روما – في حدث عالمي عُقد اليوم بمشاركة وزراء وخبراء وناشطين من الشباب للاحتفال باليوم الدولي للغابات 2023، سُلّط الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه الغابات لضمان سلامة البيئة وصحة المجتمعات.
وشدّد هذا الحدث، الذي تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أيضًا على ضرورة وضع حماية الأراضي الحرجية في العالم وإدارتها المستدامة على رأس الأولويات نظرًا إلى مساهمتها الهامة في سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي ومعالجة آثار أزمة المناخ.
وتحدث السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في الحدث، قائلًا "لا بدّ لنا من أن نرتقي بإجراءاتنا ونسرع وتيرتها، الآن، ومعًا. ونحن بحاجة إلى التزامات قوية من جانب الحكومات والمنظمات الدولية والجمهور والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات ومن كل واحد منا كأفراد. ولا بدّ لنا من تحسين استصلاح الغابات عن طريق الإدارة المستدامة للغابات التي تعود بمنافع على الناس والكوكب. ولا غنى عن الغابات من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظام الإيكولوجي، وهي عناصر أساسية في نهج صحة واحدة الذي تتبعه المنظمة".
وأضاف بالقول "يمكننا، إذا بذلنا جهودًا متضافرة على المستوى العالمي، أن نحد من إزالة الغابات وتدهورها وأن نحسّن قدرة الغابات على الصمود وأن نعزز النظام الإيكولوجي الهام بالنسبة إلى الناس والكوكب".
وتعدّ الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لقرابة مليار (1) شخص، وتساعد على التخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخفّفة للحرارة والأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه. كما أنها تأوي 000 50 نوع نباتي ذي خصائص علاجية وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل. كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثّل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.
غير أنّ الخطر محدق بالغابات، وكذلك بالمنافع التي تدرها علينا. فعلى سبيل المثال، تعزى نسبة تزيد عن 30 في المائة من الأمراض الجديدة المبلّغ عنها منذ عام 1960 إلى تغير استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات. وبين عامي 2015 و2020، كان العالم يفقد عشرة ملايين هكتار من الغابات كل عام – أي ما يعادل 14 مليون ملعب كرة قدم تقريبًا – بسبب إزالة الغابات.
مشاركة رفيعة المستوى
تخلّلت حدث اليوم جلسة رفيعة المستوى بعنوان "صحة الإنسان من صحة الغابات من خلال السياسات والعلوم والإدارة"، شاركت فيها معالي السيدة Maria-Orlea Vina، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في مدغشقر؛ ومعالي السيد Bhupender Yadav، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند؛ والسيدة Sandra Vilardy Quiroga، نائب وزير السياسات وتوحيد المعايير البيئية في كولومبيا؛ ومعالي السيد Günter Walkner، الوزير المفوّض والممثل الدائم لجمهورية النمسا لدى المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي ورئيس لجنة الغابات في المنظمة.
كما شارك السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في حوار مع قادة شؤون الغابات من الجيل القادم – السيد Tomiwa Oluwajuwon، السفير العالمي لمنظمة Youth4Nature، والسيدة Alina Lehikoinen، الرئيسة المشاركة في اللجنة المنظمة للندوة الدولية لطلاب الحراجة لعام 2023 – خلال جلسة قامت بتيسيرها السيدة Lindsey Hook، رئيسة الشؤون الثقافية في منتدى الأغذية العالمي.
وقال السيد شو دونيو "يجب علينا تعزيز روح الإبداع والالتزام لدى الشباب بصفتهم محركات رئيسية لدفع عجلة التغيير الإيجابي. ولهذا السبب، قمت بإنشاء لجنة شؤون الشباب في المنظمة وأطلقت منتدى الأغذية العالمي حين تقلدت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، ليكون فضاءً يمكّن الشباب حول العالم من استنهاض التغيير الإيجابي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية".
جائزة مدن الأشجار في العالم
أطلقت المنظمة أيضًا خلال هذا الحدث الجائزة الافتتاحية لمدن الأشجار في العالم من أجل تقدير المدن التي تسهم إسهامًا كبيرًا في موضوع اليوم الدولي للغابات. وتمثل هذه الجائزة جزءًا من برنامج يحمل الاسم نفسه كان قد أطلق في عام 2019 كشراكة بين المنظمة ومؤسسة Arbor Day. وتتمثل رؤيته في ربط مدن العالم عبر شبكة جديدة مخصصة من أجل اتباع أكثر النُهج نجاحًا لإدارة الأشجار والغابات الحضرية.
وتسلمت مدينة تورينو الإيطالية، يوم الثلاثاء، الجائزة بالنيابة عن جميع المدن المشاركة في البرنامج. وقد اشتهرت المدينة بإنشاء مساحات خضراء في مناطق حضرية. وتوجد في متنزهاتها وحدائقها الحضرية نحو 000 150 شجرة، جرى غرس 000 20 شجرة منها في السنوات القليلة الماضية.
وقامت السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة، بتقديم الجائزة لعمدة مدينة تورينو، السيد Stefano Lo Russo.
وسيُسلّط الضوء على أهمية الغابات الحضرية والمدن الخضراء في المنتدى العالمي الثاني بشأن الغابات في المناطق الحضرية الذي سيعقد في واشنطن العاصمة في شهر أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام.
التعليق على الصورة: غابة بدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية تأوي العديد من أنواع الحيوانات والنباتات.