روما/باريس/جنيف/نيروبي - إنّ حالات الطوارئ الصحية الأخيرة على الصعيد الدولي على غرار جائحة كوفيد-19 وجدري القرود وحالات تفشي إيبولا والتهديدات المستمرة نتيجة الأمراض الأخرى الحيوانية المصدر، والتحديات المرتبطة بسلامة الأغذية ومقاومة مضادات الميكروبات، فضلاً عن تدهور النظام الإيكولوجي وتغير المناخ، تشير جميعًا بما لا لبس فيه إلى الحاجة إلى وجود نظم صحية قادرة على الصمود وإلى تسريع وتيرة العمل على نطاق العالم. ويُعتبر نهج الصحة الواحدة النهج الرئيسي لمواجهة هذه التحديات الملحة والمعقدة الماثلة أمام مجتمعنا.
وقد أطلق رؤساء منظمات الشراكة الرباعية المعنية بنهج الصحة الواحدة في ختام اجتماعهم السنوي الحضوري الأول نداء غير مسبوق لتعزيز العمل على الصعيد العالمي.
وتسعى الشراكة الرباعية إلى العمل معًا لتحقيق ما يعجز قطاع واحد بمفرده عن تحقيقه وهي تضمّ أربع وكالات رئيسية هي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
نداء من أجل العمل
شدد قادة الشراكة الرباعية على ضرورة توطيد التعاون والالتزامات لترجمة نهج الصحة الواحدة إلى عمل على مستوى السياسات في البلدان كافة وحثّوا جميع البلدان وأصحاب المصلحة الرئيسيين على تشجيع وتنفيذ الإجراءات التالية ذات الأولوية:
1- إسناد الأولوية لنهج الصحة الواحدة في جدول أعمال السياسات الدولي وتعزيز الفهم والدعوة إلى اعتماد حوكمة محسنة للصحة مشتركة بين القطاعات، وتشجيعها. ينبغي لنهج الصحة الواحدة أن يصلح بشكل خاص كمبدأ توجيهي في الآليات العالمية بما يشمل الأداة الجديدة لمواجهة الجوائح والصندوق الخاص بالجوائح لتعزيز الوقاية من الجوائح والتأهّب والاستجابة لها؛
2- تعزيز السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية الخاصة بنهج الصحة الواحدة مع تحديد كلفتها وإسناد الأولوية لها طبقًا لخطة العمل المشتركة الخاصة بالصحة الواحدة والصادرة عن الشراكة الرباعية وذلك لغرض تشجيع التنفيذ على نطاق أوسع عبر مختلف القطاعات وعلى شتى المستويات؛
3- تسريع وتيرة تنفيذ خطط نهج الصحة الواحدة، بما في ذلك دعم الآليات الوطنية لحوكمة نهج الصحة الواحدة وتنسيقه المشترك بين القطاعات وإجراء عمليات تحليل للأوضاع ورسم خرائط لأصحاب المصلحة ووضع سلّم بالأولويات ومقاييس لأطر رصد نهج الصحة الواحدة وتقييمه؛
4- تشكيل فرق عمل مشتركة بين القطاعات ومعنية بنهج الصحة الواحدة تتمتع بالمهارات والقدرات والإمكانات للوقاية من التهديدات الصحية وكشفها ومكافحتها والاستجابة لها في الوقت المناسب وبصورة فعالة من خلال تعزيز التثقيف السابق للخدمة والمستمر لفرق العمل المعنية بصحة الإنسان والحيوان والبيئة؛
5- تعزيز الوقاية من الجوائح والتهديدات المحدقة بالصحة عند المصدر وإدامتها من خلال استهداف الأنشطة والأماكن التي من شأنها أن تزيد خطر انتقال الأمراض الحيوانية المصدر من الحيوان إلى الإنسان؛
6- تشجيع وتعزيز ابتكار المعارف والأدلة العلمية بشأن الصحة الواحدة وتبادلها، فضلاً عن البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا وتشاطرها وإدماج المعلومات والبيانات وتيسير النفاذ إلى أدوات وتكنولوجيات جديدة؛
7- زيادة الاستثمارات والتمويل لاستراتيجيات وخطط الصحة الواحدة بما يضمن توسيع نطاق التنفيذ على المستويات كافة، بما في ذلك تمويل الوقاية من المخاطر المحدقة بالصحة عند المصدر.
ويتطلّب بناء كوكب ينعم بصحة واحدة بقدر أكبر العمل فورًا على حشد الالتزامات السياساتية الحيوية وزيادة الاستثمارات وتوطيد التعاون بين مختلف القطاعات وعلى جميع المستويات.
وتؤدي الشراكة الرباعية دورًا مركزيًا في الترويج لنهج الصحة الواحدة على نطاق العالم وتنسيقه بما يتماشى مع خطة العمل المشتركة لنهج الصحة الواحدة التي صدرت في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022. وسعيًا إلى تقديم مزيد من الدعم للبلدان والحكومات من أجل تطبيق نهج الصحة الواحدة، فإنّ الشركاء في الشراكة الرباعية بصدد إعداد دليل لتنفيذ خطة العمل المشتركة لنهج الصحة الواحدة من المقرر أن يصدر في عام 2023.
التوقيع:
السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة
السيد Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
السيدة Monique Eloit، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان