روما - أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم على مدى أهمية النظم الغذائية المائية لتحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في حدث رئيسي يمهد الطريق لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيط الذي تنطلق أعماله في وقت لاحق من هذا الشهر في مدينة لشبونة.
وقال السيد شو، في كلمته الافتتاحية خلال "المحادثات الزرقاء" التي نظمها الممثلان الدائمان لكينيا والبرتغال لدى وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما، إنّ الانعكاسات العالمية المترتبة عن أزمة المناخ والنزاعات وحالات الطوارئ الإنسانية وتفشي جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، تلحق أضرارًا جسيمة بأشد الناس فقرًا أكثر من سواهم – ما يزيد من عدد الجوعى ويعرض سبل كسب العيش للخطر.
وأوضح المدير العام للمنظمة قائلًا "للتصدي لهذه التحديات، يتعين علينا على الفور إحداث تحوّل في نظمنا الزراعية والغذائية لتكون أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود"، مضيفًا أن "النظم الغذائية المائية المستدامة تشكّل جزءًا حيويًا من هذا التحوّل".
وكان هذا الحدث بمثابة رفع الستار عن مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط، الذي من المقرر عقده في الفترة من 27 يونيو/ حزيران إلى 1 يوليو/ تموز، وتشترك في استضافته كل من كينيا والبرتغال.
وبعد الملاحظات التي أدلت بها سفيرة كينيا والممثلة الدائمة لدى المنظمة، سعادة السيدةJackline Yonga ؛ وسفير البرتغال والممثل الدائم لدى المنظمة، سعادة السيد Pedro Nuno Bártolo، استمع المشاركون في حدث "المحادثات الزرقاء" أيضًا إلى رسالتين فيديويتين من وزير خارجية البرتغال، معالي السيد João Gomes Cravinho؛ والمبعوث الخاص للأمين العام المعني بالمحيطات، سعادة السيدPeter Thomson . وتمثل الجزء الرئيسي من هذا الحدث في مائدة مستديرة بشأن "تكثيف الإجراءات المتعلقة بالمحيطات" للارتقاء بمستوى الوعي وتعبئة المشاركة الرفيعة المستوى في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط.
وصرّح المدير العام للمنظمة قائلًا إنّ الدور الهام الذي يمكن أن تؤديه النظم الغذائية المائية - بما في ذلك الأغذية المتأتية من المحيطات - في ضمان الأمن الغذائي والتغذية والقضاء على الفقر، يكمن في صميم مجال الأولوية البرامجية للمنظمة بشأن "التحوّل الأزرق" الذي يسعى إلى جعل الأغذية المائية الصحية والمغذية في متناول الجميع.
وقال السيد شو إنّ التحوّل الأزرق، الذي يدعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، يركز على الاستخدام المسؤول والمستدام للموارد المائية، مع حماية البيئة في الوقت ذاته.
والجدير بالذكر أن التحوّل الأزرق يساهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويدعم الأعضاء لدمج الأغذية المائية في استراتيجيات الأمن الغذائي والتغذية على المستويين الوطني والعالمي.
منظمة الأغذية والزراعة تدعم مؤتمر المحيط
قال السيد شو إنّ المنظمة تدعم بشكل حثيث مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط لأنه يتيح فرصة سانحة لتعزيز إحداث تحوّل في النظم الغذائية المائية.
وسيسلّط هذا الحدث الضوء أيضًا على مدى تزايد أهمية الأغذية المائية كمصدر حيوي للأغذية المغذية، ودورها الحاسم في دعم سبل كسب العيش وتحسينها، وهو ما يشكّل جزءًا أساسيًا من الولاية المنوطة بالمنظمة وأهدافها المتمثلة في ضمان إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، دون ترك أي أحد خلف الركب.
وقال السيد شو "نحن نسلّط الضوء أيضًا على كيف يمكن لخبراتنا وأدواتنا وممارساتنا أن تساعد الأعضاء على تعظيم مساهمة الأغذية المائية في ضمان الأمن الغذائي والتغذية وأنماط غذائية صحية وخلق فرص العمل وحمايتها".
وقد تعهدت المنظمة فعلًا إزاء المؤتمر بما مجموعه 12 من الالتزامات الطوعية تركز على سلامة المحيطات والنظم الغذائية المائية الخاضعة للتحوّل، بما قيمته أكثر من 140 مليون دولار أمريكي.
وسيتولى السيد شو قيادة وفد المنظمة إلى مؤتمر المحيط، وسيلقي كلمة خلال الحوار التفاعلي بشأن استدامة مصايد الأسماك. وخلال حدث خاص في المؤتمر، ستنشر المنظمة أيضًا أحدث إصدار من تقريرها الرئيسي الذي ينشر كل سنتين "حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم 2022".
وسيشارك وفد المنظمة في الجلسات العامة وفي ما يزيد عن 20 من الأحداث الجانبية التي تشمل مجموعة واسعة من المواضيع، بما فيها إعادة المحيطات إلى ما كانت عليه، وتنمية تربية الأحياء المائية، ومصايد الأسماك الصغيرة النطاق، ودور الأغذية المائية.