كيتو، إكوادور/ روما - حددت بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الأولويات التي من شأنها توجيه عمل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في الإقليم خلال السنتين المقبلتين.
اختُتمت الدورة السابعة والثلاثون للمؤتمر الإقليمي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي يوم الجمعة في كيتو، إكوادور، بعد خمسة أيام من المناقشات. وكان من بين المشاركين فخامة السيد Guillermo Laso، رئيس إكوادور، ومعالي السيد Ariel Henry، رئيس وزراء هايتي، والسيد Alfredo Borrero نائب رئيس إكوادور، إلى جانب 41 وزيرًا و23 نائب وزير دولة، والسيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة.
وقال المدير العام للمنظمة في ملاحظاته الختامية: "لا بدّ لإقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي أن يواجه لا بل يتعين عليه أن يواجه التحديات الماثلة أمامه وأن يضطلع بدور قيادي في مجالي الأغذية والزراعة في العالم. فالأمن الغذائي في العالم يقتضي ذلك. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة".
وتشاطرت البلدان خلال المؤتمر الإقليمي معلومات عن إبداعاتها والتدابير التي تتخذها لتحويل نظمها الزراعية والغذائية. وقال السيد شو دونيو: "يسرني أن أقول إنّ هذا المؤتمر الإقليمي ينتهي بنجاح كبير. لقد وضعتم بوضوح خارطة الطريق الإقليمية للتقدّم نحو هذا التحوّل العظيم في الأولويات الإقليمية الثلاث التي قمتم بإقرارها".
وقال السيد Pedro Álava، رئيس المؤتمر الإقليمي ووزير الزراعة في إكوادور: "أودّ أن أتوجّه بالشكر إلى وفود البلدان الأعضاء على تخصيصها الوقت لزيارة إكوادور، ولتواجدها هنا لتبادل الآراء بشأن مسائل هامة جدا بالنسبة إلى الإقليم في ما يتعلق بالأغذية والزراعة".
وشارك في المؤتمر 586 شخصًا، بمن فيهم ممثلو القطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، ومنظومة الأمم المتحدة، فيما حضره أكثر من 000 34 شخص بواسطة الإنترنت. واختارت البلدان الأعضاء غيانا بوصفها البلد المضيف للمؤتمر الإقليمي المقبل المزمع عقده في عام 2024.
الأولويات الإقليمية الثلاث
اتفق المشاركون على ثلاث أولويات إقليمية رئيسية، بما يشمل بناء نظم زراعية وغذائية مستدامة لضمان أنماط غذائية صحية. وفي هذا السياق، ستساعد منظمة الأغذية والزراعة البلدان على ضمان حصولها المادي والاقتصادي على أغذية مأمونة ومغذية، وتشجيع الأنماط الغذائية الصحية والسياسات والبرامج الصحية دعمًا لـ104 ملايين شخص يعانون من السمنة و60 مليون شخص يعانون من الجوع.
ويوضح السيد Julio Berdegué، ممثل المنظمة الإقليمي قائلًا: "في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، لا يُعزى الجوع إلى الافتقار إلى الغذاء. ولا يرجع الجوع إلى عدم قيام المزارعين بعملهم. هناك جوع لأنّه هناك الكثير من اللامساواة والفقر."
أما الأولوية الإقليمية الثانية فهي المجتمعات الريفية المزدهرة والشاملة. إذ يعاني حوالي نصف سكان الأرياف في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي من الفقر، ويعيش شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص في فقر مدقع، فيما يعمل 82 في المائة من العاملين في الزراعة وصيد الأسماك في ظروف غير رسمية.
وتتمثل الأولوية الإقليمية الثالثة للمنظمة في الزراعة القادرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ. وهذا يعني التزامًا قويًا بوقف إزالة الغابات، وتشجيع تربية المواشي على نحو مستدام ومنخفض الانبعاثات، وتشجيع إعادة تشكيل الكربون في التربة وإصلاح النظم الإيكولوجية الزراعية المتدهورة.
الابتكار والرقمنة
الابتكار شرط مسبق لتحقيق الأولويات الإقليمية الثلاث، وإنّ منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بجعل كل مبادرة من المبادرات الإقليمية للمنظمة محرّكا للابتكار، وأن ينطوي كل مشروع على عنصر رقمنة قوي، وهو أمر ضروري لتحويل النظم الزراعية والغذائية للمجتمعات الريفية.
والابتكار عنصر محوري في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031: فهو يسعى إلى تشجيع إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل من دون ترك أي أحد خلف الركب، وقامت البلدان بتحليل هذا الإطار خلال المؤتمر الإقليمي بهدف تكييفه مع احتياجاتها وظروفها.
وقال المدير العام للمنظمة في بيانه الختامي: "إنّ هذه الأولويات الإقليمية هي الجذور التي سترسّخ الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 بعمق في التربة الخصبة لهذه الأرض الرائعة. عليكم أنتم أن تأخذوا بزمام الأمور لأن منظمة الأغذية والزراعة هي منظمتكم. أنتم تحكمون ونحن ملتزمون بالعمل لتحقيق أولوياتكم".