اخبارنا

slider

منتدى الأغذية العالمي: افتتاح الحدث الرئيسي العالمي لعام 2024 في روما

روما - افتُتحت اليوم النسخة الرابعة من الحدث الرئيسي المتمثل بمنتدى الأغذية العالمي، وهو التجمّع السنوي الأكبر لأصحاب المصلحة في النظم الزراعية والغذائية على مستوى العالم، في حفل رفيع المستوى في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة في روما. وهذا الحدث الذي يمتد من 14 إلى 18 أكتوبر/تشرين الأول، يشارك فيه خبراء عالميون وصانعو تغيير من الشباب ومستثمرون وقادة متبصرون من أجل استحداث مساراتٍ جديدة لمستقبلٍ مستدام وشامل وآمن غذائيًا.

وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، خلال الافتتاح الرسمي للحدث إنّ "موضوع هذا العام "الغذاء الجيد للجميع، حاضرًا ومستقبلًا" يعكس صلب مهمة المنظمة، ويسلّط الضوء على أهمية الأفضليات الأربع". وسوف يتضمن المنتدى جلساتٍ تتمحور حول الشباب والعلوم والابتكار، والاستثمارات المحددة الأهداف والتي اعتبرها "عناصر أساسية لإحداث تغيير تحوّلي".

وأوضح السيد شو دونيو أن "هذه المساحة المستقلة والحيادية، التي أطلقتها واستضافتها المنظمة، تسعى إلى إقامة عالم أفضل من خلال تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية بتوجيه من الشباب"، مضيفًا أن نموّ منتدى الأغذية العالمي وتحوّله إلى منصة رائدة يقودها الشباب منذ إطلاقه في عام 2021 هو مصدر إلهام بالنسبة إليه.

وحثّ السيد شو دونيو الشباب - ومن لديهم روح الشباب - على المشاركة مع المنظمة خلال الأيام المقبلة والتعبير عن شواغلهم والنضال من أجل القضايا التي تهمّ جيلهم.

مشاركة القادة العالميين

تميّز حفل الافتتاح بعرضٍ مؤثر للتضامن العالمي، أُلقى خلاله الضوء على الالتزامات المشتركة بالتصدي للتحديات التي تواجه نظمنا الزراعية والغذائية. وقد وجّه قادة مؤثرون ومناصرون من الشباب رسائل ملهِمة، شدّدوا فيها على الحاجة الملحة إلى العمل التعاوني.

وعبّر ضيوفٌ رفيعو المستوى عن دعمهم للركائز الثلاث في منتدى الأغذية العالمي- عمل الشباب على نطاق العالم والعلوم والابتكار والاستثمارات الخاصة بمبادرة العمل يدًا بيد - وأكدوا مجددًا التزامات بلدانهم بتحويل النظم الزراعية والغذائية.

وألقت السيدة Ngozi Okonjo-Iweala، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، الضوء على التحديات الرئيسية في وجه الأمن الغذائي العالمي، بما في ذلك الجوع وتغيّر المناخ والاختلالات التجارية، وبخاصة في أفريقيا وجنوب آسيا. وشدّدت على ضرورة إصلاح تجارة المنتجات الزراعية من خلال منظمة التجارة العالمية بحيث تكون النظم الزراعية والغذائية أكثر قدرةً على الصمود واستدامةً. وأكّدت السيدة Okonjo-Iweala على أهمية عقد منتدياتٍ مثل منتدى الأغذية العالمي في تحفيز التعاون لمعالجة هذه المسائل.

وشدّد جلالة ملك إسواتيني مسواتي الثالث على الحاجة الملحّة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل التصدي للجوع وسوء التغذية وتغيّر المناخ. ونوّه بتركيز منتدى الأغذية العالمي على موضوع "الغذاء الجيد للجميع، حاضرًا ومستقبلًا"، مشدّدًا على أهمية الاكتفاء الذاتي والاستدامة والتعاون الدولي. وحثّ جلالة الملك على اتخاذ إجراءاتٍ فورية لضمان قيام نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود ومستقبل خالٍ من الجوع للجميع.

أمّا جلالة ملك ليسوتو ليتسي الثالث، فقد دعا إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة للتصدي للتحديات المتصلة بالأمن الغذائي، مشددًا على الحاجة إلى استثمارات من القطاع الخاص، والزراعة القادرة على الصمود في وجه المناخ والحلول المستدامة. وتوقف عند مدى عجز النظم الغذائية الحالية عن توفير أنماط غذائية صحية للجميع وحثّ على توطيد التعاون العالمي. ونوّه كذلك جلالة الملك بمبادرة العمل يدًا بيد للمنظمة باعتبارها أداةً حيوية لتوجيه التنمية والاستثمارات.

