اخبارنا

slider

الدورة الحادية والسبعون بعد المائة لمنظمة الأغذية والزراعة: الظروف الاستثنائية تتطلب نتائج استثنائية

روما - قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) السيد شو دونيو في ملاحظاته الافتتاحية أمام الدورة الحادية والسبعين بعد المائة لمجلس المنظمة إنّ عام 2022 كان "استثنائيًا" كما كان مرتقبًا من حيث الظروف والجهود والنتائج.

وأبلغ الأعضاء بأنّ المنظمة قد دعت بنجاح إلى التماس الدعم المالي الواسع النطاق لصالح البلدان الضعيفة في مواجهة ارتفاع أسعار الأغذية، وأثبتت مصداقيتها كشريك في التنمية من خلال تعبئة مستويات غير مسبوقة من الموارد من الجهات المانحة، وأظهرت فعاليتها من خلال الوصول إلى أعداد قياسية من السكان وتوفير المساعدات المنقذة للأرواح والداعمة لسبل العيش.

وقال السيد شو دونيو إنه في خضم موجة من التحديات الكثيفة، بما فيها جائحة كوفيد-19 والصراعات الممتدة والأزمة المناخية والحرب في أوكرانيا، "أظهرت المنظمة استعدادها للتكيف بسرعة والاستجابة للتغيرات بسهولة". واستطرد قائلًا "هناك اعتراف عالمي اليوم بمنظمة الأغذية والزراعة باعتبارها شريكًا محترفًا موثوقًا به لجميع أصحاب المصلحة الذين يعملون على استئصال الفقر والجوع وسوء التغذية".

واستطرد المدير العام بالقول مخاطبًا المندوبين: "إنّ توجّهنا الاستراتيجي في المستقبل شفاف وشامل، وهو يشملكم جميعًا، لنعمل معًا من أجل تحقيق أهدافنا العالمية. وستبقى المنظمة، وأنا معها، شريكًا لكم في هذا المسار الاستثنائي".

وقال السيد Hans Hoogeveen، الرئيس المستقل للمجلس: "إنّ منظمة الأغذية والزراعة قوية ويمكننا أن نجعلها أقوى" وحذّر قائلًا: "إن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع سيرتفع إلى أكثر من مليار (1) شخص في عام 2023 ما لم نكثّف التعاون والعمل".

واستعرض السيد شو دونيو في ملاحظاته الأشهُر الأربعين منذ توليه منصبه والتي تميزت بقيم مثل الشفافية والشمول والمبادئ الأخلاقية والاحتراف، وبالقوة الواسعة النطاق لتغيير نموذج أعمال المنظمة، ومجموعة واسعة من الابتكارات المؤسسية والاستراتيجية. ويرد هنا النصّ الكامل لخطابه.

أرقام استثنائية

حشدت منظمة الأغذية والزراعة حتى اليوم في عام 2022 ما مجموعه 1.6 مليارات دولار على شكل مساهمات طوعية، وهو أعلى بكثير من مبلغ 1.42 مليار دولار الذي تمت تعبئته في عام 2021، وهو أعلى مستوى في تاريخ المنظمة وأعلى بنسبة 22 في المائة من متوسط السنوات الخمس الأخيرة.

وإن جهود المنظمة المعززة ماضية على الطريق الصحيح لتخطي عدد 30 مليون شخص الذين تمّ الوصول إليهم في عام 2021 من خلال توفير المساعدات التي تمسّ الحاجة إليها والمنقذة للأرواح والفعالة من حيث الكلفة. وتم تعزيز برامج الطوارئ والقدرة على الصمود في البلدان التي ترتفع فيها مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، بهدف الوصول إلى 60 مليون شخص على الأقل سنويًا بحلول عام 2023.

وبحلول نهاية عام 2022، ستقدم المنظمة مساعدات داعمة لسبل العيش إلى 9 ملايين شخص في أفغانستان، في ظل معاناة نصف سكان الريف في البلاد من حالة تعادل المرحلة الثالثة أو ما فوق من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهو مقياس لانعدام الأمن الغذائي الحاد مرتبط بمستويات من الجوع ترقى إلى مستوى الأزمة. وسيتم الوصول إلى 4 ملايين شخص آخرين في إثيوبيا وكينيا والصومال، التي شهدت سنوات متتالية من الجفاف.

وقال المدير العام إن هذه الأعداد تسلّط الضوء على مدى أهمية مساهمات المنظمة في عمليات الطوارئ الكبرى، وتبيّن "اطمئنان الشركاء في الموارد وثقتهم بقدرة المنظمة على تنفيذ برامج إنمائية عالية الجودة وواسعة النطاق تتطلب خبرة فنية متخصصة".

وأتاحت المنظمة أيضًا قدرة تخزين إضافية تسمح للمزارعين في أوكرانيا بتخزين ما يصل إلى 6 ملايين طنّ من الحبوب التي أعاقت الحرب تصديرها.

