اخبارنا

slider

منتدى الأغذية العالمي: تحويل النظم الزراعية والغذائية من خلال التكنولوجيات الرقمية

روما – جرى تسليط الضوء على قدرات التكنولوجيات الرقمية وإمكاناتها على صعيد المساعدة في حل العديد من المشاكل المعقدة في نظمنا الزراعية والغذائية في حدث خاص نظمه منتدى العلوم والابتكار التابع لمنتدى الأغذية العالمي.

وتناول الحدث الخاص برقمنة النظم الزراعية والغذائية الذي استضافته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) يوم الجمعة الماضي في مقرها الرئيسي في روما البحث في القدرات والفرص الرقمية لإحداث أثر تحولي لصالح الفئات السكانية الضعيفة عن طريق سد الفجوة الريفية وتمكين الشباب والنساء من الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا والأسواق.

ومن خلال التركيز على العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وفّر الحدث منصة لإذكاء المناقشات وعرض أمثلة ملموسة على التكنولوجيات الرقمية التي تعمل على تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأفضليات الأربع للمنظمة، وهي: إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، بموازاة عدم ترك أي أحد خلف الركب.

وتَعِد الزراعة الموجهة بالبيانات بفرص سانحة من أجل نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، وتولد أثرًا إيجابيًا على أسواق الأغذية والإنتاجية الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي.

وسلّط المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، الضوء في الكلمة التي ألقاها أمام الحضور على "مركزية العلم والتكنولوجيا والابتكار بالنسبة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية على مستوى العالم". وأشار أيضًا إلى أن "الرقمنة تجعل الأعمال ملائمة للغرض المنشود منها بما فيه مصلحة الجميع. وهي تسمح ببناء الثقة بين المستهلكين والمنتجين، وتمكّن الحكومات من مراقبة الجودة من خلال نظم الحوكمة الرقمية". وأخيرًا، أضاف السيد شو دونيو أنه من خلال المنظمة الرقمية الجديدة "يمكن لجميع الأعضاء البالغ عددهم 194 عضوًا الوصول إلى جميع المعلومات عبر الإنترنت؛ كما أن جميع الاجتماعات تُعقد بصورة افتراضية ويمكن الوصول إليها من العواصم حول العالم. ويُعتبر ذلك شفافية كاملة".

وحضر الحدث أيضًا بعض الممثلين الدائمين من الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 194 دولة، حيث ركّز الحدث على أزمة الجوع الحالية التي تواجه 8 في المائة من سكان العالم باستخدام وسائل الزراعة الرقمية.

إن الخبرة الفنية التي تتمتع بها المنظمة ومصداقيتها كمنظمة معرفية وقائمة على الأدلة تمكّنها من ترجمة رؤية الزراعة الرقمية إلى إجراءات ملموسة لصالح الأعضاء وتعزيز جداول أعمال السياسات لمعالجة الفجوة الرقمية و"تكثيف" الفوائد الرقمية للجميع.

التحول في ساحة العمل

جمع الحدث الخاص برقمنة النظم الزراعية والغذائية ممثلين عن وكالة التحول الزراعي في إثيوبيا، وبنك التنمية في أوغندا، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجامعة كورنيل لتشاطر ممارساتهم ونتائجهم في إطار مواصلة دعمهمالمتبادل لجدول أعمالهم المشترك الساعي إلى تعزيز النظم الزراعية والغذائية باستخدام التكنولوجيات الرقمية.

وعرض السيدTemesgen Gebeyehu ، مدير الزراعة الرقمية في وكالة التحول الزراعي في إثيوبيا، حلًّا جرى استحداثه في إثيوبيا، وهو "خط اتصال آلي لمساعدة المزارعين يمكن الوصول إليه بست لغات" لتقديم المشورة الزراعية أو معلومات حول جائحة كوفيد-19. وبإمكان نظام الخط الساخن أيضًا أن يستخدم البيانات الشخصية للمزارعين و"إرسال تحذيرات لإعلامهم بالأمراض التي تصيب المحاصيل وتفشي الآفات".

وقال السيد Francis Mwesigye، رئيس الخبراء الاقتصاديين في بنك التنمية في أوغندا، إن البنك بصدد رقمنة تقييمات القروض باستخدام "لوغاريتم تقييم الائتمان" الذي يجري الحصول عليه من "بيانات المزرعة، وبيانات الأسرة وتاريخ المعاملات" لمساعدة المزارعين في المجتمعات المحلية الريفية من خلال التأمين على المحاصيل والثروة الحيوانية.

