جنيف، نيروبي، باريس، روما – قامت اليوم الأطراف في التعاون الرباعي– منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان – بإطلاق خطة عمل مشتركة جديدة بشأن نهج الصحة الواحدة.
وتهدف خطة العمل المشتركة الأولى بشأن نهج الصحة الواحدة إلى إرساء إطار يدمج النظم والقدرات لكي نعمل بشكل أفضل وجماعي على الوقاية من التهديدات الصحية والتنبؤ بها والكشف عنها والاستجابة لها. وتهدف هذه المبادرة في نهاية المطاف إلى تحسين صحة الإنسان والحيوان والنباتات وسلامة البيئة، بموازاة الإسهام في التنمية المستدامة.
وتعرض خطة العمل المشتركة بشأن نهج الصحة الواحدة، التي أُعدت من خلال عملية تشاركية، مجموعة أنشطة تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون والتواصل وبناء القدرات والتنسيق على قدم من المساواة بين جميع القطاعات المسؤولة عن معالجة الشواغل الصحية عند محور التفاعل بين الإنسان والحيوان والنبات والبيئة.
خطة العمل المشتركة بشأن نهج الصحة الواحدة (خطة العمل)
تركّز الخطة الخمسية (2022-2026) على دعم القدرات وتعزيزها في المجالات الستة التالية: تمتع النظم الصحية بقدرات الصحة الواحدة، والأوبئة الحيوانية المنشأ الجديدة والمستجدة، والأمراض الحيوانية المنشأ، والأمراض المدارية المهملة والأمراض المنقولة بالنواقل، ومخاطر سلامة الأغذية، ومقاومة مضادات الميكروبات والبيئة.
وتسترشد هذه الوثيقة الفنية بالأدلة وأفضل الممارسات والتوجيهات المتاحة. وتشمل مجموعة من الإجراءات التي تسعى إلى الدفع قدمًا بنهج الصحة الواحدة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية. وتتضمن هذه الإجراءات بصفة خاصة إعداد توجيهات تنفيذية ستصدر قريبًا بغية إرشاد البلدان والشركاء الدوليين والجهات الفاعلة غير الحكومية على غرار منظمات المجتمع المدني والرابطات المهنية والأوساط الأكاديمية والمؤسسات البحثية.
وتحدّد الخطة أهدافًا تشغيلية تضم ما يلي: وضع إطار من أجل العمل الجماعي والمنسق بغية تعميم نهج الصحة الواحدة على جميع المستويات؛ وإسداء المشورة السياسية والتشريعية المسبقة والمساعدة الفنية لتحديد الغايات والأولويات الوطنية؛ وتعزيز التعاون والتعلم وتشاطر المعارف والحلول والتكنولوجيات في إطار متعدد الجنسيات والقطاعات والتخصصات. كما أنها تدعم قيم التعاون والمسؤوليات المشتركة والإجراءات والشراكات المتعددة القطاعات والمساواة بين الجنسين والشمولية.
لماذا صحة واحدة؟
إنّ الصحة الواحدة هي النهج الرئيسي في التصدي للتحديات الصحية المعقدة التي تواجه مجتمعنا، مثل تدهور النظام الإيكولوجي وإخفاق النظام الغذائي والأمراض المعدية ومقاومة مضادات الميكروبات.
وتقول السيدة Monique Eloit، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، مسلطة الضوء على الحاجة إلى تحسين قدرات الوقاية من الأمراض في جميع القطاعات: "من الضروري النظر من منظور صحة واحدة يجمع القطاعات كافةً معًا من أجل مواجهة التهديدات الصحية العالمية، مثل جدري القرود وكوفيد-19 وإيبولا. والخطوة الأولى هي ضمان صحة الحيوان. فصحة الحيوان تعني صحتنا وصحة الجميع".
وأضاف السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، قائلًا: "يجب أن يبدأ نهج الصحة الواحدة بالإدارة الجيدة للأراضي ووقف إزالة الغابات، ممّا سيساعد الناس وحيواناتهم في البيئة المحيطة. ومن الضروري أن تعمل جميع القطاعات معًا على نحو وثيق من أجل تحديد تدابير التكيف والتخفيف وتنفيذها".
وتقول السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "لدى كل شخص الحق في بيئة نظيفة وصحية – وهي أساس كل الحياة على كوكب الأرض. وتبيّن الجائحة الراهنة بما لا يقبل الشكّ أنّ تدهور الطبيعة يعزز المخاطر الصحية بالنسبة إلى الجميع دون استثناء". ولا يمكن لجهود قطاع أو تخصص واحد أن تمنع الأمراض المعدية والمخاطر المعقدة الأخرى الماثلة أمام الصحة الواحدة، أو أن تقضي عليها. وأضافت قائلة: "وستتكبد الفئات السكانية الضعيفة بجميع أنواعها أكبر التكاليف، بمن فيها الأشخاص الأشد فقرًا وتهميشًا. وستعمل خطة العمل المشتركة على تخفيف المخاطر الصحية عن طريق اتباع نهج متكامل إزاء صحة الإنسان والحيوان وسلامة البيئة".
وقال السيد Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "من الواضح أنه يجب علينا وضع نهج الصحة الواحدة في صميم عملنا المشترك الرامي إلى تعزيز قدرة العالم على الدفاع ضد الأوبئة والجوائح مثل كوفيد-19. وهذا ما يجعل الصحة الواحدة أحد المبادئ التوجيهية للاتفاق الدولي الجديد بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، الذي يخضع حاليًا للتفاوض من جانب الأعضاء".
ويجري العمل على إعداد آليات من أجل التمويل المنسق، بالاستناد إلى الهياكل والاتفاقات الحالية، بغية دعم تنفيذ الخطة. وستشارك الأطراف في التعاون الرباعي في عملية حشد الموارد اللازمة دعمًا للنهج المشترك في مواجهة التهديدات الصحية الخطيرة وتعزيز صحة الإنسان والحيوان والنباتات وسلامة البيئة.