روما - رحّبت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بمساهمة قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 83 مليون دولار أمريكي المخصصة لدعم برامج الوكالة لحالات الطوارئ والقدرة على الصمود في إثيوبيا وأفغانستان والسودان، فضلًا عن هايتي والجمهورية الدومينيكية وبوركينا فاسو ومنطقة الساحل وغرب أفريقيا.
وجاءت هذه المساهمة عقب التزام الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مؤخرًا بتقديم مبلغ 80 ملايين دولار أمريكي يركّز بصفة خاصة على تحسين الأمن الغذائي والتغذية في أفغانستان.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة: "إننا نعرب عن تقديرنا للولايات المتحدة الأمريكية على هذه المساهمة المهمة من أجل تنفيذ ولاية المنظمة. فحماية سبل العيش الريفية للسكان الضعفاء ضرورية لمنع حدوث كارثة وإنقاذ الأرواح عن طريق تطوير الإنتاج المحلي. ويكتسي هذا التمويل أهمية حاسمة للاستجابة بسرعة وعلى نطاق واسع في ظلّ الأزمات الغذائية".
وتضطلع المنظمة، إنطلاقًا من الولاية المناطة بها والمتمثلة في القضاء على الجوع، وتواجدها القطري الطويل الأمد، وخبرتها وتجاربها الكبيرة في السياقين الإنساني والإنمائي على السواء، بدور فريد في الحيلولة دون حدوث حالات الجوع الحاد ومعالجتها ودعم البلدان التي تواجه أزمات غذائية للعودة إلى مسار النموّ والازدهار.
وتمكّن حماية سبل العيش من خلال توفير المساعدة الزراعية الطارئة منذ بداية الأزمة السكان من إنتاج الأغذية وكسب الدخل، بينما تؤدي الاستجابة السريعة والفعالة للتهديدات الزراعية وحالات الطوارئ إلى إنقاذ الأرواح، وتشجيع التعافي، وتقليص الفجوة بين الاعتماد على المساعدة الغذائية والاعتماد على الذات.
وقد أعلنت سعادة السفيرة Cindy McCain، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما عن هذه المساهمة الجديدة. وسوف تخصص هذه الأموال لتحسين توافر الأغذية وإمكانية الحصول عليها في سياقات الأزمات، من خلال تقديم المعونة إلى صغار المزارعين والمجتمعات المحلية التي تعتمد على تربية الثروة الحيوانية وتزويدهم بالمساعدة الفنية مع التركيز على إنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني.
وتعدّ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر شريك في الموارد في إطار برنامج المنظمة للعمل الإنساني والقدرة على الصمود منذ عام 2017. وتمثل المساهمة الأخيرة، التي تشكّل جزءًا من الدعم السنوي الذي يقدّمه مكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، زيادة قدرها ثلاثة أضعاف في التمويل مقارنة مع السنة الماضية.
تعزيز الجهود في حالات الطوارئ والقدرة على الصمود
سيتلقى عمل المنظمة في إثيوبيا مبلغ 32 مليون دولار أمريكي على شكل دعم طارئ من أجل تحسين إنتاج المحاصيل في إقليم تيغراي حيث يمثّل الصراع دافعًا رئيسيًا لحالات النقص الحاد في الأغذية.
وتقوم المنظمة بالفعل بتسريع وتيرة إيصال الأسمدة إلى المنطقة الشمالية في إثيوبيا من أجل مساعدة المزارعين على زرع حقولهم خلال موسم الزراعة البالغ الأهمية. وسوف ييسّر هذا التمويل الجديد التوزيع الهادِف للمدخلات الزراعية، مثل الأسمدة والبذور، وتدريب 000 344 أسرة معيشية (ما يقدّر بحوالي 000 720 1 شخص) على استخدام الأسمدة ومناولتها، والممارسات الزراعية الجيدة والمناولة ما بعد الحصاد وتحقيق القيمة المضافة.
وقد خصصت المساهمة الإضافية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة 30 مليون دولار أمريكي التي تم الإعلان عنها اليوم لتقديم المساعدات الداعِمة لسبل العيش في حالات الطوارئ من أجل حماية الأمن الغذائي والتغذوي في أفغانستان حيث تأثّر الإنتاج الغذائي المحلي ودخل الأسر الريفية الأضعف بالصدمات المتعددة بما يشمل حالات الجفاف المتكررة والأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
ويعيش أكثر من 70 في المائة من الأفغان في المناطق الريفية، وقد يواجه الملايين من الرجال والنساء والأطفال كارثة في عام 2022 ما لم يتم دعم إنتاج الزراعة والإنتاج الحيواني بصورة مستمرة.
وتعتزم المنظمة استخدام هذه الأموال لتحسين حالة الأمن الغذائي والتغذوي لما مجموعه 000 065 2 شخص من بين السكان الضعفاء والمهمّشين عن طريق توزيع حزم لزرع القمح الشتوي، وحزم لحماية الثروة الحيوانية للرعاة في مختلف المناطق المتضررة من الجفاف، والتحويلات النقدية المتعددة الأغراض للأسر المعيشية التي تعجز عن الوصول إلى الأراضي أو التي تكون القوى العاملة فيها محدودة.
وتم تخصيص مبلغ 15 مليون دولار أمريكي إضافي لتعزيز الأمن الغذائي وسبل العيش في السودان، فيما ستخصص الأموال المتبقية للسكان في بوركينا فاسو وإقليم غرب أفريقيا وستساعد على التخفيف من تأثير تفشي فيروس حمى الخنازير الأفريقية في هايتي والجمهورية الدومينيكية.