روما – لقد تضمن جدول أعمال يوم الخميس خلال حدث منتدى العلوم والابتكار التابع لمنتدى الأغذية العالمي الجهود المبذولة لتوحيد مصادر الأسمدة البديلة وتعزيزها، والسعي إلى إيجاد تكنولوجيات جديدة لتغذية أرخص ثمنًا وأنظف وأكثر فعالية للتربة والنباتات.
وتناولت الجلسة الوزارية الرفيعة المستوى حول الابتكارات في إدارة مغذيات التربة والنباتات، في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) في روما، ما يجب القيام به للتأكد من أن تربة العالم ستكون قادرة على إطعام عدد السكان المتزايد من دون الإضرار بكوكب الأرض.
التربة مهمة
تشكّل التربة عنصرًا أساسيًا لزراعة الأغذية وهي لبنة أساسية في النظم الزراعية والغذائية. ويعتمد الأمن الغذائي حاضرًا ومستقبلاً على القدرة على زيادة الغلات وجودة الأغذية من خلال تحسين خصوبة التربة وتغذية النباتات.
وتنخفض حالة خصوبة التربة بسبب عوامل عدة بما في ذلك تآكل التربة واختلال المغذيات والملوحة، من بين عوامل أخرى تساهم في تدهور التربة، والممارسات غير المستدامة لإدارة المغذيات.
وتُفقد التربة السطحية، وهي أكثر طبقات التربة خصوبة، نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك الزراعة غير المستدامة. ووفقًا للتقديرات، يُفقد 24 مليار طن سنويًا من التربة الخصبة بسبب تآكلها.
ويحدث ذلك على خلفية توقع زيادة عدد سكان العالم بما يصل إلى 9.7 مليارات نسمة بحلول عام 2050، والتنافس على موارد الأراضي والمياه، وتأثير تغير المناخ.
وإضافة إلى ذلك، فإن البلدان المعرضة للخطر، لا سيما في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، تتصارع مع أسعار الأسمدة التي ارتفعت بشدة ويفتقر فيها المزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة إلى الوصول إلى الأسمدة العضوية وغير العضوية.
الرعاية في الأجل الطويل
أدلى المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، في كلمة أمام الجلسة الوزارية، بتعليقات تناولت مواضيع عدّة حول أهمية سلامة التربة والابتكارات الرامية إلى الحفاظ عليها.
وقال السيد شو دونيو "إنّ التربة ليست مجرد مسألة قصيرة الأجل – فنحن نعلم جميعًا أنها طويلة الأجل. وقد تستغرق ربما حياتنا بأكملها، وما زلنا غير قادرين على رؤية النتائج الحقيقية والمباشرة لجهودنا، ولكننا نحتاج إلى القيام بذلك من أجل الأجيال القادمة - وهذا التزام طويل الأجل. وبناءً على تجربتي، إذا كنت تعتني بالتربة السوداء، على سبيل المثال، فسوف يستغرق الأمر 40 عامًا لرؤية زيادة بقدر سنتمترًا واحدًا (1) في التربة السطحية".
وأضاف المدير العام أننا بحاجة إلى أن نبني جهودنا على أساس العلوم والتكنولوجيا، على سبيل المثال، كيف يمكن زيادة المواد العضوية في التربة.
وقال السيد شو دونيو أيضًا "دعونا نفعل المزيد بطريقة عملية ومنهجية، من أجل القيام، على سبيل المثال، بتصميم طريقة لعكس تآكل التربة وتدهورها وملوحتها".
وشدّد السيد شو دونيو أيضًا على الحاجة إلى الاستثمار، لا سيما في الأجل الطويل، من أجل رسم خرائط التربة، الأمر الذي قال إنه يقلّل من الحاجة إلى الأسمدة، ومن أجل تمكين فرق المهام العلمية من القيام بعمليات الرصد والتفتيش على المدى الطويل، ومن أجل مواءمة الممارسات الزراعية مع تدابير أخرى مثل الحرث.
تغذية أفضل للتربة والنباتات
أدلى خمسة وزراء ووزراء سابقون ببيانات تناولت القضايا الرئيسية المتعلقة بالتربة في بلدانهم وطرحوا أفكارهم حول الجهود المبذولة للحفاظ على سلامة التربة وتحسينها.
وشارك في الحدث معالي السيد Oumar Ibn Daoud، وزير التنمية الزراعية في تشاد، ومعالي السيد Omer Hussein Oba، وزير الزراعة في إثيوبيا، والسيد رضوان عراش، نائب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ومعالي السيد Anxious Jongwe Masuka، وزير الأراضي والزراعة ومصايد الأسماك والمياه والتنمية الريفية في زيمبابوي، والسيد William Dar، الأمين السابق لوزارة الزراعة الفلبينية. وتولّى تيسير حلقة النقاش الصحفية السيدة Thin Lei Win.
وطُرح موضوع رسم خرائط التربة بشكل متكرّر إلى جانب الأسمدة البيولوجية في البيانات وحلقة النقاش. وذُكرت كذلك بيانات التربة، والسياسة الزراعية، وتحليل التربة، وصون موارد المياه، وبرامج سلامة التربة، وتحديث نظم إدارة التربة، والاستثمار، والتأهب لتغير المناخ.
وساهمت رئيسة العلماء في المنظمة السيدة أسمهان الوافي في الجلسة من خلال عرض موجز عن النقاط الرئيسية للنقاش، سلّطت الضوء فيها على أن المعلومات هي أساس الإدارة المستدامة للمغذيات. وأشارت أيضًا إلى الإجماع على أن الإدارة المستدامة للتربة هي أحد أكثر الحلول فعالية من حيث الكلفة من أجل زيادة محتوى المغذيات الدقيقة والكبيرة في التربة.
وتشارك المنظمة في العديد من المبادرات المتعلقة بالتربة ومن بينها الشراكة العالمية من أجل التربة، وبرنامج أطباء التربة العالمي، ونشر تقارير منها تقرير التقييم العالمي لتلوث التربة.