وفي الأشهر العشرة الأولى من السنة، قدّم مركز الاستثمار في المنظمة المساعدة الفنية لمشاريع تموّلها مؤسسات مالية دولية بقيمة 7.6 مليارات دولار أمريكي، ما يقترب من تحقيق الهدف المحدد بالفعل لعام 2023. وقال السيد شو دونيو: "هذه هي قيمة منظمة الأغذية والزراعة وتأثيرها الكبير على الأعضاء".

ومنذ عام 2019، زادت المنظمة بأكثر من الضعف التمويل الذي ساعدت الأعضاء على الحصول عليه من الصندوق الأخضر للمناخ ومرفق البيئة العالمية، وهو تمويل مكّن أكثر من 100 بلد من حشد أكثر من 6 مليارات دولار أمريكي.

وحظي اقتراح المنظمة المتمثل في إنشاء مرفق لتمويل الواردات الغذائية بهدف مساعدة البلدان التي تواجه مشاكل في ميزان مدفوعاتها بسبب اتجاهات أسعار الأغذية، على موافقة صندوق النقد الدولي من خلال إطلاق نافذة لمواجهة الصدمات الغذائية. وقال المدير العام "هذا عمل جماعي حقًا" يمكن أن يوفر ما يصل إلى 32 مليار دولار أمريكي لإغاثة أشدّ المحتاجين، مشيرًا إلى أن بلدانًا عدّة قد لجأت بالفعل إلى هذا المرفق.

وأدّى العمل العالمي الذي قادته المنظمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية إلى الحد من الخسائر في المحاصيل بنسبة تتراوح بين 5 و10 في المائة وقلّص خطر انتشار هذه الآفة النباتية الرئيسية بشكل أكبر، وإصابة النباتات بها. وقد ساهم الدور الرائد الذي اضطلعت به المنظمة في مكافحة أزمة الجراد الصحراوي في القرن الأفريقي وخارجه خلال السنوات الثلاث الماضية في التخفيف من التداعيات المدمرة المحتملة.

وتشمل اليوم مبادرة العمل يدًا بيد وهي المبادرة الاستراتيجية الأولى التي أُطلقت بقيادة السيد شو دونيو، 54 بلدًا مشاركًا ومن المرتقب أن تتسع لتشمل البلدان المتوسطة الدخل. وعُرضت فرص للاستثمار بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي تشمل 15 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر، على الشركاء وأصحاب المصلحة خلال منتدى الأغذية العالمي في أكتوبر/تشرين الأول بموجب هذا الإطار.

وتوجّه السيد شو دونيو بالشكر إلى جميع الجهات المانحة والشركاء الذين دعموا هذه الإنجازات الاستثنائية.

تمكين المرأة والشباب

سلّط المدير العام الضوء على جهود منظمة الأغذية والزراعة لتمكين المرأة والشباب، والتي شرع بها فور توليه منصبه في عام 2019 بإنشاء لجنة شؤون المرأة ولجنة شؤون الشباب في المنظمة.

وبرزت قوة الشباب في منتديات الأغذية العالمية الثلاثة التي عُقدت في المنظمة حتى اليوم. وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ هذا سيصبح حركة عالمية حقيقية في المستقبل القريب. وقال إنّ أحد أهداف الجهود الرامية إلى زيادة مشاركة الشباب هو "تحديد حلول قابلة للتنفيذ ومبتكرة للتحديات الراهنة والمستقبلية".

وأطلقت لجنة شؤون المرأة في المنظمة برنامجًا إرشاديًا مشتركًا وعقدت شراكات أخرى لتعزيز المساواة بين الجنسين داخل المنظمة وفي جميع أنحاء العالم على السواء. وأضاف المدير العام قائلًا إنّ المنظمة هي الآن "واحدة من أفضل" وكالات الأمم المتحدة من حيث الوفاء بمتطلبات المؤشرات التي تنص عليها خطة العمل على نطاق منظومة الأمم المتحدة المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، أو تحقيق نتائج تفوق تلك المتطلبات.

وقال المدير العام إن التقرير العالمي الجديد الذي تعدّه المنظمة عن وضع المرأة الريفية في النظم الزراعية والغذائية سيصبح مقياسًا لتفعيل العمل الداعم للمرأة.

وإنّ هذه الجهود وغيرها من الجهود التي تبذلها المنظمة تسترشد بالعلوم والابتكار، وهي مواضيع مكرسة اليوم في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031. وقال السيد شو دونيو "بصفتي عالمًا، لطالما كان التغيير يعنيني. وهذا هو جوهر العلوم، أي التكيف مع التغيير".

ويمكن الاطلاع على مزيد من التفاصيل عن منظمة الأغذية والزراعة بحلتها الجديدة، بما في ذلك الرقمنة الطموحة في المنظمة، والتغيير البارز في إشراك القطاع الخاص والشراكات وتوفير المنتجات المعرفية والسلع العامة العالمية، في نصّ ملاحظات المدير العام المتاح هنا.

وستتواصل أعمال الدورة الحادية والسبعين بعد المائة لمجلس منظمة الأغذية والزراعة حتى يوم الجمعة.

مصر الطقس