نحتفل في 5 يونيو/حزيران من كل عام باليوم العالمي للبيئة. وموضوع هذا العام هو "كوكب واحد" وهو يدعونا إلى "العيش المستدام بوئام مع الطبيعة". وهذا الموضوع والدعوة من أجل "العيش بوئام" يذكّرنا بأنّ كوكب الأرض هو ملك لجميع سكانه، شبابًا وكبارًا في السنّ، في القرى أو في المدن. ولن يكون بالإمكان تلبية الدعوة إلى "الوئام" إلا من خلال الإقرار بدور كل شخص واحترام حقوق الجميع من أجل تحقيق الشمول والمشاركة الهادفة وانخراط الجميع.
فالشباب، بمن فيهم المهنيون الشباب، الذين يشكلون شريحة كبيرة من سكان العالم، هم حاليًا متأثرون بصورة غير متناسبة بالأزمات التي يعاني منها كوكبنا، وسيبقون كذلك، على غرار تأثيرات تغير المناخ وتدهور النظام الإيكولوجي وفقدان التنوع البيولوجي والجوع وسوء التغذية وندرة المياه والحصول على الطاقة والصحة للجميع. وهم سيَرِثون مستقبلاً غامضًا ما لم نبادر إلى العمل فورًا.
ولطالما كان صوت الشباب قويًا للدعوة إلى العمل ولا بد لهم من مواصلة الدعوة من أجل مستقبلهم. والشباب من خلال التزامهم وشغفهم يعملون في الصفوف الأمامية وإلى جانب القواعد الشعبية ويبذلون كل ما في وسعهم لتقديم أفكار مبتكرة لكوكب مستدام. وهم يدعون إلى اعتماد سياسات أفضل وإلى التوعية بالقضايا البيئية الهامة وإلى تعبئة طاقات العموم للعمل على مواجهة بعض أكثر التحديات البيئية إلحاحًا. ويساهم الشباب بشكل فاعل، في الكواليس في أغلب الأحيان، في جهود الصون والإصلاح. ولا بد للعالم من أن يُصغي إلى صوت الشباب. وإلى ما يؤمنون بأنّنا بحاجة إليه لبناء مستقبل مستدام والمحافظة عليه. وإلى العمل معهم وتمكينهم ليكونوا أصحاب مصلحة في كوكب الأرض ومشرفين عليه وقادة المستقبل فيه.
وقد شكّل المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات الذي انعقد مؤخرًا في سيول بضيافة حكومة جمهورية كوريا وبالتعاون مع منظمــة الأغذيـــة والزراعـــة للأمــم المتحــدة، خير مثال على إسماع الشباب صوتهم. ففي حين كانت الأسرة العالمية المعنية بالغابات تبحث في كيفية بناء مستقبل أخضر وصحي وقادر على الصمود إلى جانب الغابات، شارك أكثر من 600 من الشباب في المشاورات فأغنوها بما لديهم من طاقة وحماسة ورؤية وصولاً إلى نتائج بنّاءة تجلّت في إعلان الشباب: "اعملوا معنا - نداء الشباب من أجل العمل". ويدعو هذا النداء إلى التعاون والدعم من جانب أصحاب المصلحة كافة من أجل النهوض بفرص التعليم وتنمية القدرات والحصول عليها، والعمل اللائق والوظائف، وتعميم المنظور الجنساني، والحصول على التمويل، والمشاركة في القرارات الاستراتيجية والمتعلقة بالسياسات على المستويات كافة. وتعدّ هذه عوامل مشجّعة أساسية لتعظيم وتعزيز مساهمة الشباب والمهنيين الشباب وانخراطهم ومشاركتهم في قطاع الغابات من أجل المساعدة على تحقيق الأهداف الشاملة المتفق عليها على الصعيد الدولي وتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
فالشباب هم حافز للتغيير ولديهم القدرة على تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لكي تكون أكثر كفاءة وأكثر شمولاً وأكثر قدرة على الصمود وأكثر شفافية. فهم عومل التغيير في العالم من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب. يجدر بنا الحرص على أن يُمسك الشباب بزمام مستقبلهم.
شو دونيو
المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة