روما - خلال افتتاح المؤتمر العالمي الأول للإنتاج النباتي المستدام الذي عقدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، تم اليوم تسليط الضوء على الحاجة إلى نُهج مبتكرة في الزراعة كفيلة بجعل إنتاج المحاصيل كفؤًا وقادرًا على الصمود بوجه الصدمات والاضطرابات.
تحت عنوان الابتكار والكفاءة والقدرة على الصمود، سيركّز الحدث المختلط المنعقد في المقر الرئيسي للمنظمة على كيفية إنتاج المزيد من الغذاء بطريقة مستدامة، مع التقليل من الأثر البيئي وبطرق يمكن بواسطتها تعزيز نظم زراعية وغذائية محلية ومتنوعة.
وإنّ هذا المؤتمر الذي يستمر من 2 إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ينعقد في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على الغذاء والأعلاف والوقود والألياف، مع تقديرات تشير إلى أن العالم سيحتاج إلى كمية إضافية من الغذاء بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 لإطعام سكان العالم الآخذ عددهم في التزايد. وفي الوقت الحالي، يواجه نحو 828 مليون شخص الجوع، فيما لا يملك ثلث سكان العالم - وعددهم 2.3 مليارات نسمة - فرصًا للحصول على الغذاء الكافي.
ودعا المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، في ملاحظاته الافتتاحية، إلى ضرورة التعجيل باتخاذ إجراءات لمعالجة هذه القضايا.
فقال: "إنّ الممارسات الزراعية الحالية غير مستدامة. وهناك حاجة ماسة إلى الاستثمار. فتلك الممارسات تفرض ضغوطًا على البيئة وعلى مواردنا الطبيعية المحدودة، بما في ذلك التنوع البيولوجي والأراضي والمياه"، مشيرًا إلى كيفية مساهمة تحويل الأراضي من نظم إيكولوجية طبيعية إلى الزراعة، مساهمة ضخمة في إزالة الغابات وخسارة التنوع البيولوجي، وانبعاثات غازات الدفيئة، ضمن سياق تتزايد فيه التهديدات الناجمة عن الآفات والأمراض النباتية وتفاقمه آثار الأزمة المناخية.
"لا يمكننا الاستمرار في نهج العمل كالمعتاد - وإنما يتعين علينا أن نسلك مسارًا مستدامًا مدفوعًا بالتكنولوجيا. فهذا هو الحل الوحيد. وسوف تحتاج زراعة الغد إلى إنتاج المزيد من الغذاء مع بصمة بيئية أخف وطأة - وهذا يعني إنتاج كميات أكبر بتكاليف أقل. كما يتعين علينا إنتاج المزيد من التنوع ومن الكميات في المواقع" على حد قول السيد شو دونيو الذي أضاف: "بوسع الإنتاج المستدام للنباتات القائم على العلوم تمكين ذلك".
وشدّد المدير العام للمنظمة على دور المزارعين الذين لا بد أن تكون احتياجاتهم ومعارفهم وقيودهم "في صلب" الجهود الرامية إلى اعتماد ممارسات زراعية مستدامة.
وحدد خمس طرق لمعالجة هذه التحديات العالمية، وهي:
- تنفيذ حلول سهلة المنال وقابلة لتكييفها محليًا؛
- وإقامة نظم زراعية وغذائية متينة ومتنوعة على المستوى المحلي لها قدرة أكبر على الصمود في مواجهة الصدمات والاضطرابات؛
- وتسخير إمكانات الابتكار الزراعي لإنشاء نظم كفؤة للإنتاج النباتي؛
- وضرورة أن تكون شاملة ومراعية لاحتياجات جميع الفئات بما في ذلك أضعف الشرائح، ونساء الريف والشباب والشعوب الأصلية؛
- والحفاظ على تجارة دولية مفتوحة وفعالة.
ويجمع المؤتمر الأعضاء في المنظمة والمزارعين والعلماء ووكالات التنمية وصانعي السياسات وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص لكي يناقشوا الممارسات الزراعية التي تتمحور حول المزارعين والتي تٌنتج المزيد من المحاصيل فيما تراعي السبل الكفيلة بالتخفيف من وطأة تغير المناخ والاضطرابات الجيوسياسية، في جملة قضايا أخرى.
وستركز المناقشات على الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الأمن الغذائي باستخدام البذور المناسبة، والنظم المتنوعة والقابلة للتكيف في زراعة المحاصيل الغذائية، والإدارة الفعالة للموارد الطبيعية. وستشمل الجلسات أيضًا إدارة الآفات والمكننة والرقمنة.
ويهدف هذا المؤتمر إلى التوعية بمساهمة الإنتاج النباتي المستدام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 على الصعيدين الإقليمي والوطني، وإثبات السبل التي يمكن للمنظمة بواسطتها أن تقود الأعضاء في هذا الاتجاه.