اخبارنا

slider

مركز الاستثمار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة يحتفل بمرور 60 عامًا على الشراكات الإنمائية الفعالة

روما - احتفل يوم الثلاثاء مركز الاستثمار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بمرور 60 عامًا على توفير الدعم الاستثماري الرفيع المستوى في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي، وذلك في حفل خاص أقيم خلال منتدى الأغذية العالمي حضره موظفون حكوميون رفيعو المستوى وكبار القادة لدى شركاء التمويل الرئيسيين ومستثمرون من القطاع الخاص.

وقد ساعد مركز الاستثمار على مرّ ستة عقود على تصميم أكثر من 400 2 مشروع بتمويل من الشركاء في 157 بلدًا، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات العامة 257 مليار دولار أمريكي معدلًا لمراعاة عامل التضخم. وسيتواصل هذا الاتجاه اليوم مع انضمام شركاء جدد إلى المركز ومنهم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك الاستثمار الأوروبي وبنك التنمية الجديد.

وافتتح السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، هذا الحدث بعرض بعض المعلومات حول دور المركز وتاريخه، بدءًا من تأثيره على حياة الأشخاص وسبل عيشهم وصولًا إلى مستقبل الاستثمارات في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي. وأشار إلى أنه بعد فترة وجيزة من توقيع أول اتفاقية تعاون مع البنك الدولي في عام 1964، اكتسبت المنظمة بما تتمتع به من "خبرة فنية عالمية المستوى في مجال الأغذية والزراعة" صفة "شريك موثوق يجمع بين الحكومات والممولين والمستثمرين والمزارعين ورواد الأعمال".

وسرعان ما وسّع مركز الاستثمار شبكته من الشركاء في الاستثمارات، حيث عمل مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبنوك التنمية الإقليمية، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، والاتحاد الأوروبي، والصندوق الأخضر للمناخ، والعديد من الشركاء الآخرين.

وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ مركز الاستثمار قد خضع، تحت قيادته، إلى "عملية إصلاح من أجل مساعدة البلدان على تحقيق أثر أفضل على نطاق واسع"، بما يتماشى مع الأفضليات الأربع للمنظمة وهي: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع".


وأشاد السيد Axel Van Trotsenburg ، كبير المديرين الإداريين المسؤول عن سياسات التنمية والشراكات في البنك الدولي، بالخبرة الفنية والمعرفة الاستثمارية التي يثري بها مركز الاستثمار التابع للمنظمة استثمارات البنك في مجال الأغذية الزراعية، وحث على بذل المزيد من الجهود.


وارتقى فريق مركز الاستثمار المتعدد التخصصات، الذي يجمع بين المعارف التقنية في جميع القطاعات والخبرة في مجال الاستثمارات، بجهوده ليصبح أحد الجهات المفضلة للحصول على حلول خاصة بالاستثمارات والتمويل المصممة بما يتناسب مع الاحتياجات.


وهي تشمل إقامة شراكات مع البلدان ومؤسسات التمويل من أجل تصميم استراتيجيات الاستثمار والسياسات والمشاريع التي سترسم معالم النظم الزراعية والغذائية في المستقبل.


كما ينطوي أيضًا على ريادة النُهج المبتكرة وتوسيع نطاقها بغية زيادة الأمن الغذائي والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ والإدماج المالي، لا سيما في صفوف منظمات صغار المزارعين والمنتجين.


ويعكف مركز الاستثمار على تعزيز عمله في مجالات عديدة منها تنمية سلسلة القيمة على نحو مستدام، وإزالة الكربون، والزراعة الرقمية، والتمويل المبتكر وغيرها.

وهو يواصل سد الفجوات الحرجة في المعارف وتنمية القدرات من أجل اتخاذ القرارات الخاصة بالاستثمارات بصورة مستنيرة.

الاحتفال بمرور 60 عامًا

ضمّت احتفالات الذكرى السنوية الستين كلمات رئيسية ألقاها قادة من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وهما شريكان منذ عهد طويل.

وسلّطت السيدة Odile Renaud-Basso، رئيسة البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، الضوء على شراكة البنك المثمرة مع المنظمة طوال 27 عامًا، لا سيما من أجل تعزيز التنمية المستدامة ودعم نمو القطاع الخاص.

وأقرّت بإجماع الشركاء على الالتزام بدعم الحوار بين القطاعين العام والخاص بشأن السياسات التمكينية وحشد المزيد من الاستثمارات المراعية للبيئة في المستقبل في قطاعي الأغذية والأعمال التجارية الزراعية. كما شددت على أهمية المعارف المديدة والشبكات الواسعة التي تزخر بها المنظمة وعلى أهمية عملها الطويل الأمد في مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والعراق، حيث يقوم البنك بتوسيع نطاق عملياته، وكذلك أهمية قيم الشركاء المتوائمة حول خضرنة النظم الزراعية والغذائية، والإدماج، ورأس المال البشري، والتحول الرقمي.

