اخبارنا

slider

اليوم الدولي للمرأة 2023: سدّ الفجوة الرقمية ضروري لإطلاق إمكانات النساء في المناطق الريفية، بحسب وكالات الأمم المتحدة المعنية بالأغذية والزراعة

روما - يكتسي الوصول الشامل إلى التكنولوجيات الرقمية والتعليم أهمية حاسمة للحد من أوجه انعدام المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات الريفيات. كانت هذه الرسالة التي وجّهتها ثلاث وكالات للأمم المتحدة معنية بالأغذية والزراعة بمناسبة اليوم الدولي للمرأة 2023.

وأقرّ المشاركون في الحدث الذي تشاركت في عقده كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (الصندوق) وبرنامج الأغذية العالمي (البرنامج) بأنه، رغم عجز الرقمنة وحدها عن حلّ جميع المثالب المتصلة بالمساواة بين الجنسين التي تواجهها النساء، يمكن للمرأة أن تؤدي دورًا نشطًا وفعالاً بقدر أكبر في نظمنا الزراعية والغذائية عند إعطائها إمكانية الوصول المتكافئ إلى التكنولوجيا الرقمية والتعليم.

وقالت السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام للمنظمة: "صحيح أنه من المُحبط الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في وقت نتراجع فيه عن تحقيق المساواة بين الجنسين ونشهد فيه اتساع الفجوات بين الجنسين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. وعندما نستثمر في النساء الريفيات، إنما نستثمر في القدرة على الصمود، وفي مستقبل مجتمعاتنا المحلية، وفي بناء عالم أكثر شمولًا وإنصافًا، أي عالم لا يُترك فيه أحد خلف الركب."

أما السيدة Jyotsna Puri، نائب الرئيس المعاون في دائرة الاستراتيجية والمعارف لدى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، فقالت: "ستستمر النساء والفتيات الريفيات في مواجهة الحواجز والمثالب الاجتماعية والاقتصادية، ما لم نعمل على زيادة إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية والابتكارات، ما يجعل مشاركتهنّ الكاملة في الاقتصادات الريفية أصعب بكثير. ولن تنفكّ أوجه انعدام المساواة بين الجنسين والفجوة بين المناطق الحضرية والريفية تتفاقم ما لم نبنِ مجتمعًا أكثر شمولًا وازدهارًا للجميع".

وقالت السيدة Valerie Guarnieri، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "إنّ الأمن الغذائي للأسر المعيشية والمجتمعات بين أيدي النساء. ولن نتمكّن من بناء عالم لا ينام فيه أي أحد جائعًا إلّا من خلال تمكين المرأة. إنّ وضع الموارد في متناول المرأة أمر بديهي، ويترافق ذلك مع نقل المعارف والمهارات بما في ذلك محو الأمّية الرقمية لمساعدة هؤلاء النساء على تحقيق كامل إمكاناتهنّ. وهذا هو شكل من أشكال تغيير قواعد اللعبة الذي علينا جميعًا أن نسعى إلى تحقيقه".

ورغم الانتشار السريع للأدوات والخدمات الرقمية، لا تزال المرأة تواجه حواجز نُظمية وهيكلية في الوصول إلى التكنولوجيات الجديدة واعتمادها. وتشير الأدلّة بشأن الفجوة بين الجنسين إلى أنّ نسبة 69 في المائة من الرجال في العالم يستخدمون شبكة الإنترنت مقابل نسبة 63 في المائة من النساء. وإنّ نسبة النساء في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل اللواتي يستخدمن الإنترنت المحمول أقل من الرجال بنسبة 16 في المائة، فيما يراوح التقدّم في الحد من الفجوة بين الجنسين في استخدام الإنترنت المحمول مكانه.

وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أنّ هذا التباين يتجلّى بوضوح أكبر في المناطق الريفية. فتعاني النساء في المناطق الريفية بوجه خاص من الحرمان من حيث الوصول إلى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، ومن المستبعد أن يشاركن في حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بسبب القيود التي تعيق القدرة على تحمّل التكاليف، والأمّية، وقدرات المستخدمين، والقواعد الاجتماعية التمييزية.

