اخبارنا

slider

الصومال: بيانات جديدة تظهر كيف أنّ الجفاف في القرن الأفريقي يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجوع الحاد


روما - حذّرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) من أنّ بيانات جديدة وخيمة عن الجوع في الصومال تلقي مزيدًا من الضوء على الـتأثيرات المحبطة للجفاف المنتشر على نطاق واسع على منطقة القرن الأفريقي وتشدد على الأهمية الحاسمة للمعونة الزراعية الواسعة النطاق من أجل المحافظة على قدرة الأسر الريفية على الاعتماد على ذاتها وتغذية نفسها وبقائها في أراضيها.

ويشير الآن آخر تقييم للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية في الصومال إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع من مستوى الأزمات أو حالات الطوارئ أو الكوارث سوف يتخطى 6 ملايين نسمة مع حلول شهر يونيو/حزيران - أي ما يعادل 38 في المائة من سكان البلاد. ويشير التحليل كذلك إلى أنّ عددًا قدره 000 81 شخص موجودين في بؤر جوع محددة عرضة لخطر الموت أو التضور جوعًا.  

ويوضح السيد Rein Paulsen، مدير حالات الطوارئ في المنظمة "إنّ هذه الأرقام المخيفة هي أبلغ مؤشر حتى اليوم عن تردي الأوضاع. فملايين الأشخاص في مختلف أرجاء القرن الأفريقي معرضون لخطر الهبوط إلى مستويات أشدّ حتى من الجوع بفعل التأثيرات المتتالية للجفاف على سبل عيش الأشخاص والأصول الإنتاجية للأسر المعيشية والإنتاج المحلي للأغذية".  

وهذا هو موسم الجفاف الرابع غير المسبوق الذي يطال هذه المجتمعات المحلية إلى جانب تأثيرات أخرى كالصراعات وجائحة كوفيد-19 والتحديات على مستوى الاقتصاد الكلي والطفرة الأخيرة في الجراد الصحراوي، على حد ما أشار إليه السيد Paulsen. ونتيجة لذلك، تقلصت السبل المتاحة للأشخاص لإنتاج الأغذية وكسب الدخل إلى حد اللاعودة.  

وقبل إصدار البيانات الجديدة الخاصة بالصومال، كانت التقديرات تشير إلى وجود 13.1 إلى 14.1 مليون نسمة في الإقليم يعانون من مستويات أزمة أو مستويات أسوأ (بحسب نظام التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والحالة الإنسانية) من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى شهر مايو/أيار 2022 فقط بسبب الجفاف. ومن بين هؤلاء، يعيش 5.5 إلى 6.5 ملايين منهم في جنوب إثيوبيا و4.1 ملايين في الصومال و3.5 ملايين في كينيا. وفي حال احتساب الأرقام الجديدة لنظام التصنيف الخاصة بالصومال، ترتفع التقديرات الإقليمية هذه إلى 15 -16 مليون نسمة.

وفي ظلّ الانطلاقة الخجولة للأمطار والتوقعات القاتمة لما تبقى من موسم الأمطار، فمن غير المرجح أن تساعد أمطار الربيع الحالية كثيرًا على تحسين الأوضاع.  

وقال السيد Paulsen "إنّ الطريقة الوحيدة لتجنب أزمة غذاء كارثية تؤدي إلى النزوح من المناطق الريفية هي من خلال العمل فورًا على نطاق واسع لتمكين المزارعين والرعاة من إطعام أسرهم وإرواء حيواناتهم التي تعليهم والمحافظة عليها بصحة جيدة ومنتجة، وتجنب بيع سوى ذلك من أصول إنتاجية أساسية لقاء حصولهم على وجبة طعامهم المقبلة".

تمويل غير كافٍ للمعونة الزراعية - الحاسمة الأهمية للقدرة على الصمود

في 17 يناير/كانون الثاني 2022، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة نداء عاجلاً لتأمين 138 مليون دولار أمريكي من التمويل للأنشطة الإنسانية لغرض توفير مجموعة من خدمات الإغاثة لأسر الرعاة والمزارعين الذين اضمحلّت سبل عيشهم بفعل الجفاف.

وتشمل العناصر الرئيسية في خطة الاستجابة التي وضعتها المنظمة مجموعة من تدابير الدعم. وهي تتمثل في مجموعة من الأنشطة من بينها إبقاء حيوانات الرعاة على قيد الحياة والمحافظة على إنتاجيتها من خلال تأمين العلف والمياه والرعاية البيطرية؛ وتوزيع أصناف مقاومة للجفاف وذات النضج المبكر من الذرة الرفيعة والذرة واللوبياء السوداء العين وغيرها من أنواع الفاصولياء والخضروات للأسر التي تقوم بزراعة المحاصيل، واستخدام التحويلات النقدية وبرامج النقد مقابل العمل لضمان حصول الفئات الأشدّ ضعفًا على الأغذية (لمعرفة المزيد).  

غير أنّ المنظمة لم تؤمّن حتى الآن سوى مساهمات بقيمة 50 مليون دولار أمريكي.  

واعتبر السيد Paulsen أنّ خبرة المنظمة في هذه المنطقة خلال الاستجابة لطفرة الجراد الصحراوي في سنة 2020 قد أظهرت أنّه بالإمكان، من خلال العمل على نطاق واسع لتقوية المجتمعات المحلية الريفية التي تتحمل العبء الكامل خلال الصدمات الكبرى، تجنب حدوث أزمات غذائية.

وقال "خلافًا لما حدث في حينه، عندما اجتاحت أسراب الجراد من كل حدب وصوب بين ليلة وضحاها المراعي والحقول، ها نحن نشهد اليوم تجلي كارثة ببطء من دون أن تحظى للأسف بالقدر نفسه من العناية".

وأردف قائلاً "لكن من المهم إدراك أنّ حجم الدمار من حيث الجوع وخسارة سبل العيش سيكون مروعًا ما لم يُبذل المزيد من أجل دعم المجتمعات المحلية الريفية على الفور".  

مصر الطقس