روما - دعا اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إلى تغيير وتيرة عملنا على حماية جبالنا في الوقت الذي تهدد فيه أزمة المناخ بتفاقم أوضاع سبل عيش سكان المناطق الجبلية وغيرها من المناطق.
ووفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، فإن المعدل الحالي للتكيف في المناطق الجبلية وعمقه غير كافيين للاستجابة لتأثيرات أزمة المناخ. وقد توصّلت دراسة أجرتها المنظمة مؤخرًا إلى أن انعدام الأمن الغذائي قد ازداد على نحو مطّرد منذ بداية الألفية الثانية في المناطق الجبلية الريفية في البلدان النامية، حيث تعيش الغالبية العظمى من السكان دون خط الفقر. وإلى جانب تقلّص توافر المياه جراء فقدان الكتلة الجليدية وتزايد الذوبان في المنطقة الدائمة التجمد، زادت جائحة كوفيد-19 والصراعات الأخيرة من تأثر سكان الجبال بالتهديدات. وتشكل الجبال أيضًا مصدرًا أساسيًا للمياه العذبة لسكان المناطق غير الجبلية، حيث أنها تؤمّن المياه لثلثي الأراضي الزراعية المروية في العالم.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة خلال الحدث الافتراضي الذي عقد بمناسبة إطلاق السنة الدولية للتنمية المستدامة للجبال لعام 2022 أنّ ثمة الكثير من الخيارات العملية والحسنة التوقيت المتاحة للتصدي للمخاطر قبل فوات الأوان.
واستطرد السيد شو دونيو قائلًا: "لدينا فرصة لإحداث تغيير، ولكنها تتطلّب نُهجًا تحويلية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى استثمارات استراتيجية وإلى التكنولوجيا والابتكار والمؤسسات المتينة والقدرات على التكيف لدعم التنمية المستدامة للجبال".
وتشمل الحلول التي طرحتها المنظمة اتباع سياسات فعّالة لإدارة السياحة تكون مصممة خصيصًا لزيادة مداخيل الأسر المعيشية، وتعزيز صون التنوع البيولوجي، والنظم الزراعية والغذائية القادرة على الصمود والمستدامة.
وقال السيد شو دونيو: "يمكننا معًا، من خلال تعزيز التراث الطبيعي والثقافي والتقليدي الفريد للمجتمعات الجبلية وتقديره، أن نساعد على جني منافع مستدامة طويلة الأجل من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب".
وجدير بالذكر أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد أعلنت عام 2022 سنة دولية للتنمية المستدامة للجبال عقب اقتراح تقدمت به قيرغيزستان.
وألقى رئيس قيرغيزستان فخامة السيد Sadyr Japarov بيانًا عبر الفيديو بمناسبة حدث الإطلاق الرسمي، الذي حضره عدد من المشاركين من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون من أندورا، وأوغندا، وإيطاليا، وبوتان، والجمهورية الدومينيكية، وسويسرا، ونيبال.
ومنظمة الأغذية والزراعة هي وكالة الأمم المتحدة الرائدة المعنية بالتنمية المستدامة للجبال وهي تستضيف أمانة الشراكة من أجل الجبال. وتكتسي هذه المسألة أهمية حاسمة بالنسبة إلى ولاية المنظمة من أجل تحسين التغذية، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وإصلاح نظم الإنتاج، ورفع مستوى المعيشة لسكّان المناطق الريفية، والمساهمة في النمو الاقتصادي العالمي.