وقد جمع الحدث الذي عُقد اليوم في روما بعنوان إشراك الجميع رقميًا: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين.  الاستفادة من القوة التحويلية للرقمنة الشاملة والابتكار من أجل النساء والفتيات الريفيات، قادة الفكر وواضعي السياسات وصانعي التغيير الذين يعملون على إيجاد حلول مبتكرة لتحقيق المساواة بين الجنسين في المناطق الريفية وخارجها. وأبرزت المناقشات أيضًا إنجازات النساء الريفيات في مجال محو الأمّية الرقمية والمهارات الرقمية وريادة الأعمال الزراعية.

وشملت قائمة الخبراء المشاركين كلًا من السيدة Kusum Balsaraf، المديرة العامة لوكالة Mahila Arthik Vikas Mahamandal؛ والسيدة Su Stephanou، مؤسسة منظمة Green Dreams and iCow؛ والسيدة Claudia Carbajal Morelos،  مديرة منظمة Precision Development؛ والسيدة Isabelle Carboni، مديرة الاستشراف، الشمول الرقمي والتنقل من أجل التنمية، GSMA؛ والسيد Cesar Maita Azpiri،  كبير مديري الابتكار، الوحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين على المستوى العالمي في مبادرة التجارة المستدامة (IDH).

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة على تعزيز اعتماد تكنولوجيات رقمية محددة، بما في ذلك بطرق تدعم خصوصًا النساء من خلال مبادرات مثل حافظة خدمات التكنولوجيا الرقمية للمنظمة، وجماعة الممارسين المعنيين بالزراعة الإلكترونية ومبادرة 1 000 قرية رقمية. وقد أنشأ مكتب الابتكار التابع للمنظمة الشبكة العالمية لمراكز الزراعة والابتكار الرقمية لدعم أعضاء هذه المراكز من أجل تعزيز الابتكار في نظام بيئتهم الزراعية الرقمية، مع التركيز بوجه خاص على النساء وأصحاب المشاريع الزراعية الشباب، ضمن مجموعة من البرامج الأخرى. وستُصدر منظمة الأغذية والزراعة الشهر المقبل تقريرًا جديدًا بعنوان حالة المرأة في النظم الزراعية والغذائية وسيقدّم هذا التقرير أدلة تشير إلى السبل التي يمكن من خلالها لتمكين المرأة أن ينتشل ملايين السكان من انعدام الأمن الغذائي وجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر قدرة على الصمود واستدامة.

وجدير بالذكر أنّ الصندوق الدولي للتنمية الزراعية هو مؤسسة مالية دولية ووكالة متخصصة للأمم المتحدة. ويستثمر هذا الصندوق الذي يعدّ مركز الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومقرّه في روما، في السكّان الريفيين ويمكنّهم للحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين التغذية وزيادة القدرة على الصمود. ومنذ عام 1978، قدّم الصندوق أكثر من 24 مليار دولار أمريكي على شكل منح وقروض منخفضة الفوائد لتمويل المشاريع في البلدان النامية.

ويعمل برنامج الأغذية العالمي على محو الأمّية المالية الرقمية لمساعدة المجتمعات المحلية على الارتقاء بمستوى مهاراتها وتحسين سبل عيشها والوصول إلى الخدمات والأدوات المالية، ويدعم على المدى الطويل التنمية ويعزز الأمن الغذائي للجميع. ويسعى برنامج الأغذية العالمي مثلًا، من خلال برامج التحويلات النقدية في جميع أنحاء العالم، إلى معالجة الحواجز المباشرة أمام الخدمات الرقمية والمالية الناجمة عن القواعد الاجتماعية والثقافية والأفكار المسبقة القائمة على النوع الجنساني. ومن خلال مساعدة النساء عن طريق الدورات التدريبية لمحو الأمّية الرقمية والمالية والعمل مع الناشطين المجتمعيين، يساعد برنامج الأغذية العالمي هؤلاء النساء على فتح حسابات مصرفية خاصة بهنّ أو حسابات للتحويلات المالية عبر الهاتف أو حسابات رقمية أخرى، ما يعود على هؤلاء النساء، وبالتالي على أسرهنّ ومجتمعاتهنّ بأكملها، بمنافع اقتصادية بما فيها الأمن الغذائي.

مصر الطقس