منتدى الأغذية العالمي يختتم خمسة أيام تخللها اجتماع وجهات نظر مختلفة بشأن تحويل النظم الزراعية والغذائية
روما - بدءًا من تبادل الأفكار بشأن الحلول الخاصة بالأمن الغذائي والتخفيف من وطأة تغير المناخ بالاستناد إلى العلم والابتكار، وصولاً إلى إبراز الروابط القائمة بين التغذية الصحية وسلامة الكوكب - قام اليوم منتدى الأغذية العالمي المنعقد بقيادة الشباب، باختتام خمسة أيام من الحوار المكثف وإقامة الشبكات والسعي إلى تأمين الاستثمارات بهدف معالجة أزمة الغذاء المتنامية حول العالم.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل الختامي الذي أتاح مزيجًا غنيًا من الدعوة من شباب الشعوب الأصلية والموسيقى والقصائد والأفلام: "أنا معجب جدًا بالطرق المتعددة لالتقاء السياسات والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والاستثمار بغية الحض على اتخاذ الإجراءات التي نحتاج إليها لأجل مستقبل غذائي أفضل. واستطرد قائلاً: "المستقبل الذي أؤمن به دومًا هو مستقبل أكثر إشراقًا! "
وقد شكّل حافزًا لهذا الجمع الطابع الملح للتوفيق بين منظورات مختلفة في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة منه والمتمثلة في إيجاد حلول للأمن الغذائي وزيادة قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود؛ والتوعية بالروابط القائمة بين صحة التغذية وسلامة كوكب الأرض؛ وتحديد حلول شجاعة وقابلة للتنفيذ ومستندة إلى العلم للتخفيف من وطأة تأثيرات تغير المناخ، بموازاة زيادة فرص الحصول على أنماط غذائية صحية للجميع.
وقد انضم إلى السيد شو دونيو نظراء من الوكالات الأخرى التي توجد مقارها في روما، بمن فيهم السيدة Satu Santala، نائب الرئيس المساعد للصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والسيد عارف حسين، كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث والتقييم والمراقبة في برنامج الأغذية العالمي، فضلًا عن قادة شباب وقادة في مجال العلوم والاستثمار والثقافة، دعوا جميعًا إلى إعطاء زخم جديد للتعاون المستمر بين جميع أصحاب المصلحة من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ثلاثة مسارات متوازية
جمع المنتدى بين ثلاثة مسارات عمل متوازية تركز على الشباب والعلوم والتكنولوجيا والابتكار ومبادرة العمل يدًا بيد الرئيسية للمنظمة من أجل الربط بين المستثمرين المحتملين وبين البلدان التي هي بأمسّ الحاجة إلى الدعم. وكان من بين الإنجازات الرئيسية:
- في مسار العمل العالمي الخاص بالشباب التابع لمنتدى الأغذية العالمي: عبّر الشباب عن أفكارهم صراحةً وحددوا بوضوح السياسات والحلول التي يودون رؤيتها في أقاليمهم وفي العالم. وستحال النقاط الرئيسية لمسودات خلاصة عمل الشباب على المستوى الإقليمي المنبثقة عن الحدث إلى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في جمهورية مصر العربية." وقدّم المنتدى مجموعة معنية بالسياسات الخاصة بالشباب ذات صلة بالأغذية والزراعة ومجموعة للعلماء الشباب لمواصلة دعم مضمون المسودات وإحالتها إلى جميع الاجتماعات المتعددة الأطراف ذات الصلة التي ستعقد مستقبلاً. وقد جرت حوارات ضمن موائد مستديرة شملت المزارعين الشباب، والمتخصصين الشباب في مجال الإعلام، والشباب من الشعوب الأصلية. وقد أتى المنتدى العالمي للشباب ببحوث وابتكارات كفيلة بقلب الموازين في الجوائز الخاصة بتحدي البحوث التحويلية والابتكار في المؤسسات الناشئة، والاحتفالات الثقافية لتشجيع الناس حول العام على الانضمام إلى حركة تحويل طريقة إنتاج أغذيتنا وإتاحتها واستهلاكها.
- وفي مسار العمل الخاص بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار في المنظمة: بحث المشاركون في منتدى العلوم والابتكار في كيفية تسخير العلوم والابتكار لصالح جميع مجالات النظم الزراعية والغذائية، بما في ذلك الثروة الحيوانية المستدامة والتحول الأزرق والابتكار لزيادة فرص النفاذ إلى الأسمدة وكلفتها الميسورة والكثير من المجالات الأخرى. كما اطلعوا على الإمكانات التحويلية التي ينطوي عليها التنويع التقليدي وتطبيق معارف الشعوب الأصلية. واحتفلت المنظمة مع جامعة واغنينغن ومركز البحوث بشراكة تحويلية جديدة، فضلاً عن مراكز البحث الفرنسية الثلاثة للتنمية الريفية والزراعية والبيئة أي مركز التعاون الدولي للبحث الزراعي من أجل التنمية والمعهد الوطني للبحوث الزراعية ومعهد البحوث لأغراض التنمية. واستطلع مسار العمل كيفية تسريع عجلة العلوم والابتكار لتعزيز العمل المناخي وتحسين التغذية من خلال النظم الزراعية والغذائية المستدامة.