وقال السيد Gerd Dercon، رئيس مختبر إدارة التربة والمياه وتغذية المحاصيل في المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية المعني بالتقنيات النووية في الأغذية والزراعة: "يعتبر ربط التقنيات النووية والرقمية بهدف تعزيز استخدام التربة والموارد المائية وحفظها أمرًا أساسيًا لتعزيز الإنتاجية الزراعية والقدرة على التكيف مع تغير المناخ ومعالجة التلوث البيئي" وعرض أمثلة على عمل الوكالة. ويشمل ذلك استخدام أجهزة استشعار نيوترونات الأشعة الكونية لرصد رطوبة التربة، وربط أجهزة استشعار نيوترونات الأشعة الكونية وبيانات صور الأقمار الصناعية وإدارة المياه الزراعية بالنموذج الإنتاجي AquaCrop.

ويُتوقع حاليًا تكثيف التعاون بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إتاحة البيانات عن رطوبة التربة بشكل آني على المدى الطويل وبيانات المراقبة ذات الصلة على المنصة الجغرافية المكانية التابعة لمبادرة منظمة الأغذية والزراعة للعمل يدًا بيد، وكذلك على صعيد تحدي الذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني أو وضع معايير مرجعية لاستشعار انعكاس رطوبة التربة عن بُعد باستخدام منصةOpenGIS  للذكاء الاصطناعي الجغرافي المكاني التابعة لمنظومة الأمم المتحدة.

منظمة الأغذية والزراعة والزراعة الرقمية

تؤدي المنظمة دورًا رائدًا في مجال التغييرات التحويلية، وقد تم الآن دمج التحول الرقمي بشكل كامل في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، ولا ينعكس ذلك في العمل اليومي للمنظمة من خلال الدعم الذي يقدمه المسار الجديد للتحول الرقمي لتحقيق الأثر لأغراض عملية وضع السياسات، وتقديمه لمعلومات رئيسية وربطه بين مختلف أصحاب المصلحة فحسب، وإنما ينعكس أيضًا في توفيره للأدوات الرقمية لصالح المزارعين – ويجري كل ذلك في سياق تسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي حدث يوم الجمعة، ذكر السيد Máximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، أمثلة مستمدة من المشاريع الرقمية للمنظمة مثل مبادرة 000 1 قرية رقمية التي تساعد في إيصال الخدمات الرقمية إلى المجتمعات المحلية الريفية لتمكين سبل العيش الاقتصادية والتماسك الاجتماعي. ومن خلال إضفاء المزيد من الشمول على التكنولوجيات الرقمية، فإنه بإمكانها دعم التنمية الريفية وتحويل النظم الزراعية والغذائية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وعلى وجه الخصوص، عرض السيد Agustin Zimmerman، ممثل المنظمة في إكوادور، الأثر الناجح لهذه المبادرة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي حيث يشارك 52 مشروعًا للسياحة الزراعية من 14 بلدًا في المبادرة منذ عام 2021 بهدف دعم الرقمنة وتعزيزها في تجارب السياحة الريفية المرتبطة بالنظم الزراعية والغذائية.

وقامت المنظمة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات بإعداد دليل لاستراتيجية الزراعة الإلكترونية من أجل مساعدة البلدان على تطوير استراتيجيتها الوطنية للزراعة الإلكترونية. وتساعد هذه الاستراتيجيات على ترشيد الموارد وإيجاد مصادر دخل جديدة وتحسين سبل العيش الريفية. وبالإضافة إلى ذلك، طورت المنظمة تطبيقات ومنصات وقواعد بيانات لزيادة الوصول إلى المعلومات والخرائط والإحصاءات المفيدة مثل حافظة خدمات التكنولوجيا الرقمية التي قدمتها السيدة Coumba Sow، ممثلة المنظمة في رواندا، والتي سلّطت الضوء على أهمية تقريب هذه المنتجات من المزارعين في الميدان، كما ذكرت العديد من الأمثلة على مبادرات الرقمنة الناجحة في أفريقيا لتيسير تبادل المعلومات والحصول على القروض.

مصر الطقس