اخبارنا

slider

مجموعة السبع: تعزيز دور الأغذية المائية في القضاء على الجوع والفقر

سيراكيوز، إيطاليا – شددت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على ضرورة إجراء المزيد من الاستثمارات في عملية التحول الأزرق بغية تمكين الأغذية المائية من تأدية دور أكبر في القضاء على الجوع والفقر. وترافق هذا النداء مع العرض الذي قدّمه رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة السيد Máximo Torero لنتائج تقرير رئيسي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة بشأن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية على وزراء الزراعة في بلدان مجموعة السبع المجتمعين هنا اليوم.

وقد أفاد التقرير الرئيسي عن حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم لعام 2024، الذي صدر في شهر يونيو/ حزيران من العام الحالي، بأنّ إنتاج مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم حقق رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث تجاوز للمرة الأولى إنتاج تربية الأحياء المائية إنتاج المصايد الطبيعية.

ولكنّ السيد Torero سلّط الضوء على عدد من المسائل، كان من بينها أنه لكي نضمن فقط الحفاظ على استهلاك الأغذية الحيوانية المائية في عام 2050 عند المستويات الحالية، في ظلّ توقع ارتفاع عدد سكان العالم إلى 9.7 مليارات نسمة بحلول ذلك الوقت، سيكون من الضروري زيادة الإمدادات العالمية بنسبة 22 في المائة.

وأشار أيضًا إلى أنّ معدلات الاستهلاك والنمو السكاني في المستقبل تتباين بين الأقاليم. ففي أفريقيا، على سبيل المثال، سيكون من اللازم زيادة عرض الأغذية المائية بنسبة 74 في المائة من أجل الحفاظ على معدلات الاستهلاك الحالية للفرد الواحد. وإنّ رفع معدلات الاستهلاك في أفريقيا لتصل إلى المعدل العالمي الحالي البالغ 20.7 كيلوغرامات للشخص الواحد في عام 2050، سيتطلب زيادة توفير الحيوانات المائية بنسبة 285 في المائة. 

الاستثمارات والتحول

قال السيد Torero: "تعكس هذه الأرقام صورة مقلقة عن التحدي المستمر المتمثل في توفير الأغذية للعالم، ما يستدعي إجراء استثمارات كبرى وإحداث تحوّل في القطاع. وهذا هو جوهر دعوة المنظمة إلى الاستثمار في التحول الأزرق، من أجل عالم تؤدي فيه الأغذية المائية دورًا أكثر أهمية وتأثيرًا في القضاء على الجوع والفقر".

وخلُص التقرير إلى أنّ مساهمة الأغذية المائية في الأمن الغذائي العالمي والتغذية تتزايد باستمرار، حيث تتمتع تربية الأحياء المائية بالقدرة على تلبية الطلب المتزايد على الأغذية المائية على مستوى العالم. 

ومع ذلك، أكد رئيس الخبراء الاقتصاديين أنه بالرغم من الدور المتنامي لتربية الأحياء المائية في هذا القطاع، إلّا أنّ مصايد الأسماك البحرية الطبيعية تظل أساسية لضمان الغذاء وسبل العيش والتنمية المستدامة.

وفي الوقت نفسه، تمثل استدامتها واحدًا من الشواغل الراهنة. ففي عام 2021، كان من المقدر أنّ الأرصدة البحرية المستغلة التي جرى صيدها ضمن حدود المستويات المستدامة بيولوجيًا تبلغ نسبة 62.3 في المائة. وهذا يشكل انخفاضًا بنسبة 2.3 في المائة عن التقدير الذي أُجري قبل سنتين من الآن.

وتشير هذا النتيجة إلى ضرورة إدارة جميع الأرصدة السمكية بصورة فعالة. وهذا هدف رئيسي تسعى إلى تحقيقه رؤية التحول الأزرق لدى المنظمة وقد سلّط السيد Torero الضوء على أهمية التحوّل الأزرق بوصفه "أداة لتصحح أوجه القصور في مجال الاستدامة".

ضرورة من أجل سبل العيش

شدّد رئيس الخبراء الاقتصاديين على أنّ الإنتاج المائي ليس ضروريًا للأمن الغذائي والتغذية فحسب، بل إنه ضروري أيضًا لتوفير سبل العيش والتجارة والتنمية المستدامة.

ويعمل في هذا القطاع 62 مليون شخص بصورة مباشرة، فيما تعمل نسبة تزيد عن 90 في المائة منهم في مصايد الأسماك الصغيرة النطاق. ويشير هذا إلى ضرورة مراعاة احتياجاتهم الخاصة وضمان مشاركتهم الكاملة في تصميم السياسات والتدابير الإدارية وتنفيذها.

وتشير التقديرات إلى أنّ حوالي 600 مليون شخص، بما فيهم العاملون في كامل سلسلة قيمة الإنتاج المائي ومن يعيلونهم، يعتمدون على هذا القطاع لكسب عيشهم، وغالبيتهم العظمى في بلدان العالم النامي.

وفي حين أنّ نسبة 24 في المائة فقط من العاملين في القطاع الأولي هم من النساء، إلّا أن نسبتهن تزيد إلى 62 في المائة من العاملين في مرحلة ما بعد الصيد. ورئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة إنّ النُهج المفضية إلى التحول الجنساني لا تغير فقط فهمنا لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، بل تغير أيضًا كيفية تشكيل مؤسساتنا وسياساتنا وإجراءاتنا من أجل تحقيق المساواة والإنصاف.

وفي ظلّ الزيادة المتوقعة في الطلب على الأغذية المائية نتيجة التنمية الاقتصادية والنمو السكاني، من الضروري الحرص على أن يكون النمو الإضافي مستدامًا ومنصفًا وأن يسعى إلى تحقيق الأمن الغذائي وتلبية الاحتياجات التغذوية في المناطق الأشدّ حاجة إليها.

وإنّ تقرير حالة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في العالم هو أحد التقارير الرئيسية الصادرة عن المنظمة، ويعرض تحليلًا لحالة الأرصدة في مصايد الأسماك العالمية وصحتها إلى جانب الاتجاهات السائدة في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية على المستويين العالمي والإقليمي. ويسلّط إصدار عام 2024 من التقرير الضوء على التقدم المحرز في عملية "التحول الأزرق" على أرض الواقع، مسلّطًا الضوء على دور المنظمة، بالتعاون مع الأعضاء والشركاء، في حفز التغيير نحو توسيع نطاق تربية الأحياء المائية المستدامة وتكثيف إنتاجها، وإدارة مصايد الأسماك بشكل فعّال، والارتقاء بسلاسل قيمة الأغذية المائية بغية إسناد الأولوية للكفاءة والسلامة والمساواة. يمكنكم قراءة المزيد عن عمل منظمة الأغذية والزراعة في مجال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بزيارة الرابط التالي.

مصر الطقس