نيويورك - رحّب السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، باعتماد ميثاق المستقبل، وهو اتفاق بين الدول الأعضاء للأمم المتحدة يهدف إلى تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وشدّد المدير العام للمنظمة، في الكلمة التي أدلى بها في الجلسة العامة لمؤتمر القمة في نيويورك، على أحكام الميثاق المتعلقة بنظم زراعية وغذائية أكثر إنصافًا، مذكرًا بأنّ معدلات الجوع قد ارتفعت منذ عام 2015، حيث عانى أكثر من 730 مليون شخص من الجوع في عام 2023.
وقال السيد شو دونيو: "نحن لسنا على المسار الصحيح لتحقيق أي من المقاصد العالمية لأهداف التنمية المستدامة، ونرى أن أوجه عدم المساواة الهائلة لا تزال قائمة على أبعاد مختلفة - بما في ذلك على مستوى الثروات والمساواة بين الجنسين والمناطق الريفية، وفي الحصول على الأصول والفرص. وإن المستقبل سيتحدد من خلال نظم زراعية وغذائية أكثر إنصافًا، ويسرنّي اعتراف ميثاق المستقبل بذلك".
ودُعي مدير المنظمة إلى إلقاء كلمة أمام الجلسة العامة لمؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي حضره العشرات من رؤساء الدول والحكومات.
وقد وُصف هذا المؤتمر، الذي دعا إلى عقده الأمين العام للأمم المتحدة، السيد Antonio Guterres، بأنه فرصة لا تتكرر إلّا مرة واحدة في كل جيل لاستعادة الثقة المتآكلة وإثبات أنّه بإمكان التعاون الدولي أن يحقق فعلًا الأهداف المتفق عليها وأن يعالج التهديدات الناشئة والفرص المستجدة. وهو يركز على تنفيذ خطة عام 2030 وسائر الالتزامات الدولية.
الأفضليات الأربع لمنظمة الأغذية والزراعة
في ما يتعلق بالجوع في العالم، ترى المنظمة أن الأولوية تتمثل في تحقيق الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل - دون ترك أي أحد خلف الركب.
ويعتبر السيد شو دونيو أن تحقيق الأفضليات الأربع يتطلب ثلاثة عناصر رئيسية، وهي: زيادة الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دعم تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية للقضاء على الجوع وتعزيز المساواة؛ والتركيز على تعزيز وتشجيع الابتكار والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستثمارات الأكثر فعالية من حيث التكلفة؛ وتوطيد أواصر التعاون بين جميع الشركاء للاستفادة بفعالية من تجارب بعضهم البعض ومواردهم، والاستفادة من المزايا النسبية.
وفي سياق أزمة المناخ، وضعت المنظمة بالفعل خارطة طريق عالمية تهدف إلى القضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية دون تجاوز عتبة 1.5 درجات مئوية التي حددها اتفاق باريس.
وتتصدى خارطة الطريق للسردية السائدة التي تفيد بأن زيادة الإنتاج مرادف لارتفاع الانبعاثات وتدهور البيئة. وتشدّد بدلًا عن ذلك، على الفرص التي تنطوي عليها النظم الزراعية والغذائية لتعزيز كفاءة الإنتاج تماشيًا مع أهداف التخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف معه والقدرة على الصمود.
وقال السيد شو دونيو: "ستواصل المنظمة الاضطلاع بدورها لضمان المستقبل الأفضل الذي نصبو إليه".