- وفي منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد للمنظمة: قدم 20 بلدًا فرصًا للاستثمارات المؤثرة، كما عقدت تلك البلدان اجتماعات ثنائية وجرى تسليط الضوء على ثلاث مبادرات إقليمية. وتحقق تقدم هام على صعيد الاستثمارات وبدأت عملية بهذا الشأن مع العديد من المستثمرين من المصارف المتعددة الأطراف والإقليمية، بالإضافة إلى القطاع الخاص وصناديق الاستثمار. وقد عُقد العديد من الشراكات الجديدة فيما تبلورت بالفعل استثمارات هامة، ستليها أخرى مستقبلاً. وبالإضافة إلى ذلك، تم استكشاف إمكانات للنمو وهياكل متنوعة للتمويل تخص القطاع الزراعي والغذائي. وسيواصل مركز الاستثمار والمكاتب الإقليمية للمنظمة دعم عمليات الاستثمار والتعجيل بها بالتعاون مع البلدان.
وشدد المنظّمون على أنّ نجاح منتدى الأغذية العالمي هذا العام لا يُعزى إلى عناصر فردية وإنما إلى التقاء جميع وجهات النظر المختلفة، وجميع أصحاب المصلحة، عبر مختلف الأقاليم والأجيال. وإن مسارات العمل الثلاثة المترابطة قد سلطت الضوء على أهمية التعاون بين الجيل الحالي والجيل المقبل. كما أنّ إبداعنا المشترك في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار – والاستثمارات تبعث في نفوسنا أملاً كبيرًا في صنع مستقبل أفضل للغذاء، من دون ترك أي أحد خلف الركب.
معلومات إضافية بارزة:
- شارك حضوريًا أكثر من 000 2 شخص في الحدث في المقر الرئيسي للمنظمة
- انضم عشرات آلاف الأشخاص حول العالم إلى الحدث عبر الإنترنت
- تمت استضافة أكثر من 100 فعالية وجاهية ومئات الفعاليات الافتراضية والفعاليات الجانبية الأخرى، ما عزز الشبكات والحوار بين الأجيال
- ضم المنتدى قادة عالميين وعلماء ومبتكرين ذائعي الصيت وفنانين مشهورين وقادة ثقافيين ومسابقات للشركات الناشئة وللبحوث، ومزارعين شباب ومستثمرين والمزيد من اللقاءات للتوصل إلى حلول لمواجهة التحديات العالمية والتصدي للجوع والبحث في مسائل التغذية والنظم الزراعية والغذائية.
- كما قدم المنتدى مجموعات أصحاب المصلحة لمركز تنسيق النظم الغذائية وصانعي القرارات العالميين، واستضاف مهرجانًا للشباب من السكان الأصليين دام أسبوعًا واحدًا، وشجع على إجراء حوارات بشأن أحدث العلوم دعمًا لتحويل النظم الزراعية والغذائية.
- وأعلن المنتدى أنه قام، مع شريكته حركة Social Gastronomy Movement، بحملة لأنشطة موجهة للشباب في الشهر الذي سبق انعقاد المنتدى - حيث عملا مع منظمات من حول العالم على توزيع 4 ملايين وجبة إلى المحتاجين متجنبين هدر 000 130 كيلوغرام من الأغذية.
- وفي العام المقبل، سينتقل المنتدى من الأفكار إلى التأثير - من خلال إطلاق حاضنة للمنتدى تأتي بأصوات الشباب إلى المحافل العالمية لصنع القرار، وتضمن تعزيز الابتكارات القائمة على العلوم لمواجهة تحديات النظم الزراعية والغذائية، وحفز الاستثمارات الشاملة للبلدان الأكثر حاجة من خلال مبادرة العمل يدًا بيد.
وختم المدير العام للمنظمة حفل الافتتاح بقصيدة من تأليفه باللغة الصينية لهذه المناسبة:
شباب إلى الأبد
(بمناسبة منتدى الأغذية العالمي لعام 2022)
بقلم الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
الشباب شعلة مضيئة،
والأفضليات الأربع تفتح أبواب فصل جديد.
منتدى الأغذية العالمي للزخم حاصد،
والتحول من خلال الاستثمار والابتكار حاصل.
بطموح مشترك، سكان العالم يجتمعون،
ولتحقيق طموح أكبر يتحدون.
بالانفتاح والشمول والتعاطف،
نتحد في سبيل التنمية.
روما ترحب بالشعوب الأصلية،
والجسد والروح بوهج النار زاهيان.
والتقاليد القديمة تعانق رؤية جديدة،
من أجل حياة مديدة ملؤها الحيوية للشباب،
وعلى قلب واحد، إناثًا وذكورًا، شبابًا وكبارًا،
نشعل نيران العواطف لتدفئ كل من يعاني البرد والحزن.
بالإنسانية والمحبة نجتاز الصعوبات،
لبناء كوكب مشترك ومستقبل جديد.
من قرية شياوشيانغ إلى منظمة الأغذية والزراعة،
يتواصل السعي على طول البحر الأبيض المتوسط.
وقداسة الحبر الأعظم والمدينة المقدسة والفلسفة الفاضلة،
والرئيس ورئيس الوزراء والمدير العام جميعهم يعملون.
المستقبل المستدام يعتمد عليكم جميعًا،
ومهمة المنظمة واضحة وحاسمة على الدوام،
التحرر من الجوع والفقر،
لكي تشعّ الشمس على زرقة السماء وخضرة الأرض