الصحية في إطار نهج صحة واحدة؛ والحد من المخاطر الناجمة عن الأوبئة والجائحات الحيوانية المصدر أو عودة ظهورها؛ ومكافحة الأمراض الحيوانية المصدر المتوطنة، والأمراض المدارية المهملة، والأمراض المنقولة بالنواقل، والقضاء عليها؛ وتعزيز تقييم المخاطر التي تهدّد سلامة الأغذية، وإدارتها والإبلاغ عنها؛ والحد من الجائحة الصامتة المتمثلة في مقاومة مضادات الميكروبات، وإدماج البيئة على نحو أفضل في نهج صحة واحدة.

التحدّي الرئيسي: تنفيذ الخطة

وعند تسليم منظمة الأغذية والزراعة الرئاسة الدورية للأمانة إلى منظمة الصحة العالمية، أشار السيد شو دونيو، المدير العام إلى التقدّم الكبير الذي أُحرز خلال العام الماضي في الجهود الرامية إلى وضع خطة العمل بشكل جماعيّ. وأضاف قائلًا: "يتمثل التحدي اليوم في تنفيذ هذه الخطة: فكيف نجسّد عملنا في الميدان لدعم أعضائنا؟ وكيف نقوم بحشد التمويل وإنشاء آليات التمويل دعمًا لخطة العمل المشتركة؟"

وقال السيد Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في ملاحظاته الافتتاحية: "علينا أن نبني هيكل حوكمة لصحة واحدة يكون أكثر شمولًا وتنسيقًا على المستوى العالمي. وإننا بحاجة إلى قوى عاملة متينة، وإرادة سياسية ملتزمة، واستثمارات مالية مستدامة. ويتعين علينا أن نضع أسلوبًا استباقيًا بقدر أكبر للتواصل وإشراك القطاعات والتخصصات والأوساط من أجل إحداث التغيير المنشود ".

وأثنت السيدة Monique Eloit المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، على الإنجاز الرئيسي الذي تم تحقيقه في ضوء التوقيع على مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة قائلةً: "يسرّني اليوم بصفة خاصة توسيع نطاق تعاوننا الثلاثي ليشمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة باعتباره شريكًا مساويًا. وستساهم ولايته وخبرته وشبكاته بشكل كبير في النهوض بنهج صحة واحدة. وإنّ هذا الفصل الجديد في شراكتنا سيجعلنا أقوى وأكثر استعدادًا لخدمة أعضائنا والتصدّي للتحديات الصحية العالمية".

وقالت السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "الواضح لجميع الجهات المعنية بنهج صحة واحدة هو أنه ليس بإمكان أي قطاع أن يحلّ المشاكل الكثيرة التي نواجهها وحده. وللحفاظ على صحة الإنسان والحيوان وسلامة البيئة - ما من شأنه ضمان مستقبل هذا الكوكب ذاته - فإننا نحتاج إلى المزيد من التعاون والشراكات. إننا بحاجة إلى الوقوف معًا والعمل معًا إذا أردنا أن نزدهر معًا. وإنّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بوصفه أجدد عضو في هذا التحالف، مستعدّ للاضطلاع بدوره وذلك باعتباره شريكًا مساويًا".

زيادة التوعية بنهج صحة واحدة

في ظلّ دخول العالم السنة الثالثة على التوالي لجائحة كوفيد-19، وما يترتب على ذلك من كلفة تقدّر بقيمة تتراوح بين 8 و16 تريليون دولار، زاد الوعي والاعتراف الواسع بأهمية صحة واحدة باعتبارها نهجًا طويل الأجل وقابلًا للاستمرار ومستدامًا. ويندرج اليوم نهج صحة واحدة بشكل راسخ في جدول الأعمال العالمي، انطلاقًا من مجموعة السبعة ومجموعة العشرين وصولًا إلى قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية. ولدعم التحالف العالمي لنهج صحة واحدة، تم وضع الالتزام بنهج صحة واحدة خلال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، الذي يهدف إلى إرساء المشاركة على امتداد القطاعات والتخصصات وعلى مستويات المجتمع كافة. وسيساعد هذا الالتزام على تحديد مسارات تحويل النظم الزراعية والغذائية الوطنية في إطار أعمال متابعة القمة.

وقد شهد العام الماضي أيضًا تنفيذ الشراكة الثلاثية لعدد من المبادرات الأخرى المتصلة بنهج صحة الواحدة بما يشمل تلك المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات. وقد اضطلع فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالصحة الواحدة بدور علمي واستشاري هام في هذا الصدد. وتم تعزيز المنصات الإقليمية المعنية بنهج صحة واحدة، فيما شرعت منصات جديدة في تبادل المعلومات وأفضل الممارسات. وقد أُحرز تقدم هام أيضًا في وضع إطار مشترك بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، وإنشاء الفريق القيادي العالمي المعني بمقاومة مضادات الميكروبات، وفي العمل من أجل إنشاء منصة للشراكة المتعددة أصحاب المصلحة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، من شأنها تعبئة الموارد واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات التي تهدد حياة ملايين الأشخاص. وتبيّن هذه الإنجازات التعاون الناجح بين المنظمات الثلاث وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يحقق اليوم إنجازًا هامًا جديدًا بالتوقيع على اتفاق تعاون رسمي.

مصر الطقس