لودز، بولندا – توحّد بلدان أوروبا وآسيا الوسطى جهودها لحماية إنتاج الأغذية وإمداداتها وتجارتها، حتى في زمن الحروب. وطيلة أيام، خلال الدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لأوروبا التي عقدت في مدينة لودز، بولندا، ناقش أكثر من 50 من الأعضاء في منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) السبل والنهج الممكنة لتحقيق هذا الهدف، ولتحسين التغذية والأمن الغذائي في الإقليم وحول العالم.
وقد كانت هناك حاجة هائلة إلى وجود منبر محايد لمناقشة التحديات الحالية في مجال الأغذية والزراعة - لدى القطاعات الأكثر تضرّرًا من الحرب في أوكرانيا - الأمر الذي انعكس في العدد القياسي للبلدان والوفود المشاركة في المؤتمر.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو في ملاحظاته الختامية التي تُليت نيابةً عنه: "ينبغي لتداعيات الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي أن تُعالج بصورة عاجلة وأن تمُنع من التفاقم - حيث أن الأمن الغذائي العالمي يعتمد على ذلك." وأضاف قائلًا إن معالجة الوضع لن يتسنى إلّا من خلال "إجراءات مشتركة ومنسقة واستجابات على مستوى السياسات، بما في ذلك مع دعم المنظمة، ومن خلال التوجيهات التي ترد في تقرير المؤتمر الإقليمي".
وتضمنت المواضيع الرئيسية التي نوقشت هذا الأسبوع، العواقب الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على الجائحة، والحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الأمن الغذائي العالمي (مع قيام المؤتمر الإقليمي باعتماد قرارات في هذا الصدد وبإعادة التأكيد على الإجراءات التي كان مجلس المنظمة قد اتخذها)؛ وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والزيوت النباتية، والأسمدة وغير ذلك من مدخلات زراعية؛ وتجارة المنتجات الزراعية والغذائية؛ وتغير المناخ وتأثيراته؛ والزراعة الخضراء؛ وسوء التغذية والأنماط الغذائية غير الصحية.
وشهد المؤتمر الإقليمي مشاركة عدد قياسي من البلدان والمسؤولين، حيث شارك 26 وزيرًا وموظفًا رفيع المستوى مسؤولين عن الزراعة وعن مجالات ذات صلة، شخصيًا، كما التقى ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والمجتمع المدني - فاق عددهم الإجمالي 350 شخصًا - في مدينة لودز وكذلك عبر شبكة الإنترنت، لحضور المؤتمر، وهو الجهاز الرئاسي الأعلى مستوى الذي يعنى بشؤون أوروبا وآسيا الوسطى في المنظمة. وتم انتخاب السيد Zbigniew Rau، وزير خارجية بولندا، رئيسًا للمؤتمر.
وشدّد المدير العام للمنظمة على أن "التحوّل الناجح إلى نظم زراعية وغذائية تتسم بالكفاءة والشمول والقدرة على الصمود والاستدامة في الإقليم سيتطلب منكم الالتزام بامتلاك هذه النظم، والمشاركة في القيادة السياسية، والأهم من ذلك، السعي إلى تحقيق السلام".
وللمؤتمرات الإقليمية ضرورة أساسية من حيث ضمان فعالية العمل الإقليمي للمنظمة في خدمة الأعضاء وفي تحديد مجالات العمل ذات الأولوية للمنظمة خلال فترة السنتين التالية. وسيُقدم تقرير المؤتمر خلال الدورة المقبلة لمجلس المنظمة التي ستعقد في يونيو/حزيران.