روما - أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) خطوطًا توجيهية تحدد كيفية إدارة مخاطر حرائق الغابات المدمرة، التي يمكنها أن تهدد الإنسان والبيئة.
وتشكل الخطوط التوجيهية الطوعية المتكاملة لإدارة الحرائق: المبادئ والإجراءات الاستراتيجية نسخة محدّثة من الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن إدارة الحرائق التي أصدرتها المنظمة قبل عقدين من الزمن، وهي تشمل محتوى جديدًا من أجل مواجهة التحديات الناجمة عن أزمة المناخ الراهنة.
ومن المتوقع أن تزيد وتيرة حرائق الغابات المستفحلة بنسبة 50 في المائة بحلول نهاية القرن فيما من المرجح أن تسفر التغيرات البيئية المرتبطة بتغير المناخ، مثل زيادة الجفاف وارتفاع درجات حرارة الهواء والرياح العاتية عن مواسم حرائق ترتفع فيها درجات الحرارة والجفاف وتكون أطول مدة.
وتتسبب حرائق الغابات حاليًا باحتراق حوالي 340 إلى 370 مليون هكتار من سطح الأرض سنويًا. وحين تستفحل حرائق الغابات هذه، يمكنها أن تؤثر سلبًا على التنمية المستدامة، وأن تهدد سبل عيش المجتمعات المحلية، وأن تطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري.
وقال السيد Zhimin Wu، مدير شعبة الغابات في المنظمة، الذي أصدر الطبعة الجديدة من الخطوط التوجيهية خلال حدث جانبي انعقد ضمن الأسبوع العالمي التاسع للغابات في روما: "تكتسي الطريقة التي نواجه بها تحدي حرائق الغابات أهمية بالغة. ويجدر بنا أن نحوّل تركيزنا من الاستجابات كردّ فعل إلى استراتيجيات استباقية وأن نسند الأولوية إلى الوقاية والتأهب".
تضافر العلوم مع المعارف التقليدية
تشدّد الخطوط التوجيهية على نهج الإدارة المتكاملة للحرائق، الذي يشتمل على اتخاذ إجراءات قبل وقت طويل من نشوب الحرائق وأثناءها ولمدة طويلة بعد إخمادها. كما أنها توصي باتخاذ إجراءات استراتيجية بهدف دعم إشراك الشعوب الأصلية وأصحاب المعارف المحلية الآخرين، الذين يساهمون بممارسات ورؤى قيّمة خاصة بالمنطقة تحسّن قرارات إدارة الحرائق فيها. وأفاد المطبوع بأنّ مشاركتهم الفعالة أمر بالغ الأهمية لمنع حرائق الغابات والتصدي الفوري لاندلاع الحرائق واستعادة المناطق التي دمرتها الحرائق الشديدة.
علاوة على ذلك، تدعو الخطوط التوجيهية إلى إدماج المنظور الجنساني في الإدارة المتكاملة للحرائق، والترويج للمعارف المتنوعة بشأن الحرائق، وخيارات الإدارة المبتكرة، وتوسيع نطاق أفضل الممارسات.
ومنذ إصدار المطبوع الأول قبل ما يقرب من 20 عامًا، استخدم عدد كبير من البلدان في جميع أنحاء العالم الخطوط التوجيهية للمنظمة من أجل رسم السياسات العامة وبرامج التدريب. ومع إصدار الطبعة الثانية، من المتوقع أن يقوم المزيد من البلدان بالرجوع إلى هذا المورد والاستعانة به.
مركز متخصص جديد يستفيد من تمويل يقارب 5 ملايين دولار أمريكي من أجل مكافحة حرائق الغابات
إنّ إصدار الخطوط التوجيهية المحدّثة هو الإجراء الأول الذي قام به المركز العالمي لإدارة الحرائق الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2023. ويهدف مركز الحرائق، الذي تدعمه حكومات ألمانيا والبرتغال وجمهورية كوريا وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى توحيد المجتمع العالمي لإدارة الحرائق وتعزيز القدرات الوطنية من أجل تنفيذ استراتيجيات الإدارة المتكاملة للحرائق.
وأعلن مركز مكافحة الحرائق خلال الحدث الجانبي الذي أقيم اليوم أنه استفاد منذ إطلاقه من تمويل يقارب 5 ملايين دولار أمريكي يمثل دعمًا حاسمًا لمهمته من أجل الحد من الآثار السلبية الناجمة عن حرائق الغابات على المجتمع والمناظر الطبيعية والمناخ العالمي.
وقد قدّم التمويل الشركاء الرئيسيون الذين كان لهم دور فعال في إنشاء مركز مكافحة الحرائق، ومنهم إدارة الغابات الكندية، والوزارة الاتحادية للأغذية والزراعة في ألمانيا، وإدارة الغابات الكورية عبر آلية ضمان مستقبل الغابات مع الإدارة المتكاملة للمخاطر (AFFIRM)، والوكالة البرتغالية للإدارة المتكاملة للحرائق الريفية، وإدارة الغابات الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.