وأشار فخامة رئيس الجمهورية الدومينيكية السيد Luis Rodolfo Abinader Corona، في رسالة فيديوية، إلى أهمية الممارسات الزراعية المستدامة ودور صغار المزارعين في إنتاج الأغذية. كما أوجز الاستراتيجيات الرئيسية، بما في ذلك تعزيز الإنتاج الزراعي وتشجيع الصادرات وتوفير الدعم للفئات السكانية الضعيفة.

ودعا فخامة رئيس ليبيريا السيد Nyuma Boakai، إلى التعاون على المستوى العالمي للتكيف مع تغيّر المناخ، وتشجيع الإنتاج المحلي للأغذية، وإقامة شبكات أمان اجتماعي للفئات السكانية الضعيفة. وأكّد أن منتدى الأغذية العالمي يتيح فرصةً للمشاركين للتفكير والتداول والالتزام بإجراءات يمكن أن تحوّل النظم الزراعية والغذائية الوطنية والمحلية.

وشدّدت فخامة رئيسة بيرو السيدة Dina Ercilia Boluarte Zegarra، في رسالة فيديوية، على أهمية منتدى الأغذية العالمي في التصدي للجوع وانعدام الأمن الغذائي في العالم، مشيرة إلى أن شخصًا واحدًا من بين أحد عشر شخصًا يعاني من الجوع. كما أشارت إلى التزام بيرو بالنظم الغذائية المستدامة عبر التشجيع على وضع سياسات تدعم المزارعين الأسريين والحدّ من الفاقد في الأغذية والتكيف مع تغير المناخ.

وقالت معالي رئيسة وزراء بربادوس السيدة Mia Amor Mottley، في كلمة فيديوية، إنّ موضوع هذا العام لليوم العالمي للأغذية، "الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل"، يتماهى مع منطقة البحر الكاريبي، حيث إن التكاليف المرتفعة للأنماط الغذائية الصحية تستدعي اتخاذ إجراءاتٍ طارئة. ودعت معالي رئيسة الوزراء إلى تأمين استثمارات مستدامة في الزراعة وإدارة المياه من أجل تعزيز الأمن الغذائي، مشددةً على أهمية الابتكار والتعاون في تحويل النظم الزراعية والغذائية.

أمّا فخامة السيد Miguel Díaz-Canel، رئيس كوبا، فقد ألقى الضوء على الجهود الرامية إلى تحفيز إنتاج الأغذية من خلال زيادة زراعة الحبوب الخشنة وقصب السكر والفاكهة بهدف تنويع الاقتصاد وتعزيز القدرة على التصدير. وشدّد على أهمية الزراعة المستدامة والإدارة الرشيدة للموارد من خلال مواءمة هذه المبادرات مع السيادة الغذائية والأولويات الأمنية على الصعيد الوطني.

وأقرّ معالي السيد Tshering Tobgay، رئيس وزراء مملكة بوتان، بالدور الحاسم للمنظمة في تحويل النظم الزراعية والغذائية وأعرب عن التزام بوتان بتجاوز الصعوبات الزراعية من خلال المبادرات المبتكرة. كما دعا إلى زيادة الدعم المقدم للممارسات الزراعية المستدامة والتمويل المبتكر لضمان الأمن الغذائي وتغذية أفضل للجميع، خاصة في المجتمعات المحلية الضعيفة.

وألقى فخامة السيد Santiago Peña Palacios، رئيس باراغواي، الضوء على الضرورة الملحة للتصدي للجوع واللامساواة، مشدّدًا على الحاجة إلى سياسات تضمن الأمن الغذائي للجميع. ودعا فخامة الرئيس إلى بذل جهود جماعية على المستوى الدولي لضمان الأمن الغذائي، مؤكدًا على إمكانات أمريكا اللاتينية في قيادة هذه المساعي، وشدّد على الدور الأساسي الذي تضطلع به المنظمة في تشجيع الوصول المتكافئ إلى الأغذية على الصعيد العالمي.

