روما – أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم إلى أنّ مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية يمكن أن تساهم بشكل أكبر في تحسين الأمن الغذائي والتغذية على المستوى العالمي، لكن يتعين تكثيف الجهود بغية ضمان قدر أكبر من التنمية التي تتسم بالفعالية والشمولية والاستدامة وتقرّ بالدور الحيوي الذي يؤديه صغار صيادي الأسماك ومستزرعي الأسماك.
وقد افتتح المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو الدورة الخامسة والثلاثين للجنة مصايد الأسماك، وهي المنتدى الحكومي الدولي العالمي الوحيد الذي يقدم التوصيات والمشورة على مستوى السياسات إلى الحكومات والهيئات الإقليمية لمصايد الأسماك ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن القطاع الخاص والمجتمع الدولي.
وقال السيد شو دونيو "تؤدي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، دورًا تتزايد أهميته في الوقت الذي نواجه فيه تحديات عالمية عديدة من أجل توفير الغذاء والتغذية والوظائف في جميع أرجاء العالم"، ويضيف "لا بد من أن ندير مواردنا المائية الثمينة ونستغلها بصورة مسؤولة ومستدامة، مسترشدين بأفضل ما توصل إليه العلم" في إطار ما تدعوه المنظمة "التحول الأزرق".
وسيناقش اجتماع لجنة مصايد الأسماك هذا الأسبوع (5-9 سبتمبر/ أيلول) سبل تنمية تربية الأحياء المائية بشكل مستدام ومنصف، وسبل تحسين إدارة مصايد الأسماك، وسبل تكثيف الجهود الرامية إلى القضاء على الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، وسبل ضمان التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في ظلّ تغيّر المناخ.
وقد أدلى ببيان في الجلسة الافتتاحية للجنة مصايد الأسماك كل من السيد Peter Thomson، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المحيطات، والسيد Rafael Grossi، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي يجمعها تعاون مكثّف مع المنظمة.
تنفيذ مدونة السلوك
سوف يناقش الأعضاء أيضًا مسألة تنفيذ مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد، وهي صك أساسي ما فتئ يرشد الجهود المبذولة من أجل النهوض بمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة على نطاق العالم منذ أكثر من 25 عامًا.
وبغية دعم تنفيذ المدونة بقدر أكبر، ستدعو اللجنة البلدان إلى إقرار أول خطوط توجيهية طوعية للمسافنة، وهي صك جديد سيزوّد الأعضاء والمنظمات بمعايير حاسمة الأهمية لكي تطبقها في سياساتها وأنظمتها.
ويدعم تنظيم المسافنة ورصدها ومراقبتها مصايد الأسماك المستدامة. والغرض من ذلك هو تضييق الثغرات التي تمكّن نقل الأسماك الناجمة عن الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم من سفينة إلى أخرى من دون تصريح ودخولها إلى الأسواق.
وعلى نحو ما يكشفه التقرير الرئيسي للمنظمة عن حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم 2022، فقد شهدت مصايد الأسماك نموًا كبيرًا ومن المتوقع أن يؤدي طلب المستهلكين إلى توسعها بقدر أكبر. وقد أدى نمو تربية الأحياء المائية، لا سيما في آسيا، إلى رفع مستوى إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية إلى أعلى مستوى على الإطلاق بحيث وصل إلى 214 مليون طن في عام 2020.
وزاد الاستهلاك العالمي من الأغذية المائية (باستثناء الطحالب) بمعدل سنوي متوسط نسبته 3.0 في المائة منذ عام 1961، فوصل إلى 20.2 كلغ للفرد الواحد، وهو أكثر من ضعف الاستهلاك المسجّل في ستينات القرن الماضي.
وتلتزم المنظمة بمبادرة "التحول الأزرق"، وهي مبادرة ذات رؤية مستقبلية تهدف إلى التصدي للتحديين المزدوجين المتمثلين في ضمان الأمن الغذائي والاستدامة البيئية بالتوازي مع تحقيق مداخيل منصفة والمساواة بين الجنسين. وستتيح الدورة الخامسة والثلاثين للجنة مصايد الأسماك الفرصة من أجل مواصلة بحث هذا الموضوع في سياق النهوض بالسياسات والممارسات المراعية للبيئة، فضلًا عن الابتكار التكنولوجي.
وقد أعلن السيد شو دونيو أيضًا عن إصدار المنظمة لكتاب وصفات أطباق الأسماك الأول من نوعه، وهو ثمرة مبادرته التي أطلقها في آخر دورة للجنة الأسماك، التي تدعو الأعضاء وموظفي المنظمة إلى تشاطر تجاربهم مع الأسماك بصفتها غذاء في حياتهم. ويضم الكتاب وصفات لأطباق من جميع أنحاء العالم ومعلومات فنية للمنظمة عن إيكولوجيا الأسماك المستخدمة في الوصفات، واستدامتها ومحتواها التغذوي، وبعضها مقدم من طهاة مشهورين.
مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية
في إطار إحياء بالسنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية، عُقد اليوم أيضًا حدث رفيع المستوى من أجل مناقشة المساهمة الحاسمة من جانب صغار صيادي الأسماك ومستزرعي الأسماك في حياة وسبل عيش مجتمعات محلية بأكملها حول العالم، لا سيما في البلدان النامية.
وقال السيد شو دونيو لدى افتتاحه الحدث: "يمكننا جميعًا بذل المزيد من الجهود، ولا بدّ أن نواصل الإصغاء إلى أصوات واحتياجات صغار صيادي الأسماك ومستزرعي الأسماك والعاملين في مجال صيد الأسماك"، معربًا عن ثنائه على "النساء والرجال والشباب والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية الريفية التي تمثل دعامة القطاعات الفرعية لمصايد الأسماك الصغيرة النطاق وتربية الأحياء المائية. ونحن نجتمع اليوم من أجل تثمين أسلوب الحياة التاريخي هذا، بل والمبتكر والمفعم بالنشاط، ودعمه والحفاظ عليه من أجل أجيال المستقبل."
وشدد السيد شو دونيو على أهمية إعداد خطط واستراتيجيات وطنية تدعم مصايد الأسماك الصغيرة النطاق وتربية الأحياء المائية، بالاستناد إلى صكوك راسخة مثل الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق في سياق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر.
وكان من ضمن المتحدثين في الحدث الخاص بالسنة الدولية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية الحرفية معالي السيد Sakti Wahyu Trenggono، وزير الشؤون البحرية ومصايد الأسماك في إندونيسيا ومعالي السيد Tsimanaoraty Paubert Mahatante، وزير مصايد الأسماك والاقتصاد الأزرق في مدغشقر ومعالي السيد Jorge Luis Prado Palomino، وزير الإنتاج في بيرو ومعالي السيد عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية والسيدة Alicia Villauriz، نائب وزير مصايد الأسماك في إسبانيا والسيدة Maxine Burkett، نائب مساعد الوزير المعني بشؤون المحيطات ومصايد الأسماك والقطبين في وزارة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية، والسيدة Margaret Nakato، الفائزة بميدالية Margarita Lizárraga للفترة 2020-2021 والعضو في مجموعة العمل المعنية بمصايد الأسماك التابعة للجنة التخطيط الدولية من أجل السيادة الغذائية، التي تمثل الملايين من صغار الصيادين والعاملين في مجال الأسماك حول العالم.