روما - كشفت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (المنظمة) اليوم عن التفاصيل واستضافت مناقشة حول منشورها المقبل عن تطلعات التكنولوجيات والابتكارات الخاصة بالنظم الزراعية والغذائية، وهو منتج معرفي جديد مصمّم من أجل إثراء الحوارات والقرارات السياساتية القائم على الأدلة، بما في ذلك الاستثمارات.
وأشارت جلسة إحاطة مختلطة عُقدت في المقر الرئيسي للمنظمة في روما إلى أن العالم يواجه العديد من التحديات المعقدة التي تزيد من الجوع وعدم المساواة في العالم، من أزمة المناخ إلى الصراعات، ومن حالات الطوارئ الإنسانية إلى جائحة كوفيد-19.
وتركّز المنظمة حاليًا على تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب، على النحو الذي شدّد عليه الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031.
ويُنظر إلى العلوم والتكنولوجيا والابتكار على أنها تؤدي دورًا رئيسيًا في عملية التحويل هذه.
ومع ذلك، فإن اعتماد العلوم والتكنولوجيا والابتكار يتفاوت بشكل كبير بين البلدان الغنية والمنخفضة والمتوسطة الدخل. وعلاوة على ذلك، يحتاج صانعو السياسات والمستثمرون إلى رسائل واضحة وقوية مدعومة بأدلة علمية قوية، بما في ذلك بيانات الوصول المفتوح إلى عملية صنع القرارات والتخطيط للاستثمارات. ولكن البيانات والتحليلات المتاحة حاليًا موزّعة على نطاق واسع ويصعُب توليفها والوصول إليها.
وقد تم إعداد المطبوع "التوقعات الخاصة بالتكنولوجيات والابتكارات في مجال النظم الزراعية والغذائية" من أجل المساعدة على التصدي لمثل هذه المشاكل من خلال تجميع البيانات والتحليلات المستمدة من مصادر عديدة في مجموعة أدلة جاهزة. وسيجري استكمال عملية معالجة البيانات بالتبصّر بشأن مسارات التأثير التي قد تتبعها مختلف العلوم والتكنولوجيات والابتكارات، إضافة إلى توليفات من الأدلة المتاحة المتعلقة بتأثيرات العلوم والتكنولوجيات والابتكارات.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة "أنا مقتنع بأن إطلاق هذه المبادرة المبتكرة سيضمن أن تصبح البيانات والأدلة الأساسية اللازمة لتحويل نظمنا الزراعية والغذائية العالمية في متناول جميع من يحتاجون إليها، ولا سيما صانعو القرار".
وأشارت رئيسة العلماء في المنظمة السيدة أسمهان الوافي، إلى أن الهدف من إعداد هذا المطبوع هو توفير الفرص المتكافئة في شتى البلدان، وتوفير المعلومات من أجل تحفيز اعتماد التكنولوجيات والابتكارات لزيادة الإنتاجية والكفاءة والاستدامة في النظم الزراعية والغذائية كافة. وستساعد البيانات الدقيقة بشأن دورة الابتكار بأكملها البلدان على تصميم سياساتها وأطرها التنظيمية بشكل أفضل، وكذلك توفير المعلومات لخططها الاستثمارية في مجالي العلوم والابتكار.
منتدى العلوم والابتكار
يهدف جزء من حدث اليوم منتدى الأغذية العالمي - منتدى العلوم والابتكار إلى تحفيز بدء المناقشات بشأن المطبوع، الذي من المتوقع أن يصدر كل عامين، اعتبارًا من عام 2024. وقد أصدرت المنظمة تقريرًا بهذه المناسبة يحدّد رؤية المطبوع وأساسه المنطقي ونطاقه وأساليبه.
ويمثل هذا المطبوع أحد النتائج المباشرة لاستراتيجية المنظمة الأولى على الإطلاق للعلوم والابتكار، ويجري إعداده بالتعاون مع البروفيسور Chris Barrett وزملائه في جامعة كورنيل. ووفقًا للسيد Barrett، الخبير في مجالي الزراعة والتنمية، فإن التوزيع غير المتكافئ للمعارف في هذا المجال يعيق التقدم، لا سيما بين الفئات السكانية الأكثر ضعفًا وذات الدخل المنخفض.
وقال السيد Barrett "يمكن أن يساعد المطبوع في إتاحة فرص متكافئة على مستوى الأدلة من أجل إيجاد علمية أفضل لصنع سياسات واستثمارات ذات مردود أعلى".
ويكمن الهدف العام من المطبوع في معالجة البيانات والتحليلات المستمدة من مصادر عديدة لكي تصبح مطبوعًا رئيسيًا يساعد صانعي القرار في مجال النظم الزراعية والغذائية حول العالم. وعند القيام بذلك، سيسترعي المطبوع الانتباه أيضًا إلى الفجوات في البيانات والأدلة المهمة التي قد تستحق بذل جهود جديدة متضافرة.
ويشمل مصطلح "النظم الزراعية والغذائية" النطاق الكامل من الجهات الفاعلة، وأنشطتها المترابطة لإضافة القيمة، المنخرطة في الإنتاج الأولي للمنتجات الزراعية الغذائية وغير الغذائية، وكذلك في تخزين جميع المنتجات الغذائية، بما في ذلك تلك التي هي من منشأ غير زراعي، وتجميعها، ومناولتها في مرحلة ما بعد الحصاد، ونقلها، وتجهيزها، وتوزيعها، وتسويقها، والتخلص منها، واستهلاكها.