اخبارنا

slider

مبادرة المدن الخضراء تكتسب المزيد من الزخم لمساعدة المدن على زيادة رفاه سكانها

روما – أجرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) يوم الأربعاء تقييمًا لمبادرة المدن الخضراء التي كانت قد أطلقتها، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الثانية على إطلاق مبادرة المدن الخضراء: دعم المدن لتصبح أكثر اخضرارًا.

وكانت المنظمة قد أطلقت مبادرة المدن الخضراء في عام 2020، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة، من أجل مساعدة المدن الصغيرة والمتوسطة والكبرى على تحسين قدرتها على الصمود وزيادة رفاه السكان في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.

وتسعى هذه المبادرة إلى زيادة رفاه السكان عبر تحسين توافر المنتجات والخدمات التي تقدمها الحراجة والنظم الزراعية والغذائية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، بشكل مستدام.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، خلال الحدث: "من شأن تخضير المدن – سواء أكانت صغيرة أم بالغة الكِبر – أن يعود بالمنافع على خطة التنمية المستدامة بأكملها".

وكان من بين المشاركين السيدة ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والسيدة سعاد بن عبد الرحيم، رئيسة بلدية مدينة تونس العاصمة، تونس، والسيد Aloke Barnwal، منسق برنامج المدن المستدامة التابع لمرفق البيئة العالمية. 

إعادة التفكير في المدن

منذ عام 2007، باتت غالبية سكان العالم تقطن في المناطق الحضرية ومن المتوقع أن تزيد نسبتهم بمقدار الثلثين بحلول عام 2050. وتسهم المدن إسهامًا كبيرًا في تغير المناخ من خلال استهلاكها نسبة تقارب 70 في المائة من إمدادات الأغذية العالمية ونسبة 80 في المائة من الطاقة في العالم، وعن طريق إنتاج 70 في المائة من النفايات العالمية و60 في المائة من غازات الدفيئة.

وعند الجمع بين الزراعة والحراجة والنظم الغذائية في السياسات والإجراءات الحضرية والتخطيط الحضري، تصبح المدن قادرة على: زيادة الأمن الغذائي والوصول إلى مساحات خضراء للجميع؛ وتحسين الصحة العامة والتغذية وجودة الهواء والقدرة على الصمود في وجه الظواهر المناخية القصوى؛ وتحسين الاقتصاد المحلي وإنشاء وظائف خضراء؛ والتخفيف بصورة أفضل من وطأة المخاطر الناجمة عن الصدمات المتعددة (تغير المناخ والصدمات الاقتصادية والجائحة)؛ والحد من البصمة الإيكولوجية.

وقد أشار المدير العام إلى أنّ الحكومات المحلية تضطلع بدور محوري في تحقيق قسم كبير من الإنجازات على صعيد تخضير المدن. وأضاف أنّ هذا هو سبب قيام المنظمة، وإلى جانبها الأعضاء وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومرفق البيئة العالمية والعديد من الشركاء الآخرين، بدعم الحكومات على الصعيدين المحلي وشبه الوطني عبر هذه المبادرة.

وقال السيد شو دونيو إنّ المنظمة قد أرست بالفعل الأساس من أجل التغيير. فأبرمت شراكات جديدة ووسعت الشراكات القائمة. وهي تعمل من خلال هذه المبادرة مع 80 مدينة حول العالم. ومثال على ذلك استفادة اثنتي عشرة مدينة أفريقية من التدريب على دمج النظم الزراعية والغذائية الحضرية والحراجة في التخطيط الحضري.

ينبغي بذل المزيد من الجهود

أشاد السيد شو دونيو بجميع المعنيين بما أحرز من تقدم حتى الآن، لكنه استطرد بالقول إنّه ينبغي بذل المزيد.

وقال السيد شو دونيو: "إنّ الحكومات المحلية بحاجة إلى المزيد من الدعم من أجل إعداد حلول راسخة وشاملة ومبتكرة للمشاكل اليومية. وهي بحاجة إلى الدعم لمعالجة الزحف العمراني الذي يواصل استنزاف الأراضي المنتجة والنظم الإيكولوجية الطبيعية التي لا غنى عنها من أجل التكيف مع تغير المناخ".

وقال السيد شو دونيو لرؤساء بلديات المدن بأنهم يضطلعون بدور رئيسي في مدنهم يتمثل في تخطيط استخدام الأراضي بصورة أفضل وتهيئة نظم زراعية وغذائية متعددة الوظائف. كما شدد على ضرورة وجود أطر وطنية تشجع المدن على تعزيز استدامة الزراعة والحراجة والنظم الزراعية والغذائية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية. وأكّد المدير العام أيضًا على أهمية اتساق السياسات على جميع المستويات.

وقال السيد شو دونيو: "تمثل المدن الحاضر والمستقبل من خلال تضييق الفجوات على صعيد عدم المساواة. فعلينا أن نجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وأن نزيد من قدرتها على الصمود واستدامتها بالتناغم مع الطبيعة والمجتمعات المحلية الريفية، بل وعبر الحدود أيضًا".

وشمل الحدث يوم الأربعاء حلقة نقاش ضمّت مشاركين من أوروبا وآسيا وأفريقيا وحملت عنوان المدن الخضراء في الميدان – الإنجازات المحققة في عامي 2021/2022. وقد شارك فيها السيد Manuel De Araújo، رئيس بلدية مدينة كيليماني، موزامبيق، والسيدة سعاد بن عبد الرحيم، رئيسة بلدية مدينة تونس العاصمة، تونس، والسيد Matteo Lepore، رئيس بلدية مدينة بولونيا، إيطاليا، والسيد Njoroge Muchiri، نائب محافظ مقاطعة مدينة نيروبي، كينيا، والسيد Subram Ramaswamy، كبير مستشاري رئيس بلدية مدينة كولومبو، سري لانكا.

مصر الطقس