وأشادت السيدة Katherine Meighan، كبيرة موظفي الشؤون القانونية والحوكمة ونائب الرئيس المساعدة لإدارة العلاقات الخارجية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بالشراكة الممتدة منذ 47 عامًا بين الصندوق ومركز الاستثمار التابع للمنظمة وبدوره في الدفع قدمًا بالتنمية الريفية المستدامة وتحويل النظم الغذائية.

كما شددت على هدف الصندوق المتمثل في الانخراط بشكل أكبر مع القطاع الخاص ورحبت بإرساء تعاون راسخ من أجل بناء قدرة المجتمعات الريفية على الصمود في وجه الصدمات والأزمات، عن طريق الاستثمارات في التكيف مع المناخ، وحماية التنوع البيولوجي والحلول القائمة على الطبيعة، مع التركيز بشكل خاص على "المستوى الأول" من النظم الزراعية والغذائية المتمثل في مجتمعات المنتجين الريفيين.

وتولى السيد محمد المنصوري، مدير مركز الاستثمار التابع للمنظمة، تيسير حلقة نقاش حول كيفية توليد قدر أكبر وأفضل من الاستثمارات العامة والخاصة من أجل تسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية على المستوى القطري. وركّزت النقاشات كذلك على مستقبل التعاون مع المنظمة.

وتحدث معالي السيد Abubakar Kyari، وزير الزراعة والأمن الغذائي في نيجيريا، عن دور المنظمة في دعم الحكومات من أجل التصدي للتحديات العالمية التي يفرضها تغير المناخ وكذلك في دعم صغار المزارعين.

وعرضت السيدة Shobha Shetty، المديرة العالمية الجديدة لقسم الممارسات العالمية في مجالي الزراعة والأغذية في البنك الدولي بعض الرؤى الثاقبة حول هذا التعاون الناجح والفريد من نوعه على مدى 60 عامًا والذي يجمع بين المعارف العالمية وأفضل الممارسات والخبرات القطاعية مع التمويل السخي والابتكار. 

وأوضحت كيف قامت الشراكة بتوسيع نطاق تركيزها من خلال الانتقال من زيادة الإنتاجية الزراعية فقط إلى مساعدة البلدان على تحويل نظمها الزراعية والغذائية والتكيف مع آثار تغير المناخ. وينصبّ التركيز الآن على ريادة الأعمال في صفوف الشباب وحشد رأس المال الخاص والابتكار الرقمي وقضايا المساواة بين الجنسين، مع التركيز على تمكين المرأة لكي تعيل نفسها بنفسها. كما شددت على اكتساب القدرة على تنفيذ إجراءات قصيرة الأجل أهمية أكبر بالاستناد إلى أدوات الرصد الجديدة.

ومن بين الشركاء الجدد في مركز الاستثمار بنك التنمية الإيطالي Cassa Depositi e Prestiti للودائع والقروض.

وتحدث السيد Paolo Lombardo، مدير التعاون الدولي والتمويل الإنمائي في Cassa Depositi e Prestiti عن الدور المحفز الذي يمكن أن تؤديه مؤسسات التمويل العام مثل هذا البنك في دعم القطاع الخاص في البلدان الشريكة من خلال الجمع بين الدعم المالي والمساعدة الفنية. وسلّط الضوء على شراكة الصندوق مع مركز الاستثمار والمفوضية الأوروبية بشأن مبادرة TERRA وهي مبادرة من المقرر إطلاقها قريبًا وتهدف إلى تعزيز نهج تحويل النظم الزراعية والغذائية المستدامة والقادرة على الصمود من خلال تحسين سلاسل القيمة الزراعية والغذائية.

واختتمت حلقة النقاش السيدة غيثة الغرفي، المديرة العامة للمؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات (FOODEX)، وهي هيئة عامة تخدم قطاع تصدير المنتجات الزراعية والغذائية في المغرب. وأوضحت كيف ساعدت المؤسسة بشراكتها مع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومنظمة الأغذية والزراعة في استنهاض المزيد من الاستثمارات في سلاسل القيمة المحلية الموجهة نحو التصدير، من خلال زيادة تنويع المخاطر وتعزيز قابلية الاستثمار، مع التركيز على معايير الاستدامة الاجتماعية والبيئية.

واختتم رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة السيد Máximo Torero، الحدث مشيدًا بموظفي مركز الاستثمار وشركائه على عملهم وتفانيهم. وقال: "إنّ نموذج الأعمال الذي يتفرّد به مركز الاستثمار في عمله مع البلدان وشركائه في التمويل قد أثبت جدواه في كل زمان ومكان".

مصر الطقس