الركائز الثلاث

ما زال منتدى الأغذية العالمي 2024 يناصر التعاون بين الأجيال والإبداع من خلال المنتديات الثلاثة المترابطة التابعة له والتي يركّز كل منها على جانبٍ مهم من تحويل النظم الزراعية والغذائية:

منتدى العمل العالمي للشباب التابع لمنتدى الأغذية العالمي: يشدّد هذا المنتدى على الدور الحاسم الذي يؤديه الشباب في توجيه مستقبل الأغذية. ويستحدث مساحةً مخصصة لصانعي التغيير من الشباب لقيادة المناقشات وتشاطر الأفكار والدعوة إلى إيجاد حلولٍ للتحديات الرئيسية مثل الجوع وتغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي. وسوف تتسنى للقادة الشباب، من خلال حلقات العمل وحلقات النقاش والجلسات التعاونية، فرصة التواصل مع صانعي السياسات والخبراء وتمكينهم من اتخاذ الإجراءات والابتكار من أجل مستقبل مستدام للأغذية.

منتدى العلوم والابتكار التابع للمنظمة: يجمع هذا المنتدى بين العلماء والباحثين وقادة الفكر من حول العالم، ويلقي الضوء على أهمية البحوث والتطورات التكنولوجية في التصدي لتحديات النظم الزراعية والغذائية. وسوف يستكشف المشاركون آخر الابتكارات والإنجازات العلمية، مع التركيز بصورة خاصة على الاستفادة من التكنولوجيا للتكيف مع تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين الاستدامة. كما ستشجّع الجلسات التعاونية على تبادل المعرفة وتحفيز الشراكات التي من شأنها أن توجّه عملية تحويل النظم الزراعية والغذائية.

منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد للمنظمة: يركّز هذا المنتدى على تحفيز استراتيجيات الاستثمار وأوجه التعاون المالي الرامية إلى الترويج للنظم الزراعية والغذائية المستدامة والقادرة على الصمود. كما يسهّل الحوار بين الحكومات والمستثمرين ومنظمات التنمية لتعبئة الموارد للمبادرات التي تعزّز الأمن الغذائي وتحدّ من الفقر وتدعم الزراعة المستدامة. وسوف تركز المناقشات على تحديد المشاريع المؤثرة وآليات التمويل وتوسيع نطاقها، لضمان إتاحة الموارد الضرورية لتحقيق أهداف الأمن الغذائي العالمي.

وسوف تستضيف هذه المنتديات طيلة الأسبوع حواراتٍ وحلقات عمل ومناقشات حول مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك السياسات والعلوم والابتكار والتعليم والثقافة والاستثمار. ويسعى منتدى الأغذية العالمي، من خلال الجمع بين تصوراتٍ وخبرات متنوعة، إلى تحفيز العمل وتوليد آثارٍ مجدية وتسريع وتيرة التقدم على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

وإضافةً إلى هذه الركائز، سوف يتخلل منتدى الأغذية العالمي منتدى منتصف المدة لعقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية، الذي سيندرج ضمن مناقشات فنية وسياساتية يقودها الشباب. ويحتفي هذا المنتدى بالزراعة الأسرية باعتبارها أساسًا للنظم الزراعية والغذائية المتنوعة والمبتكرة والديناميكية.

وسيتطرق المنتدى أيضًا إلى ندرة المياه في الزراعة من خلال جلسة حوار روما بشأن المياه وسوف يسلّط الضوء على ممارسات السكان الأصليين التي تدعم قيام مستقبل مستدام للأغذية من خلال المركز العام للنظم الغذائية للسكان الأصليين الذي يمتد طيلة الأسبوع.

وتصادف كل هذه الأنشطة الاحتفال بيوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر/تشرين الأول تحت عنوان "الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل"، مع التشديد على الحاجة إلى حصول الجميع على أغذية متنوعة ومغذية وميسورة الكلفة وآمنة.

معرض منتدى الأغذية العالمي: عرضٌ للحلول

افتُتح اليوم أيضًا معرض منتدى الأغذية العالمي في المقر الرئيسي للمنظمة، وهو يوفّر عرضًا نابضًا بالحياة ومتنوعًا للحلول المبتكرة والمبادرات وأشكال التعبير الفني المتصلة بتحويل النظم الزراعية والغذائية.

ويتضمن المعرض عروضًا تفاعلية ومداخلات وعروضًا ثقافية. وتستضيف المنظمة مع منتدى الأغذية العالمي فعالياتٍ حول مواضيع مثل البذور والوسائط الإعلامية لتحويل النظم الزراعية والغذائية والسنة الدولية للإبليات والعمل الإقليمي للشباب، من بين فعاليات أخرى.

ويمكن للحاضرين أن يستكشفوا أيضًا معارض خارجية مثل معرض " Ristolab- محطة إعادة تنشيط براعم التذوق"، الذي يغوص في الترابط القائم بين الأغذية والثقافة، أو التعرّف على تقنيات الزراعة المبتكرة من خلال "دليل المسافر للزراعة المائية".

مصر الطقس